vendredi, février 15, 2013

حكايات أوراق (جزء 1) ه


-1-

اش خير من بلادي , و ناسي و أحبابي. الطيارة الي هزتني ترجعٌني و نعيش قلٌيل في بلادي و لا قاوري يوٌجعني.  عمري لا نجمت نهضم حكاية أوراقهم و كواغطهم و كيفاش كل مرة  كنت اذا بش نجدد أوراقي يبداو تقولش عليهم عاملين عليا مزية و يهزوا ويحطوا فيا, متهم من غير سبب تقولش عليا قاتل روح و إلا عامل عملة دونية.
 بلادي و ان جارت عليا عزيزة , قال الراجل. هاني شاد ثنية الرجوع, و هاو كلموني على خدمة في الجامعة , علاش لا ؟ قداش بش نقعد هارب من روحي وبعيد على ترابي  ؟ صحيح البلاد هازها الواد و هي تقول العام عام شباب السابع من نوفمبر, صحيح الي المطار ملون بالبنفسجي و القزوردي ... صحيح الي زادة تحس الفرق بين العباد غادي و العباد في تونس و انت هابط : هاو بوليس يقردحلك من غادي, هاو ديواني يتثاوب , هاي الي تخدم في الفريشوب قريب تضربك بالطرف الحلوى الي شريتها... فما فرق, الناس في تونس على عصابها, وعندهم علاش.
كنت كيف كل مرة نهبط من المطار نبدى نخمم و أنا شادد صف الديوانة :  زعمة بش يوقفوني المرة هذه و إلا لا. أول مابديت ندوٌن كنت ندون بإسم القوفرنور و متحفظ على اسمي الحقيقي,  و الله أعلم يعرفوني وقتها شكون وعندهم دوسياتي و الا لا , لكن من بعد و بعد ما عرفت الي ما تخفاش عليهم خافية وليت جبتها برجلة و ماعادش نخفي اسمي الحقيقي و ما كنتش نستبعد كل مرة نهبط للبلاد أنه يتم اعتقالي و ناكل ما كلى الطبل.
 شد الباسبور , بحلق فيه , دور ايمين, يسار, كتب النومرو في الكمبيوتر , خزرلي , عملي اشارة بيده بش نقرب منه .
- إنت مخرج خويا
- ايه نعم ..
- ايا وقتاش تعمللنا مسلسل كيما مكتوب ...
- ... نعمل سينما أنا
- ... بصراحة السينما في تونس ياسر مايعة

قررت بش نكتفي بإبتسامة. مدلي باسبوري و تعديت. خذيت فاليجاتي  و وصلت الى تفتيش الديوانة.
- خويا عندك حاجة معاك يلزمك تعلم بيها ؟
- لا خويا ... عندي هوني الكاميرا متاعي. كاميرا شخصية .. أما ما عندي شي
- كامير ؟ تراه نشوف ... لا خويا هذه محجوزة
- كيفاش محجوزة يا معلم ؟
- محجوزة ...
- يعني يلزمني نخلص عليها ديوانة ؟ هات نخلص ديوانة ونمشي على روحي يرحم بوك ..
- لا الكاميراوات ما عليهمش ديوانة ...معفيين
- يعني هي معفية من الديوانة ؟ امالا هات الخز يا خويا خلي نروح يستناو فيا ...
- لا ما إنجمش  نرجعهالك... محجوزة .  
شهر.
 قعدت شهر و أنا ماشي جاي بش ناخذ الكاميرا متاعي بالحبابة و الكبابة, و اللوالد متعب روحه من مصلحة لمصلحة و من معرفة لمعرفة.
 قابلت مدير الديوانة في المطار, و بعد ما عطى فيا الثقة  بما أني و وليت نهار كامل خريط مريط على بيروه , فسرلي الحكاية.
-  جات التلفزة الفرنسية من مطار جربة و عملت روبورتاج خايب على السياحة في تونس.
- ايه ؟ و اش مدخلني انا ؟؟؟
- يا خويا جاتنا تعليمات, ديجا طاروا عليها برشة كوادر هالحكاية. قالك: كيفاش يجيوا الفرنسيس يصوروا و يروحوا و حتى حد ما فاق بيهم  في المطار.
- لكن مش قانونية توقيف الكاميراوات في الديوانة ... ثم توة حتى كاميرا صغيرة تلقاها جودتها اعلى من برشة كاميراوات كبار .. مش مشكلة حجم راهو
- ايه نعرف , تي فما حتى كاميراوات في ستيلو .. أما يا خويا ... جات تعليمات ..
- ايه و القانون ؟
- التعليمات أقوى من القانون ..
- يعني ؟ شنوة يلزمني نعمل ؟
- تكلم وكالة الإتصال الخارجي ..
شهر . عديته بين الدار و المطار, ما تمتعتش برجوعي و ما تلهيتش بأهلي و أصحابي و انا مغصور من القهر 
النوفمبري في أبهى تجلياته


-2-

بيرو معبي بالدوسيات, ريحة الغبرة عاملة مسد. الراجل في الخمسينات, يتنفس بالسيف. زعمة عنده حساسية من الغبرة ؟ لسانه ديما على برة وعنده في طرف لسانه تالولة. كل مرة قبل ما يتذكر و يرجٌع لسانه في فمه يتفقد هاك التلولة بين شفايفة لعل وعسى تطلع اندثرت. فوق راسه تصويرة  بن علي. حال اذاعة الزيتونة وحاط سبحة فوق بيروه.
 - عندي قريب تلاثة شهور نقرٌي. سلمت داري في فرانسا و أموري و خدمتي  بش نجي نقرٌي.
- خويا ما عندي ما نعملك ...
- سامحني , وقت الي عيطولي و  دخلت نقرٌي لاحد جبدلي على حكاية المعادلة. ثم ما فهمتش كيفاش أحنا في تونس يقبلولنا  شهايدنا التونسية في فرنسا و أحنا هنا يلزمنا  نعملوا معادلة ؟؟؟ ... توة بالله تعرفها جامعة باريس ديدرو ؟
- ايه ... من خيرة الجامعات في فرنسا و ممكن في أوروبا ..
- علاش امالا ما عطيتونيش معادلة ؟؟؟
- يعيش ولدي, كيفاش اللجنة تحب تعطيك معادلة و انت عامل الطريق الي عملته انت ؟
- .... ؟؟؟؟
- توة بالله قاري إعلامية , من بعد عاملي سينما , من بعد شهادة في السيناريو  , و  جايب شهادة في الثقافات المعاصرة , و ماجستير في الفن و الآداب و الحضارة ... و تحب نعملولك معادلة ؟؟؟ ما يجيش يعيش ولدي ... 
- شنوة الي ما يجيش ؟
- ياخويا ثبتلنا روحك ... شنوة اختصاصك ؟ بش تعمل الإختصاصات الكل ياخي ؟  في تونس احنا عندنا , اذا بديت إعلامية , ما تنجم تكون كان مهندس إعلامية .. مش تنقز من إختصاص لإختصاص ..
بكمت .. تنهدت ... ما عرفتش اش نجاوب... قلت, يلزم نصعٌد :
- شوف خويا العزيز, أنا كنت رايض على روحي كلموني بش نقري مادة مافماش شكون يقريها في تونس, كل عام يهبط واحد أوروبي بالذمة بش يقريها  و تلقاه نهار يجي و شهر لا. أنا توة هاني نقري فيها المادة و الادارة و الطلبة فرحانين. شنوة تحبني نعمل ؟ نهز روحي و نلم شلاقاتي و ملاقاتي  و نرجع منين جيت ؟؟؟
 برى , اقصد ربي , منك ليه -
أفحمني. حيته و انسحبت


(يتبع)



2 commentaires:

bacchus a dit…

أولا أهلا بيك في حوشك اللي توحشك
ثانيا ممتاز السرد نهجا وموضوعا.
في انتظار النص التالي

Gouverneur de Normalland a dit…

شكرا صديقي العزيز

لولا تشجيعاتك لما راودتني فكرة الرجوع

شكرا