mardi, février 19, 2013

حكايات أوراق (الجزء 3 و الأخير) ه




-6-


بيرو معبي بالدوسيات. غبرة. عباد داخلة و عباد خارجة. المسؤول الي قابلته المرة الأولى و عفس فيا مش موجود. بركاتك يا ثورة. فما مرى في بلاصته محضبين عليها برشة عباد.
-  شنوة قلتلي اسمك ؟ غريبة ... مش موجود دوسيك
- مادام المرة الي فاتت زادة راني قدمت طلب ""اعادة نظر" و ضيعتولي الدوسي ... مش معقول هكة.
- ايواش اهوة .. لا ما شافوهش دوسيك سي وسام
- ...
- تعدى على اللجنة لكن برشة دوسيات ... قالوا مادام ما خذيتش المرة الي فاتت و بما أن ما فماش وراق جدد ما نظروش فيه.
- يا مدام, قالولي أن القرار خاطئ و ان من حقي اني ناخذ معادلة حتى اذا عملت عدة اختصاصات
- شكون قالك هالكلام ... ياخي تعرف خير من اللجنة ؟
- تي هاو قلتلي الي اللجنة ما نظرتش فيه  ... و الي قالولي اكبر اساتذة في جامعات تونس ..
- ما فماش علاش اللجنة تضيٌع وقتها في دوسي ديجا تعدى و ماجدٌش فيه جديد
-  تعدى قبل الثورة ... من وقتها الى توة , صارت ثورة في البلاد ..
- اه بش تبدى تحكيلي بمنطق الثورة ؟؟؟
- بالله فسرلي . حاجة برك نحب نعرفها, توة عندي قداش من شهر و كل مرة هاو ماصارتش لجنة , هاو دوسيك ضاع, شبيك ما قلتليش الكلام هذا من الأول ؟ ثم بالله علاش التعقيدات هذه الكل ؟؟ توة يا رسول الله ما تنجموش تحددوا ليستة في الجامعات الي تعترفوا بيهم خير من التجوجيم الي تعملوا فيه لينا و الى رواحكم ؟
- أكهو, هذاكا اش علمتكم الثورة ... كان طولة اللسان. ياخويا  مطلبك مرفوض سامحني البرة.

-7-
 سبحان ربي. كان التونسي وقت الي يتعدى  قدام القصر الرئاسي يبدى يستراسي و ياويل الي يخرٌج مُصورة و الا ينقٌص في السرعة. انتهى عهد الرعب و هاني توة في وسطه و بش نخدم فيه.
- هذا بيرو تنجم تقعد فيه حتى لين نحضرولك بيروك. عندك الكمبيوتر هذا تنجم تستعمله , التلفون هذا 
يتعدى بالسطوندار و هذا تلفون داخلي تكلم زملائك بيه و كان تحب تنجم تطلب قهوة من خلاله زادة.

دخت في سيستام القهوة في ادارة مؤسسة الرئاسة  و الي نتصوره معمم على أغلب الإدارات : تهز
 التلفون. تكلم الحاجب. الو. الو. نحب قهوة. شنوة تحبها. كابوسان. الله يبارك. يعلق الحاجب. يكلم  النادل الي مكلف بعدد معين من البيروات. ألو. ألو. طالبين قهوة. شنية القهوة.كابوسان. الله يبارك. النادل الي يقعد في الكلوار يمشي للمشرب. أهلا. أهلا. طالبين قهوة. شنوة القهوة. كابوسان. لا ماعنديش حليب. يرجع النادل للكولوار. يكلم الحاجب. الحاجب يكلمني. ما عندوش حليب. امالا هات قهوة عربي. الحاجب يكلم النادل. أمالا هات قهوة عربي. النادل يمشي للمشرب. قهوة عربي. القهواجي يحضر قهوة عربي. يهبط النادل. يجيب القهوة. يعطيها للحاجب. الحاجب يدخٌل القهوة. الحاصيلو خلق قهوة في 
الادارة التونسية خيرمن البرازيل وقت الي تكور.

كان عدة اصدقاء لحٌوا عليا أنني نستغل معرفتي بالأشخاص و مديري الدواوين الوزارية بحكم خدمتي الجديدة في ديوان الرئاسة بش نعرض عليهم مشكلتي الشخصية مع حكاية المعادلة, الا أني رفضت قطعيا أنني نستعمل اي نوع من نفوذي لأغراض شخصية. ياخي علاش امالا عملنا ثورة ؟ مش بش نقطعوا دابر الماضي الأبله السيئ ؟

-8-

انهيت مهامي في مؤسسة الرئاسة. توحشت السينما , توحشت الفن.
وقيت بش نرجع نشوف حكاية المعادلة فماش ما يخلصوني في العام الي خدمته و تعبت عليه دون اي أجر و فماشي ما نرجع نقري السنة المقبلة.  الصدفة حتمت اني نكون في قعدة مع المشرف على المعادلات في وزارة التعليم العالي. الي بعد نقاش طويل على مدى جدية الي يعملوا فيه. ما لقى باش يبرر كل هذا التعقيد الاداري الا بأن "الفرنسين كيف يشوفوا تونسي في لجنة نهائية متاع ماجستير ينجحوه حتى لو كان لا يستحق و لذى ما انجموش نقبلوا الماجستير الفرنسي بطريقة مسلٌمة" . جيت بش نقول له أن الفرنسيين ما يطلبوش التثبت في جنسيات الطلبة الي يقراو عندهم قبل ما يعملولهم امتحانات. من بعد قلت .. توة السيد متغلغل و شايخ بثقافة المؤامرة و انا بش نجي نطيح كل شي في الماء ؟ خليه شايخ. كلمة في كلمة. عرف اني مخرج و بدى يتعاطف مع قضيتي الى ان طلب مني أني نجيه الى مكتبه لتدارس الأمر.
ما كنتش من العاكسين, سندت ضهري بصديق استاذ يعتبر قيمة ثابتة في الجامعة التونسية فماش ما نقنعوه بمشروعية مطلبي  و مشيناله  للوزارة. لقينا رواحنا في بيروا معبي بالكرادن و الوراق لدرجة ما فماش وين تقعد. حاولنا نلقاو كيفاش نقعدوا. طلب مني أوراقي وشهايدي بدى يتثبت فيهم و هو يبحلق فيهم أكثر من درج. ثم قام و كأنه جاته فكرة جهنمية و خرج يسأل زملاءه . رجع وقالي :
-  انت قبلوك في الماجستير. يعني عملولك معادلة بين دراساتك في تونس و الدراسة في فرنسا ...
- ...  راهو في فرنسا , ما عندهمش برشة هال ...(شوية لا فلتت العقد) هالتعقيدات
- لا تعقيدات لا شي .. هكة تجي الأمور الجدية ... مش نسيبوا الماء على البطيخ
-  ...
- باهي تعرف كيفاش ؟ زيدني للدوسي ورقة تثبت أنك تقبلت في الماجستير
- أنا عطيتك الماجستير نفسه .. مادام عندي ماجستير يعني بالضرورة تقبلت في الماجستير
- عيش ولدي ... نقص من كسوحية الراس. جيبلي ورقة تثبت انك تقبلت للماجستير و دوسيك انشاء الله يتعدى

-9-

- تفضل .. شنوة عندك ؟
- مطلب معادلة ...
- تراه اعطيني الورقة ... لا الإسم هذا ما عنديش ... ارجعلي الأسبوع الجاي .. و الا تعرف كيفاش ؟ برى ستنى لحظة تو نرجعلك
بعد قريب نصف ساعة. كملت الموضفة دردشاتها الصباحية  حول قهوة مع زملائها و خرجت لقاتني مازلت نستنى.
- الاسم هذا ما يظهرليش عندي ... خليني نلوج.
- انت بيدك مادام قلتلي ارجعلي بعد شهر و قلتلي ان الملف متاعي كامل و مافيهش لبس.
بعد نصف ساعة اخرى بحث. و بالتعاون مع موضفة اخرى إتضح أنه لم تتم اللجنة المقررة في جانفي و تم تأجيلها شهر اخر.
- انت قدٌمت في اللجنة قبل ؟
- ايه قدمت.
- علاش يعيش خويا تغالط فيا ...
- علاش نغالط فيك ؟؟؟
- تي ماهو قول من الأول .. أهوا دوسيك. إنت تعديت على اللجنة مرتين قبل, مش ممكن تتعدى على اللجنة مرة ثالثة.
- لكن سي فلان المكلف بالمعادلات هو الي استقبلني و عطاني الحق و جيناك الى مكتبك و وريناك الدوسي و قبلته سيادتك و قلت الي ما فيهش لبس و ما فما كان الخير.
- سي فلان راهو ماعادش يخدم في المصلحة متاعنا , نقلوه ..
- وبرى كان نقلوه ؟ يا مدام ما يجيش هكة ... عديت قريب تلاثة سنين من حياتي و أنا ماشي جاي عليكم على جرد ورقة ... عيب راهو .. عيب ...
- خويا هذاكا القانون .. تعديت مرتين أكهو ... أوفيت حضك ... تقعد  تتعدى  زادة مرة الثالثة ؟

عامين التالي كان في بالي الي بش تصير ثورة  حقيقية في تونس ... أما بلادنا تحكمها القهوة الي تشربها الموضفة. هاك القهوة الي  يجيبهالها  الحاجب. بعد ما يكلم النادل الي يكلم القهواجي. و اذا القهواجي نهارتها متعارك مع مرته و ما حبتش ترقد معاه ليلتها, يجي للخدمة مهموم و ما يعصرش القهوة مليح. و بما أن الحاجب متهارد هو و النادل و بما أن القهواجي الي مش في صحنه طيرها للنادل الي بدوره دز فازة للحاجب خلاه يرعش. و وصلت هاك القهوة  الي   لايزي لا مطعم لا صفات , و لا يزي فايضة من كل شيرة جراير رعشة الحاجب. و بما أن صديقتنا الموضفة تستباخت بقهوة الصباح و تأمن  الي من خلال حالة القهوة الصباحية الأولى , يمكن نتكهنوا بحالة اليوم كيفاش بش يتعدى, و بما أن بالنسبة ليها الاستشعار عن بعد لحالة اليوم عن طريق القهوة الصباحية أصدق من أبراج جريدة الصباح الي ما تفلتهاش كل يوم,  تغم عليها قلبها أختنا الموضفة و رعشت و حست ان النهار بش يتعدى مشوم شايم و طارتلها النفحة و حتى كيف حبت تعمل جو  وتهدرز مع الزملاء على الصباح و عيطت في وجهي  وقالتلي برى استنى فماش ما تعدل اللة مزاجها, شي, قعدت مش قد بعضها, و بما أنها مش قد بعضها و يلزمها تلوج على دوسيا الي ما لقاتوش و الي اتهمت زميلة اخرى في البيرو -تسالها مغرفة- انها تحط الدوسيات وين جاء و بدون نظام, زاد تعكر صفوها, و هكة فيسع طلع قانون "المرتين" الي ينص حرفيا أن : كان تعديت على لجنة مرتين ما تنجمش تتعدى تلاثة مرات. و كانك قاري في اكبر جامعات فرنسا يلزمك ما تكونش قاري برشة قرايات لأن في سبرنا الي يقرى برشة يتمخوج و احنا عباد نحبوا الناس مخها فوقها و حيط الحيط و ما عندهاش لا هكة و لا هكة .. و تعرفوا كيفاش ؟ هاني بش نعاود نهج. أقعدوا فيها.  

حكايات أوراق (جزء 2) ه



 -3-

الصباح نمشي نقرٌي, العشية اعتصامات. بدات الأمور تسخن. زعمة ينهار هالنظام و نبنيو بلاد جديدة ؟ ماعادش حاملين. ماعادش طايقين الهم و الغم.
 الباساج, حضور أمني كبير. أصدقائي المخرجين و تقنيي السينما الشبان أغلبهم موجودين. الي يعتبروا رواحهم "كبارات الفن" مش موجودين بالطبيعة ... ما يجيش يختلطوا مع الشعب , هذوكم يلزمهم قاوق و جوقة , يلزم ينظمولهم حاجة ليكس , تليق بمقامهم. يجي منه فنانين يحتجوا مع النجار و الجزار و التارزي و العامل في المصنع ؟
 هدٌوا علينا البوب بالماطراك من كل شيرة حصرونا. وفات المسيرة. الدنيا معبية بالبوليسية الي بداوها ب"إمشي" و "تحرك" .. وبداو يسخنوا و يتفننوا في التعابير الفريستايل. تلمينا ستة و الا سبعة زملاء و جينا مروحين و قلنا نعملوا قهوة في الأفونو قبل. عرضنا بوليس و ماخلاناش نتعداو , رغم الي زملائه ما خلاوناش زادة نقعدوا في البساج.
-  سامحني خويا , بالله ثبتولنا  رواحكم .. نرجعوا للبساج ؟
- لا . امشيو على اليمين. كل واحد في جهة.
- شنوة الي يمنع نمشيو مع بعضنا
- القانون .. ما تنجموش تجتمعوا ..
- شنوة الي نجتمعوا ؟؟؟ خويا... ستة من ناس متعديين على رواحهم ... اجتماع بالنسبة ليك ؟
- ياخي تفهم في القانون سيادتك ؟ أنا بوليس , أنا نفهم في القانون
- و المحامي فاش يفهم كيف انت هو الي تفهم في القانون ؟
- شبيك تحكي ياسر انت ؟  شنوة حاسبين رواحكم تحكيو من فوق ؟ شنوة تعملوا انتوما ؟ بطاقات تعريف
- احنا مخرجين .. هاو بطاقات تعريف
مديناله بطاقات التعريف و بدى بش يرطاب ويلين حتى لين , اطار امني موشح بالنجوم شاف الي صار. جاء يتبختر من غادي, حسبناه بش يزهر على البوليس , جانا يجري و هو يسب و يكفر و في عوض يرجع العون لبلاصته , ظهر الي قاصدنا أحنا مش البوليس و  شد واحد من الزملاء و دخل يفشخ فيه و عيط للقوات الأمن و نزلوا على البنية الوحيدة الي معانا بالمطراك و هي تحاول تهرب منهم و صحيبنا أبو النجوم يسب و يكفر و يعاود بطريقة هستيرة "قالك مخرجين ..."



-4-

ما كنتش مصدق. بن علي هرب. . بن علي هرب. . بن علي هرب... يا توانسة يالي غبنوكم, يا توانسة يالي عذبوكم. . بن علي هرب.
 قبلها بليلة كنت كتبت على صفحة الفايسبوك متاعي "يا نهاية حقبة, يا نهاية قحبة" , تأهبا لمجزرة محتملة يوم 14 جانفي و عودة بن علي بقوة أو في سيناريو سعيد هزيمة الدكتاتور شر هزيمة و هذاكا اش صار.
بتت نحلم وقتها. آفاق المستطاع كانت شاسعة. كل شي ممكن في البلاد. الناس كانت تضحك من عينيها. العباد تتقابل في الشارع و تحكي. الناس الكل وخيان. طاقة ايجابية هائلة. لافما لا إدارة و لا مصلحة و لا زمارة.
توة كيف نسمع واحد سياسي يبدى يشعوذ في الحديث و يعمل في طلاسمه الشعبوية و هو يشكر و يجمد "في الادارة التونسية الي صمدت و ماطاحتش برحيل "المخلوع" "  يشدني الضحك و نبدى ماذابيا نقول له : يا وليد عمي. سمعتشي واحد نهار 15 جانفي صبح على الصباح  في وزارة الفلاحة بش يطلب شهادة اعفاء من الدفع الضريبي على حليب المعز ؟ يعني ينفخوا نفخان في صورة هالكارثة الي ورثناها على الفرنسيس أيام الإستعمار و الي هي "المشكل مش الحل".
ايا سيدي عدينا أيامات البلاد ماشية كيف الزيت فوق الماء. الناس الكل حاطة اليد في اليد و تعاون في بعضها, حتى لين بدات نمنامة الدولة و هيبتها, و كل غبينة و غبينتها كان الدولة و هيبتها, و فاقوا اللجان المركزية و هات نكبسوا  و فيسع فيسع رجعت اللجنة المركزية للإتحاد التونسي للشغل و بدات تزايد في الثورية و استحوذت بالارث الاحتجاجي, مش بإسم العناصر الي  كانوا فاعلين في الجهات و الي النقابيين كانوا في طليعتهم  بل بإسم  المنظمة  المركزية و الممكرزة على زوز فاسدين .. وكانت من أكبر المغالطات ابان سقوط بن علي.  هالفُسٌاد لعبوا بالبلاد كيف ما حبوا و قلبوا ثورة "الكرامة و الحرية", الى ثورة" المساسية و الشعندك فيا".
 و كمل عاد طلعولنا جماعة "لا للإنفلات" و "الأغلبية الصامتة" و بداو يضربوا في الطبل و البندير للإدارة التونسية الي صمدت رغم هروب بن علي... اش خص كان طاحت معاه.

-5-
ارفع راسك الفوق, انت تونسي  ... الي يكلمك قول له أنا تونسي يكفي... تو يفهم قدره. كنت شاد الصف في سفارة فرنسا في تونس. جاء دوري. تقدمت بملفي. واحد فرنسي- تونسي يخدم في السفارة هزني و حطني و من بعد قالي.
- ياخي شبيك توة ماشي تجبد في ورقة الاقامة متاع فرنسا. هاو كاتبين الي حضرت عندها قريب شهرين
- اي في بالي الي حاضرة. أما كانت فما ثورة في البلاد.
بهت السيد. ماشي في باله أن لو كان إقامتي في فرنسا حضرت يلزمني نشطح بالمحارم و ما فهمش كيفاش ممكن أن تكون إقامتي حاضرة من أشهر و أنا ما نتلفتلهاش. حسيته كيف الي منبوز من الحكاية.
- برى لوكان. ما فماش علاش انت مقيد تعمل في دوكتورا في فرنسا و انت قاعد هوني ...
- خويا. أولا الدكتورا موضوعها و بحثها الميداني في تونس , ثانيا خويا اخدم خدمتك و أنا.. كوني ناخو وراقي و الا ما ناخوهمش , مع احتراماتي, مش من مشمولاتك
- بالله ؟ مش انت يلزمك فيزا رجوع ؟ ياخويا ما نعطيوش فيزا رجوع مادامك مقيٌد في فرنسا وقاعد هوني ... يلزمك تعاود الأوراق الادارية من أولها و تطلب فيزا على أساس أنك طالب و تتعدى في لجنة المركز الفرنسي من أول و جديد ...
برشة كلام خايب جاء البالي. لكن أمام القهر الي شفته في عينيه و هو باهت في الصلابة في موقفي و في نظرتي ليه, قلت أني مش ممكن نتراجع على الطريقة هذه للتعامل مع هالرهط. و أن وقت الذل الي استبطنوه انتهى و ولى نهارة الي تونس وقفولها رجالها و قلبوا النظام. خزرتله بكل برود و قلتله :
- تعرف كيفاش خويا العزيز. خليها عندك الفيزا متاعك. و الأوراق متاع الإقامة زادة استحفظوا بيها مليح مليح .  
و خليني نذكرك الي راكم ضايعين فيها و مش فاهمين شنوة الي قاعد يصير في العالم. ايا انستوا.
وخرجت فرحان بروحي ندز في كتافي




(يتبع)



dimanche, février 17, 2013

أنا شرعي و ما نحب الا الشرعية (حديث نساء)ه



إنتهت مليونية الشوكوطوم. مولى الصونو ينحي في خيوطه و مساعدينه يكركروا في البافلوات. محرزية العبيدي تمشي لسهام بادي و هي تضحكلها من الوريد الى الوريد. تكهب عليها و تبوسها.

محرزية : يا للة يعطيك الصحة الي جيتينا و شرفتينا .. رغم الي عندكم مجلس وطني في القيروان
سهام : ما عملت كان الواجب . وه ... رانا عشرة عمر ياخي ما نقوموش بالواجب ؟
محرزية : انشاء الله في نجاح هاك الصبية في السيزيام و نجيو نعملولك مليونية خير من مليونية اليوم ...
سهام : انشاء الله فرحة هاك العازب و وقتها عاد نعملولها زنس مليونية  ...  يا زنس مليونية ... الاما نربخلكم الجو بصفة خطاب ... ؟ نبدى نسب و نقشتل في اليساريين , نبدى نسب و نقشتل في ازلام النظام ... الاما الحاضرين الكل يتخمروا ... وهوما يبداو يتبننوا و أنا نزيد ... و نختمها ب "موتوا بغيضكم".  
محرزية : ياخو بخاطرك يا باهية . تعرف, و الله كيف سمعت بيك ما مشيتش للاجتماع متاع حزبك و بش تجينا .. مش فرحت ... مش فرحت ... كنت ماللول معربنة على اللوز, وليت قلت كيف انت جاية, و جيتك غالية و عزيزة ... وليت و جبت الغنوشي. ياديني ؟ راني نحطك فوق راسي من فوق  
سهام : ربي يفضلك  ويعزك ... نعرف الي في القلب في القلب .. فرحة الصغار
محرزية : و راس هالجية الغالية العزيزة ... يا في سيزيام البنوتة الاما نربخوها و نعربن على الغنوشي و اللوز و نكملوا السهرية بزيتون...
سهام : انشاء الله يا للة انشاء الله ... ربي يدوم علينا الفرحة
 محرزية : آمين ... يا عزيزتي ... آمين 

vendredi, février 15, 2013

حكايات أوراق (جزء 1) ه


-1-

اش خير من بلادي , و ناسي و أحبابي. الطيارة الي هزتني ترجعٌني و نعيش قلٌيل في بلادي و لا قاوري يوٌجعني.  عمري لا نجمت نهضم حكاية أوراقهم و كواغطهم و كيفاش كل مرة  كنت اذا بش نجدد أوراقي يبداو تقولش عليهم عاملين عليا مزية و يهزوا ويحطوا فيا, متهم من غير سبب تقولش عليا قاتل روح و إلا عامل عملة دونية.
 بلادي و ان جارت عليا عزيزة , قال الراجل. هاني شاد ثنية الرجوع, و هاو كلموني على خدمة في الجامعة , علاش لا ؟ قداش بش نقعد هارب من روحي وبعيد على ترابي  ؟ صحيح البلاد هازها الواد و هي تقول العام عام شباب السابع من نوفمبر, صحيح الي المطار ملون بالبنفسجي و القزوردي ... صحيح الي زادة تحس الفرق بين العباد غادي و العباد في تونس و انت هابط : هاو بوليس يقردحلك من غادي, هاو ديواني يتثاوب , هاي الي تخدم في الفريشوب قريب تضربك بالطرف الحلوى الي شريتها... فما فرق, الناس في تونس على عصابها, وعندهم علاش.
كنت كيف كل مرة نهبط من المطار نبدى نخمم و أنا شادد صف الديوانة :  زعمة بش يوقفوني المرة هذه و إلا لا. أول مابديت ندوٌن كنت ندون بإسم القوفرنور و متحفظ على اسمي الحقيقي,  و الله أعلم يعرفوني وقتها شكون وعندهم دوسياتي و الا لا , لكن من بعد و بعد ما عرفت الي ما تخفاش عليهم خافية وليت جبتها برجلة و ماعادش نخفي اسمي الحقيقي و ما كنتش نستبعد كل مرة نهبط للبلاد أنه يتم اعتقالي و ناكل ما كلى الطبل.
 شد الباسبور , بحلق فيه , دور ايمين, يسار, كتب النومرو في الكمبيوتر , خزرلي , عملي اشارة بيده بش نقرب منه .
- إنت مخرج خويا
- ايه نعم ..
- ايا وقتاش تعمللنا مسلسل كيما مكتوب ...
- ... نعمل سينما أنا
- ... بصراحة السينما في تونس ياسر مايعة

قررت بش نكتفي بإبتسامة. مدلي باسبوري و تعديت. خذيت فاليجاتي  و وصلت الى تفتيش الديوانة.
- خويا عندك حاجة معاك يلزمك تعلم بيها ؟
- لا خويا ... عندي هوني الكاميرا متاعي. كاميرا شخصية .. أما ما عندي شي
- كامير ؟ تراه نشوف ... لا خويا هذه محجوزة
- كيفاش محجوزة يا معلم ؟
- محجوزة ...
- يعني يلزمني نخلص عليها ديوانة ؟ هات نخلص ديوانة ونمشي على روحي يرحم بوك ..
- لا الكاميراوات ما عليهمش ديوانة ...معفيين
- يعني هي معفية من الديوانة ؟ امالا هات الخز يا خويا خلي نروح يستناو فيا ...
- لا ما إنجمش  نرجعهالك... محجوزة .  
شهر.
 قعدت شهر و أنا ماشي جاي بش ناخذ الكاميرا متاعي بالحبابة و الكبابة, و اللوالد متعب روحه من مصلحة لمصلحة و من معرفة لمعرفة.
 قابلت مدير الديوانة في المطار, و بعد ما عطى فيا الثقة  بما أني و وليت نهار كامل خريط مريط على بيروه , فسرلي الحكاية.
-  جات التلفزة الفرنسية من مطار جربة و عملت روبورتاج خايب على السياحة في تونس.
- ايه ؟ و اش مدخلني انا ؟؟؟
- يا خويا جاتنا تعليمات, ديجا طاروا عليها برشة كوادر هالحكاية. قالك: كيفاش يجيوا الفرنسيس يصوروا و يروحوا و حتى حد ما فاق بيهم  في المطار.
- لكن مش قانونية توقيف الكاميراوات في الديوانة ... ثم توة حتى كاميرا صغيرة تلقاها جودتها اعلى من برشة كاميراوات كبار .. مش مشكلة حجم راهو
- ايه نعرف , تي فما حتى كاميراوات في ستيلو .. أما يا خويا ... جات تعليمات ..
- ايه و القانون ؟
- التعليمات أقوى من القانون ..
- يعني ؟ شنوة يلزمني نعمل ؟
- تكلم وكالة الإتصال الخارجي ..
شهر . عديته بين الدار و المطار, ما تمتعتش برجوعي و ما تلهيتش بأهلي و أصحابي و انا مغصور من القهر 
النوفمبري في أبهى تجلياته


-2-

بيرو معبي بالدوسيات, ريحة الغبرة عاملة مسد. الراجل في الخمسينات, يتنفس بالسيف. زعمة عنده حساسية من الغبرة ؟ لسانه ديما على برة وعنده في طرف لسانه تالولة. كل مرة قبل ما يتذكر و يرجٌع لسانه في فمه يتفقد هاك التلولة بين شفايفة لعل وعسى تطلع اندثرت. فوق راسه تصويرة  بن علي. حال اذاعة الزيتونة وحاط سبحة فوق بيروه.
 - عندي قريب تلاثة شهور نقرٌي. سلمت داري في فرانسا و أموري و خدمتي  بش نجي نقرٌي.
- خويا ما عندي ما نعملك ...
- سامحني , وقت الي عيطولي و  دخلت نقرٌي لاحد جبدلي على حكاية المعادلة. ثم ما فهمتش كيفاش أحنا في تونس يقبلولنا  شهايدنا التونسية في فرنسا و أحنا هنا يلزمنا  نعملوا معادلة ؟؟؟ ... توة بالله تعرفها جامعة باريس ديدرو ؟
- ايه ... من خيرة الجامعات في فرنسا و ممكن في أوروبا ..
- علاش امالا ما عطيتونيش معادلة ؟؟؟
- يعيش ولدي, كيفاش اللجنة تحب تعطيك معادلة و انت عامل الطريق الي عملته انت ؟
- .... ؟؟؟؟
- توة بالله قاري إعلامية , من بعد عاملي سينما , من بعد شهادة في السيناريو  , و  جايب شهادة في الثقافات المعاصرة , و ماجستير في الفن و الآداب و الحضارة ... و تحب نعملولك معادلة ؟؟؟ ما يجيش يعيش ولدي ... 
- شنوة الي ما يجيش ؟
- ياخويا ثبتلنا روحك ... شنوة اختصاصك ؟ بش تعمل الإختصاصات الكل ياخي ؟  في تونس احنا عندنا , اذا بديت إعلامية , ما تنجم تكون كان مهندس إعلامية .. مش تنقز من إختصاص لإختصاص ..
بكمت .. تنهدت ... ما عرفتش اش نجاوب... قلت, يلزم نصعٌد :
- شوف خويا العزيز, أنا كنت رايض على روحي كلموني بش نقري مادة مافماش شكون يقريها في تونس, كل عام يهبط واحد أوروبي بالذمة بش يقريها  و تلقاه نهار يجي و شهر لا. أنا توة هاني نقري فيها المادة و الادارة و الطلبة فرحانين. شنوة تحبني نعمل ؟ نهز روحي و نلم شلاقاتي و ملاقاتي  و نرجع منين جيت ؟؟؟
 برى , اقصد ربي , منك ليه -
أفحمني. حيته و انسحبت


(يتبع)