dimanche, octobre 16, 2011

جاري و الحريات الشخصية



أيا قلنا السلام. من أكثر القرارات الي فرحان بيها في حياتي, هي قراري العودة من بلاد المهجر الى تونس في صائفة 2010 مما خلاني نعيش و نواكب و نلامس الثورة التونسية. ما نخبيش عليكم الي أول أيام رجوعي  شكيت في صحة قراراي, خاصة أني تعبت بش لقيت دار في خضم  العودة المدرسية.
كان زادة التأقلم مش ساهل : لقيت روحي في مجتمع ما يحكي كان عالكورة و بهتت في طريقة تعامل بعض الجيران في العمارة الي نسكن فيها  و خاصة جاري الأصلع : كنت وين تجي العين في العين نصبٌح عليه و الا نمسيه يكشٌخ بإشمإزاز و ما يجاوبنيش, تقولش عليا قاتله بوه.
أيا جات الثورة, و تبدلت المشامية , و نساو العباد حكايات الكورة الفارغة, و تكتلوا الجيران و  كوننا لجان أحياء بش نحميو بيها مناطقنا و نأمنوها. جيت نثبت, بين العباد الي خارجين يعسوا معانا, نلقى جاري الأصلع مش من ضمنهم رغم الي لاحظت الي هو متواجد في داره في الحومة.
برى يا زمان و ايجا يا زمان, هرب بن علي, و تم تصنيف ما صار في تونس بأنها ثورة وبدات ترجع الحياة الى مجراها , و وقتها بركة لاحظت جاري الأصلع في سالف دخوله و خروجه. و ليلة من الليالي و أنا راجع من يوم إحتجاجي في القصبة نلقى باب البلاص مسكر. قعدت البرة نتقذرف بالبرد و نستنى فماشي شكون يدخل بش يحللي الباب. جات جارتي,ماشي في بالي بش تحللنا الباب. وقفت تتقذرف معايا بالبرد و قالتلي أنه جارنا الأصلع بدل مفتاح باب البلاص و ولى يسكٌر فيه و عطى مفاتح للعباد الي يروقوله. أما أحنا لا. و أفادتني أنه موصي العباد الي عطاهم مفاتح ما يعطيوه لحتى حد, و كان الأمر كذلك.
ضحكتني الحكاية رغم البرد الي كلاني وقتها, لكن كيف روحت غدوة و بعد غدوة و الي بعده و لقيت روحي نستنى بالساعة في قلب البرد بش ندخل لداري ولات الحكاية ماعادش تضحٌك.  و قررت أني نولي ندخل بأي طريقة : عملت بار حديد على جنب و وليت كل مرة بش انجم ندخل نخلع الباب حتى لين جيت أنا و واحد من الجيران الغير مغضوب عليهم راس راس و شافتي نحارب في الباب بعنف و في يدي الحديدة. تفجع و الا حشم على روحه, الله أعلم, أما مشى يجري و مدلي مفتاح و وصاني ما نقولش الي هو الي  منحي مفتاح و   وبدى يبررلي موقف  جارنا الأصلع على أنه حرص منه على الأمن و السلام في إطار الثورة و خوف من تواجد مندسين مخربين. بهتت و كيف كوانسيته و ذكٌرته أنه صحيبنا ما كانش من ضمن الحراس لأمن الحومة أيام الشدة, تلفت ايمين و يسار و وشوشلي أنه  المقاول الي بنى العمارة , منذ خمسطاش عام التالي , كان وعدهم بمستودعات لسياراتهم لكن ما وفاش بوعده و بنى في بلاصتهم استوديوهات من ضمنهم الأستوديو الي نسكن فيه أنا.
ما فهمتش شنوة ذنبي أنا  خاصة انه الاستوديو تباع من عشارات السنين و انا كاري , لذى مشيت لأقرب واحد يعمل مفاتح و طبعت مفاتح لكل الجيران المحرومين في إطار العدالة الإجتماعية.
يزيد أيامات أخرين و يخرجلنا جارنا  تحت عنوان "الخوف من ردة المندسين و المتربصين بالثورة"  ويطلعلنا بطلعة أكبر و أكبر : يعمل باب حديد على باب البلاص : يعني كان لا قدر الله تنشب حريقة في البلاص نوليو "روطي" و ما يتمكن حتى حد من الخروج. بالطبيعة المفاتح بالوجوه و بمقابل 30 دينار لأنه تكلفله غالي حسب كلامه.  بعد أيامات تجيني فاتورة الضو فيها  الدوبل وفيها تنبيه قطع لأني ما خلصتش و وقتها فهموني جيران أنه نفس السيد الأصلع يبربش في الجوابات و يقطٌع في الفاتورات متاع العباد الي ما تروقلوش. من بعد أيامات جاو بحذايا عائلة خالتي و أنا مش متواجد, شافهم قدام باب داري , عمللهم سين و جيم  : شكونكم , و شنية علاقتكم بالسيد الي يسكن ؟ و بش تقعدوا بحذاه و الا ماشيين ؟ الخ  و  نهارين التالي نحى أمبوبات الضو الي تابعين  البلاص الي في شيرة  داري.
يقول القائل. شبيك تحكيلنا في قصة حياتك ؟ كلامنا يا جماعة قياس. و جاري هذا كيما هو ينجم يكون  أصلع .. ينجم يكون ملتحي, مش المشكل في المنظر و الا في إيديولوجيته . المهم أنه  مادام  أنا و الجيران  خلينا له هامش بش  يتعدى حدوده, اذا  بش يقعد كل مرة يزيد خطيوة في إعتداءاته و كل مرة يعمل عملة أكبر من أختها. كيفاش نتصداوله ؟ نضربوه ؟ ما نتصورش انه هذا هو الحل. الحل هو القانون و علويته. وقت الي يتفاهموا الجيران الكل و يقوموا بدعوى قانونية تجرٌم  جارنا المعتدي و يشهدوا بتصرفاته المشينة تو هو يشد بلاصته و يريض.
و عمارتنا ماهي الا مجتمع مصغر من المجتمع الكبير : تونس معبية بالناس الي تحب تمارس ضغط على الحريات الشخصية و الفردية للمواطنين. كيفاش نتصداولهم ؟ لا نتصدولهم لا بالبكاء و التذمر الفارغ و لا بالعنف و لا بردات الفعل الغير مسؤولة و لا بالصمت . نتصداولهم بتكافل مجتمع كامل للوقوف ضد كل من يخالف روح المواطنة  و من يخالف الإحترام المتبادل بين  أفراد المجتمع. و أنستوا.

Aucun commentaire: