samedi, juillet 23, 2011

آش جاب و آش جاب (قالو : الي داره بلار مايحذفش الناس بالحجر)ه



في اطار الديمقراطية و التعددية , وتعليقا على تصريح القاضي اليحياوي من كواليس الهيئة,  قريت عدة تعليقات. و لاحظت خاصة تدوينة لمدون شاب  بدى اواخر 2010  أما الحقيقة عنده ستيل مش بطال . وكانت تدوينته  بعنوان " القاضي مختار اليحياوي : إلي دارو بلار... ما يحدفش الناس بالحجر".

الفكرة الاساسية للتدوينة كان  أنه لو كنت مناضل قديم و عاركت على بلادك أيام بن علي, ما تشدلهاناش عكاز موسى. و كلنا سواسية كأسنان المشط. و التونسي أحببت أم كرهت طحان, حتى الي لاعبين فيها نظاف.

كانت النقطة الي ركز عليها صديقنا أنه ما يجيش اليحياوي ينشر الغسيل متاع الناس ( ويقصد العكرمي)  و الي هذايا مش من شيم المناضلين. بعد بعض الأسطر ينشر صديقنا وثيقة, يقول أنها رسالة من مختار اليحياوي يطبل فيها لبن علي. يعني تضارب فكري و منهجي خطير : يا إنت مع نشر الغسيل و الا ضده. بالله ثبتلنا روحك.

أنا بصراحة هالنوع من المقالات الي تجي بش تقوللنا : ما تغلطوش في فلان و ما تشوفوهش بعين كبيرة  راهو عامل فيها مناضل و هو مش مناضل. و الي تكون  عادة ردة فعل على تصريح  و الا رأي و الا كلام ما يمشيش في الثنية الي يحبوها البعض, مقالات تذكرني في عهد بن علي. تلك المقالات الي كنا نتوجعوا  منها في الجرائد بودورو كيما الحدث و الصريح و غيرهم و الي كانوا موجهة  من طرف الداخلية لتشويه عرض فلان و الا فلانة و تقليل من قيمة كلامهم.  و سامحني ما إنجموش نحطوا في شكارة وحدة محمد عبو و الا حمة الهمامي و الا سهام بن سدرين و الا المنصف المرزوقي و غيرهم و غيرهم مع رئيس بلدية في العهد السابق و الا سفير في العهد السابق و الا حتى رئيس مصلحة كان يعلف في المقرونة و ضام فمه. اش جاب و اش جاب. اش جاب الي كان ياكل الطرايح و اش جاب الي ياكل الجلبانة , و اش جاب الي  في الحمامات مصيف  و اش جاب الي مصيف في زنزانة و اش جاب الي كل يوم يتعذٌب و اش جاب الي يتبٌع روتانا و اش جاب مختار اليحياوي و اش جاب الي في 90 دقيقة جانا. 

يعني بصراحة أنا هذية نسميها سوء نية فكرية و مليانة بالأفكار الغير نزيهة. و العباد الي جاهدت و ما ردتهاش التالي و ضحت بالغالي و النفيس في سبيل الوطن و تشردت و ماتوا أهلهم و تعذبوا و ما باعوش بلادهم , بصراحة , ما انجموش نحطوهم في صف واحد مع نبارة القهاوي و الي قبل ما يقول كلمة حق يكون بين 4 حيوط وحده و ساعات يقعد يثبٌت شاكك في حيط من الحيوط.

من بعد تجي سيادتك , ربي يبقيك, تشكك في مسيرة اليحياوي. نقلك الي الأعمال راهي صحيح بالنيات لكن فما تاريخ يشهد و مؤشرات واقعية بعيدة على التشكيك في النوايا. و مانيش بش ندخل معاك في نقاش زايد و ركيك, على خاطر ما فماش علاش بش ندافع على مختار اليحياوي, تاريخه يدافع عليه. أما خليني نذكر الي نظام بن علي ما خلاله و ما بقاله و عاش عشرات السنين تحت التعذيب النفسي و الحصار المشدد و يزي نذكرك شنوة صار في زهير اليحياوي  في جرة نشره لرسالة المختار اليحياوي بش تحكٌم عقلك و تفهم قداش كان اليحياوي مقلق بن علي و نظامه و لو كان , كيما تقول انت أو تلمح له, كان اليحياوي متواطئ راهو ما صارش فيه و في عائلته الي صار.

يعني خليني في النهاية نرجٌع عنوان التدوينة لمولاها : الي داره بلار ما يحذفش الناس بالحجر. و هات نعمل تأويل جديد مش الي عملته انت اللمثل هذايا. سيدي خويا كيف تبدى مش في القيمة النضالية متاع عباد ضحات للبلاد و كان جات الدنيا دنيا راهو الشوارع بأساميهم , ما تجيش تحب تركب على تاريخهم و تدحضوا في تدوينة متاع 10 أسطر. عالقليلة كيف تحب تحكي في انسان في قيمة مختار اليحياوي , أعمل كتاب تحليلي لمسيرته النضالية و الا اعمل تاز متاع دكتورا و كان في الاخر و بعد ما رجعت لتاريخه الكل وصلت لفكرة الي اليحياوي خردة و يفشلم علينا و قتها بصحتك. اما التسطيح هذايا متاع  هات نكتب كلمتين ندحض فيهم تاريخ عشرات السنين و ارتيكلوات و كتب ماهي كتب و نحكم على الناس الكل في كلمتين خفاف نظاف. نقلك بصحتها الثورة اش تجيب و اش تكركر و بصحتها ثقافة روتانا  و الفاست فود.


lundi, juillet 18, 2011

الثورة , الكلاب و الذئاب

منذ  سقوط بن علي و هروبه الجبان الى بلاط حماة الطغيان و أنا أستحضر مقطعا من رواية الياطر. كنت قرأته أيام الصبى و لم أُعد.  و لكن المقطع لم يغادر مخيلتي و كلما  دخلت في نقاش  مع من يدعوا الى "مواصلة المش وار الإصلاحي" و "عدم القطع مع الماضي" و "الكف عن الإحتجاجات  و الإعتصامات" و مع من ينظر الى أهالي المناطق الفقيرة و المناطق العميقة و كأنهم جرذان   أو كأنهم  سقط متاع. أصمت, أتنهٌد ثم أقول : "هل تعرف قصة الذئاب و الكلاب التي سردها زكرياء المرسنلي بطل رواية الياطر ؟" . تكون الإجابة بنفي سريع ثم تتواصل الغوغاء و يتواصل من الحديث البغاء و لا أتعلم من كلام محدثي   شيئا و لا يتعلم من كلامي شيئا. و نمضي كل في شأنه  و قد انتاب كلانا صداع .
أما وقد حمى وطيس الكلام و تفاديا  لصداعي المتكرر و بدلا عن اصطناع حوار ليس بحوار, إلتجأت الى أرشيفي و جعلت أنبش في كتبي الى أن وجدت القصة و عثرت على المقطع الذي طالم اشرت اليه : هذه القصة التي سردها "زكرياء المرسنلي" البحٌار الشجاع لصديقه "عبعوب" البسيط في رواية "الياطر" لحنا مينة...قال زكرياء لعبعوب ..".هل تعرف أيها الكلب أصل الكلاب" ...لم يقل عبعوب لزكرياء ..."الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما" ...بل فتح عينيه كالأحمق ...وتدلى لسانه وهو يسمع القصة ....قال زكرياء ..."يحكى يا عبعوب الكلب ...أن بنت احد الملوك في قديم الزمان وسالف العصر والأوان قد امتنع عليها النوم وأصابها الأرق بفعل عواء الذئاب المتكاثرة حول أسوار المملكة ..فاشتكت الأمر لأبيها الذي أرعد وأزبد وأمر الوزير الذي دبر قبل أن يطير رأسه ...استقر الأمر على إلقاء المحكوم عليهم بالإعدام خارج أسوار المملكة أحياء لتتدبر أمرهم الذئاب – ماداموا سيموتون بالمقصلة أو بالمشنقة أو بمخالب الذئاب – وهكذا سكن العواء برهة ونامت الأميرة ليال هادئة ...ولما نفذ رصيد المحكوم عليهم بالإعدام تقرر إلقاء المرضى الميئوس من شفائهم رحمة بهم وإنقاذا لهم من الم المرض وهو ما لم يدم طويلا ...وعندها تم الالتجاء إلى الحيوانات المسنة والنطيحة والعجفاء والبتراء لتأكلها الذئاب هنيئا مريئا...ولما شحت موارد الثروة الحيوانية قرر الخدم إلقاء فواضل الموائد وما عافه الملك من مآكل وحلويات ...والغريب يا عبعوب الكلب ....إن ذئابا عديدة لم يرضها الوضع الجديد ورفضت أكل الزبالة والجيف فانطلقت إلى أدغال الغابة لتمارس فعل الفتك الشجاع وافتراس اللحم الحي بعرق مخالبها وأنيابها ....غير أن ذئابا – رخيصة – رضيت بالقليل و اطمأنت إلى استهلاك الفواضل الملكية و استقرت حول الأسوار تنتظر رزقها دون عواء أو احتجاج ...وبمرور الزمن توطدت علاقتها مع الحراس وتحولت إلى حيوانات داجنة لطيفة ....ثم سمح لها بالدخول و أصبحت تتجول في شوارع المملكة بعد أن فطست أنوفها وقلعت أنيابها و قلمت مخالبها و ترهلت عضلاتها و ارتخت آذانها وتحولت بسحر الفواضل كلابا سائبة ...الكلب ...يا "عبعوب" ذئب فقد كرامته يا ابن الكلب ...."

jeudi, juillet 14, 2011

الحرية لسمير الفرياني : قصة اعتقال



خرج من وزارة الداخلية.  شارع الحبيب بورقيبة. عباد ماشية و عباد جاية . وصل قدام المسرح البلدي.  وليدات عاملين وقفة احتجاجية. بيناتهم تعرٌف على جماعة من البوليس يخدموا معاه في الوزارة. "الحرية : هدية الشعب الى تونس", كان هذا واحد من الشعرات مكتوب على علم كبير يرفرف بين يدين الشباب. و أنا شنوة نهديلك ؟  تذكر النهار الى هبط فيه  للميدان و شاف مجموعة من الشباب واقفين صدوراتهم  قدام الكرطوش. حتى حد ما وخر التالي و ما قال نهرب و الا نخبي راسي. واحد منهم كان متلحف العلم . عمره ما يتصور يجي نهار ينسى عينين هاك الوليٌد و هاك التصميم و العزيمة الى قراها في هاك الوجه.  الوليٌد ماشي و يقدم و يعيط "حماة الحمى ... يا حماة الحمى ..هلموا هلموا لمجد الزمن ... لقد صرخت في عروقنا الدما ... ".  عروقه فاروا عرق عرق , بدنه قشعر. تمنى يغنُي معاه, يعيٌط معاه, و وقتلي طاح, تمنى يطيح معاه. تمنى دمه يكون مع الدم الى نزف شرشار فوق الكياس و فوق العلم. و سكت الوليٌد مرمي في الشارع  و دمه يروي في التراب قطرة قطرة. و من نهارتها قلبه ينزف و ما حبش يكف.
 و أنا ... شنوة نهديلك ؟  حل باب الدار . جاو الصغار يتجاراو "بابا ... بابا" ضمهم لصدره. هز ولده الصغير  بين يديه. باسه فوق جبينه و من بعد خزرله. الله مصلي على النبي. في لحظة شاف في عينين ولده نفس عينين الشاب الي مات ايامات الثورة قدامه. رعش. شوية لا طيٌح ولده بين يديه.  شكون قال الى بعد عشرة سنين و شوية ما يموتش ولدي كيف ما مات ولد الناس. قطوس مرمي في الكياس. جيفة ياكلوها الضباع. لا والي و لا تالي. و الي قتلوا و الي ضربوا و الي عذبوا .. كل يوم, بينه و بينهم "صباح الخير" و "نهارك زين". لا عمره لا ينجم يفهم ضحكاتهم و تفذليكاتهم و رجوعهم لحياة عادية و كأن شيئا لم يكن. علاش هو قلبه يوجعه كل ليلة ؟ و علاش وقت الي مرته تبدى راقدة بجنبه يعمل روحه نعس بش ترقد هي و من بعد يحل عينيه للصباح, حي ميت, مرمي في الفرش ... كيما الشهيد المتلحف العلم المرمي في الشارع. و ساعات يتمنى الموت و هو مخه يدور في حلقة فارغة, في جملة وحدة : و أنا شنوة نهديلك ؟
ما حبش يفيٌق مرته. تلفت بشوية بشوية و مد تاليفونه.  قعد يشوف في الاساماسات, حتى لين طاح على الاساماس متاع الصحفي الي كان حكى معاه.  كتب في جملتين في ما معناه "نتقابلوا غدوة" و حط التلفون و قعد يخمم شنوة ينجم يقول و شنوة ما ينجمش يقول حتى لين هزه النوم.
خرج من الوزارة, نهارتها يجي نهار سبت, و المرة هذي  خطواته كانت خطوات اخرى. مشيته كانت مشية اخرى و خزرته لشباب يعملوا في وقفة احتجاجية كانت خزرة اخرى. تبسم, ضحك.  من مدة ما ضحكش من قلبه , من مدة  ما حسش روحه هكة  :  خفيف كيف الريشة. طار طيران و ما يخمم كان في حاجة وحدة : صغاره الي خارجين من المكتب و الويكاند الي باش يعديه معاهم. مشى ستناهم قدام المكتب, عنٌقهم, باسهم, شرالهم شكلاطة, فذلك معاهم. عنق مرته في بيت النوم متاعهم. شدها من يديها و باسها من خشمها و قاللها "نحبك", كب على أمه  في الصالة و باسلها راسها وقاللها "أنت احسن ام في الوجود". هدى هدية لبوه و  من غير ما يشلٌق وصاه على الصغيٌرات و على الوالدة و المادام. رقد كيما البيبي ليلتها و قام الصباح بكري. خمم في فطور صباح قمقوم. يمكن يطلع اخر فطور صباح مع العائلة. مشى يجري للكرهبة. خطٌفها و خرج بش يشري شوية كرواسون على شوية فطاير. أمه تموت على الفطاير. و ولده الكبير يحب النجاص على الصباح, نمشي نشري كيلو نجاص. خزر في الروتروفيزور. زوز كراهب يتبٌعوا فيه. فهم الحكاية. و عرف الي فطور الصباح بش يتأجل. قصت عليه وحدة من الكراهب و تعرضتله طريقه. خرجوا من الكرهبة الثانية جماعة يعرفهم بالأسم واحد واحد. حط يديه على الفولون و ضحك. عينيه دمعوا و غنى "حماة الحمى يا حماة الحمى .. هلموا هلموا لمجد الزمن . لقد صرخت في عروقنا الدماء. نموت نموت و يحيا الوطن. "  شدوه و كتفوه و هوما  يدزٌوا ا فيه لللكرهبة متاعهم  بعنف, تلمح العلم يرفرف في الشارع. خزرله و تبسمله و تمتم : " تعرف شنوة نهديك ؟ نهديك روحي يا بلادي  ... و ما نخافش و ما نخممش"

dimanche, juillet 10, 2011

حمم وجهك ولي ديمقراطي, حمم وجهك ولي ثوري


أيا قلنا السلام, و أنا نتطلفح على الفايسبوك كيف العادة, نطيح على فيديو متاع برنامج في قناة نسمة جايبين محامي اسلامي و محامي قالك حداثي و دخلوا في بعضهم فرندس شي سبان على شي عياط على شي تزريق لبعضهم على شي نبزيات, قالك شنوة قالك في إطار الديمقراطية و حرية التعبير.
علاش في بلادي العباد ماشي في بالها الي الثورة تعني صياح و عياط و تقطيع شعر و شتم الخ ؟
الديمقراطية  سيدي خويا راهو ماهيش تنطيح كباش كيما يحبوا يسوقوها جماعة هالبرنامج. و الثورة ماهيش طول لسان و قباحة و الي فمه أبخر صحة ليه. هذيكا هي الصورة المبتذلة الي يحبوا يسوقوهالنا وهي صورة مضاهر. يعني في المخيال الشعبي, الديمقراطية هي التجغجيغ و العرك بزايد و الثورة قلبان طواول و سبان و الجماعة هذوما عجبتهم التمثيلية و فيسع تقمصوا الدور. و هنا يقول القائل ياخي الناس عرضت صدورها للكرطوش بش نعملوا زعمة زعمة و نفلموا على بعضنا  و نكذبوا كذبة  و نصدقوها و نبداو  نتزايدوا في القباحة و طولة اللسان ؟  يضهرلي مش هذايا المبتغى و المنشود.
 اللى فات الجماعة هذوما هو أنه  أول حاجات قام عليهم غضب الشعب و خلاتهم يثوروا  و هزت الأرض و لم تقعد هو التمضهر. و ما تنساوش الي تبوريب جماعة أعوان البلدية الفرحانين بالزي متاعهم و من بعد تبوريب الوالي و تبروريب الشرطة الي جد عليهم أكثر من اللازم الدور الي وكلوهولهم , هو الي جعل العباد تثور. يعني بالفلاقي, القولبة الي كنا نعانيو منها و هاك العباد الي تزغرطلهم في وذنهم ينساو رواحهم و ما يتذكروا كان  أدوارهم المهنية و الإجتماعية هي الي خلات العباد تثور و تهيج. و هانا , في إطار هالنوعية من البرامج , رجعنا للبداية :  واحد نفخولوا في وذنه قالوله انت بش تنصر الإسلام و لاخر نفخولو في وذنه و قالوله  من غيرك انت المرناق بش يتقطع و  انافاااا ... هبطوا بعضهم ريش.
المشكل هوني أكبر منه مشكل متاع جماعة الله غالب عليهم من الزبيبة يسكروا و فيسع ما تجد عليهم الأدوار الي عطوهالهم. المشكل الحقيقي هو العباد الي وراء هالنوع من النقاشات  في وسائل اعلامنا . و هي نقاشات في نهاية الأمر لا تغني عن جوع و مش بش تأدي الى محاكمة العباد الي عاثوا في البلاد فساد و مش بش تجعلنا نلقاو حل للبطٌالة الي عددهم يمشي و  يزداد  و مش زادة بش تجعل أكباش النطيح يفكروا مع بعضهم في مشروع ينجم يجعل المواطن التونسي يبني بلاد متقدمة من هنا المئة سنة القدام. هالنوع من البرامج التلفزية  هو طلاسم في العينين و نمشي أبعد من هكة و نقلك الي هالبرامج هي برامج ضد الثورة.
  تقولولي كيفاش ؟ نجاوبكم و نقوللكم الي  هالنوعية من البرامج التنطيحية هي برامج تركٌز على الحاضر و الا الماضي و تقعد غادي :  يا إما يجبدولك على الهوية يا إما يجبدولك على المشاكل بين الإسلاميين و الحداثيين يا إما يجبدولك على الجماعة الي يحبوا بورقيبة و الجماعة الي يكرهوا بورقيبة. يعني برامج و فقرات تلفزية تغيٌب المستقبل بتاتا و تتجاهله.
 سمعتوشي بالله ببرنامج استدعى اخصائيين اجتماعيين و حكاو على هيكلة التوجيه الجامعي و علاقته بالتشغيل ؟ و الا  برنامج يتناول  موضوع  الديون المتخلدة في ذمة تونس استدعى  اخصائيين في طريقة مجابهة التداين الخارجي و موقفهم من القروض الي هبطهم على كرايمنا سي قائد السبسي ؟
 لا ..  حتى حد ما يحكيلك على المستقبل. ما تهزوش ريوسكم ياسر الفوق . تلهاو  بحكايات  فارغة كيما حداثي و سلفي طناطحوا و اقعدوا نبروا يا على هذا يا على الاخر و القرارات الحقيقية لمستقبل البلاد خليوها بين يدين قائد السبسي و المبزع و اللطيف و  الأوربيين و الأمريكان و من تبعهم بإحسان ليوم الدين.
المشكل الي برشة من جماعة وسائل الإعلام  بداوها من الأول  و هوما يكذبوا على العباد و يكذبوا على رواحهم : في عوض يعترفوا بكونهم كانوا أخطئوا و يطلبوا السماح من الشعب التونسي لدورهم المخزي طوال السنين الماضية كبوق دعاية لنظام بن علي, خرجوا علينا  بقالب ثوري متاع مضاهر و بداو يفشلموا علينا و يهيٌبوا عيني عينك و رجٌعوا رواحهم هوما الي قاموا بالثورة. بالله شنوة الفرق بيناتكم و بين برهان بسيٌس و قت الي كان يخرج في التلافز و يهيب و يكذب على الناس و هو يعرف و الناس تعرف الي هو كاذب ؟ أنا يضهرلي الي الزوز كيف كيف , غير الضرف التاريخي تبدٌل.
ثم ما نعرفش كيفاش حتى حد ما أثار نقطة هامة جدااااا (على رأي الغنوشي)  :  شفت برنامج على قناة نسمة يحكيو فيه على شفافية توميل الأحزاب و الجماعة الي جايبينهم قريب يتضاربوا  بالصبابط و الكراسي و حتى حد ما طرح موضوع تمويل القناة هي بيدها. كيفاش قناة تقوم ببرامج سياسية و إخبارية تونسية و جزء لا يستهان به من فليساتها جاية من  جيب بارلسكوني و هو  رجل أعمال, سياسي ايطالي ,رئيس حزب و رئيس وزراء بلاد اخرى. ياخي كان سي برلسكوني يحب يعدي أفكاره أو أجندا سياسية خارجية على القناة شكون بش يوقفه ؟ يعني هل أن قناة كيما هكة مهيئة من أصله أنها تقوم بتغطية محايدة و صحفية شريفة ؟  
الحاصيلوا مخ الهدرة ان الثورة ماهيش ثورة مضاهر و  حمم وجهك ولي ديمقراطي و حمم وجهك ولي ثوري. و أنستوا.

dimanche, juillet 03, 2011

ما بين السلفية و الحداثة .. الدم يقطر

أيا قلنا السلام.  أيا سيدي, هاي كلات باعضها في البلاد بين  أنصار الحداثة و جمعية أحباء السلف الصالح.  راكم تتساءلوا و تقولوا القوفرنور جاي مع شكون ؟ هات نعملوا تحليل صغير و نشوفوا :

جماعة الحداثة يا سيدي ينطلقوا من فكرة الي ثقافة تونس ثقافة غير حديثة و يلزم ندخلولها روح الحداثة. و من ثمة يلزم نبذ الثقافة "المتخلفة" متاع  هالبلاد و ندٌخلوا ثقافة "العصر" و هوما كيف يحكيو على ثقافة العصر يقصدوا الثقافة الغربية الي تضم  أوروبا و أمريكيا.  هذي هي  الطبقة أو على الأقل جزء كبير من الطبقة الي تعتبر نفسها "مثقفة" في تونس و كانت  و لازالت تقود في  المشهد الثقافي و الفني التونسي. مجموعة  تتحدث بإسم الثقافة و الفن التونسي و هي في نفس الوقت متعالية على كل نوع من أنواع التعابير الثقافية أو حتى الأنتروبولوجية التونسية. هذو هوما الي وقت الي تجبدلهم على الزكرة و الا الطبل أو المزود أو السطنبالي يقوموا يكشخوا  في إزدراء  و يبداو يمجدوا في الأوبيرا و المالوف و  كان جبدولك على السينما يحصروها في زوز أسامي قراوهم في دروس الأقسام الفرنسية  و يبداو يميلوا في ريوسهم على "الموجة الجديدة الفرنسية" متاع الستينات و قعدوا غادي متمسكين في حاجات الفرنسيس بيدهم تعداوهم عندهم سنين.  أما الحس الشعبي لهذه الرأية الي تم بثها بكثافة و التشهير ليها طوال الخمسينية الاخيرة فتلقاها في ثقافة القشور الغربية الي حصرت الغرب في مشطة شعر و الا في سروال دجين بالشعرة و الا في خرجة للملاهي الليلية الخ, و كأن الثقافة الغربية هي ثقافة مظهر و نساو  أو بالأحرى تناساو الرقي الثقافي الغربي في عمقه.
هالإحتكار لأنصار الحداثة متاع  ريبوك و كوكا كولا و اللوفيس و الأديداس و المرساداس و غيره من حداثة استهلاكية و حمقاء , جعل الناس يحسوا بتهميش كبير لثقافتهم و يشكيوا من تعالي على موروثهم. هالإحتقان نتاج هالحداثة المبتذلة كان ظاهر و جلي خاصة في مجال السينما حيث شاهدنا طوال  العشرينية الأخيرة قطيعة و علاقة إغتراب بين محب السينما التونسي و الأفلام التونسية المنتجة الي كان المتفرج يتلقاها بغضب حينا و بإستغراب أحيانا و بسخرية أحيانا أخرى .  القطيعة هذه من ناحية ناتجة على بعض الأفلام "السياحية" الي مجعولة بش تعجب الغربيين و بتحويل الموروث الى فولكلور أبله يستجدي و يستعطف الغرب و يثبُت فكرة علويتهم  و يدعوا الى فكرة أن تونس ماشية و متبعة و عينيها مغمضة كل الإفرازات الثفافية و الفنية الي هوما يشوفونا بيها.  أما القطيعة ناتجة زادة على متفرج يغالي في النقد و يخلط الغث بالسمين و ولات الرفض المطلق للفن التونسي عامة و السينما التونسية خاصة نهج كل واحد يحب يضهٌر الي عنده موقف و يحب يلعبها مثقف ثائر و محتج. و حسب رائي كيف سيدي كيف جواده.
ايه أكهو. هالتهميش و هالقطيعة الي خلقتها ثقافة الحداثة و مع الفراغ و تعطش الناس لثقافة عميقة و بديلة و مش مبتذلة و بتطور الإعلام السلفي الي قنوات تلافزه أكثر من شعر الراس, نتج هذا الكل على ثقافة السلفية. شنية ثقافة السلفية ؟ هي ثقافة تدعي أن  الحداثة (بالمعنى الي حكينا فيه أعلاه) هي ثقافة حائدة على المسار و يلزم تعويضها بثقافة إسلامية تعتمد على  السلف الصالح.  تقولولي وين المشكل في هذا ؟ نقوللكم أن بالطبيعة أن ثقافتنا العربية الإسلامية تعتمد السلف الصالح ... ياخي معتمدة على شكون ؟؟ هل من الممكن أن نبني مستقبلا دون تاريخ أو ماضي ؟ يعني بالفلاقي , شنية هالطلعة الي طلعتولنا بيها ؟ من البديهي أن عمق التاريخي و الحضاري لهذا البلد يعتمد على ما سلف من علامائه و رجالاته و نسائه  و ..و ... أما كيف تجي إنت تروٌج فكرة أن  لعزة الإسلام و المسلمين يجب العودة الى السلف الصالح , نقلك سامحني ... ياخي جدودنا و جدود جدودنا مش سلف صالح ؟ و  شكون يحدد شكون الي صالح و شكون الي طالح ؟ هذه نقطة أولى . النقطة الثانية هي فكرة " أسلمة البلاد" ...الي يشوف يقول الي أحنا عايشين في غابات الأمازون و عمرنا ما سمعنا بحاجة اسمها إسلام ... و جايين حارة يفهموا خير منا و مستعليين على عباد ربي و قالك هات نأسلموهم و نفسرولهم دينهم و نكفروا الي نحبوا نكفروه  و نأسلموا الي نحبوا نأسلموه. وقتها سيدي خويا نقلك اقف غادي. و حدك حد المسقي. لإن البلاد هذه هي نتاج حضارة قرون و قرون و التاريخ الإسلامي ما جاش البارح و مش بحاجة لواحد قاري زوز كتب في عمره الكل بش هو يوجهه كيما يحب. يعني مخ الهدرة أن الفكرة هذه متاع  أسلمة الشعوب المسلمة فكرة مغالطة و خبيثة و هو فكر تسطيحي و يتجاهل عمق ثقافتنا العريقة.
جيناهاشي. يعني الي نحب نقوله في الأخر, هو أن فكر "الحداثة" و فكر "السلفية" هوما وجهتان لعملة واحدة. هي تلك العملة الي تحتقر الثقافة المحلية و تتجاهل العمق الحضاري لهذه البلاد الطيبة. و لذى ننصح الشقين من الحداثيين و السلفيين بش يمشيوا يعملوا طريح كورة يعرقوا فيه  مليح و يدوٌروا الدم  و يبدلوا بيه الجو و يخطاونا من بهامتهم ماناش ناقصين بهامة توة. عندنا بلاد يلزم ناقفوا معاها و نحاذيوها حتى تولي بلاد ديمقراطية و حرة و كل شخص ينتميلها يتمتع بروح المواطنة الي يدفعه بش يحترم فكر الناس الأخرين و ما يبداش يتعالى علينا تقولش عليه مولود في القطن. و أنستوا.