dimanche, septembre 25, 2011

خرافة تونس و الحلم



يا سادة و يا مادة يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة. يحكيو على  طفلة صغيرة  اسمها تونس. في نهار و الربيع مربٌع كانت تونس راقدة على  ضهرها و تتفرج في السحاب , في السماء الزرقة , في العصافر الطايرين.  كانت متٌكية  في منطقة الكلها خضراء بالحشيش , شجرة توتة تضلل عليها من غير ما تغطي السماء و أقحوان داير بيها في كل الجهات.
هبطت تونس عينيها لركبتها الي توجع فيها. لقاتها مدمدمة و منفوخة. تبسمت  و عينيها ضواو : اخر مرة هذه يمد يده عليها حد.  هاك المجرم  المريض الي يحسب في روحه بوها (و هو في الأصل ملفق روحه لأنه راجل أمها و مش بوها) هرب و ماعادش ممكن  يرجع بش يعذبها و يستغلها و يعمل فيها الي ما يتعملش.  زادت تبسمت تونس أكثر و أكثر , هالحكايات متاع هاك المجرم  ما عادش يمسوها و ما عادش تحسٌهم لأنها تعتبرها صفحة و تطوات في حياتها و حلفت أنه حتى حد ما عاد بش يحط يده عليها. تونس توة رجعت بنيٌة صغيرة و رجعت البراءة الي افتقدتها سنين تنوٌر في وجهها. تونس اليوم   تولدت من جديد و رجٌعت عمرها الحقاني بعد ما كانت تتحمٌل في حمل أكبر من حملها و تحس في روحها عزوزة وقت الي ندادها يلعبوا و يتمتعوا بطفولتهم و يحلموا.
الحلم. هذاكا اش جات تعمل تونس تحت التوتة بعد ما خرجت من حكاية صعيبة ما تعرفش كيفاش نجات منها. المهم أنه المجرم طاردوه  الأشراف و هرب من غير رجعة و المهم الي هالاشراف منٌعوها من يدين السفاح في اخر لحظة قبل ما يقتلها نهائيا. خلات تونس اهل البلاء في البلاء و هربت  بجروحها بوجايعها تشم في نسمة الحرية  و تعاود تكتشف  في دنيا على محلاها. ما أبنها الحرية . حبت تجري و تغني أناشيد الطفولة لكن الحالة الي كانت عليها ما سمحتلهاش. أكتفت انها سايست روحها و بشوية بشوية اتكات تحت التوتة . و تحت التوتة ضحكت و هي حاسة روحها ما بين هواء و فضاء  و بحلقت في السحاب راسها الفوق و بدات حلمتها.
شافت تونس السحاب و ضحكت ضحكتها الطفولية و بدات تتخيل. قالت : نحلم  نكون حرة ما يمسني حد و ما يولي وصيٌ علي حتى حد و ما يتحوكم فيا حتى حد لا من قريب و لا من بعيد. ما يهمنيش فقيرة و الا غنية أما ديما بكرامتي و خشمي ديما الفوق.
تغيٌر شكل السحاب ياخي جاء في بالها حلم اخر. ضحكت و عينيها تملاو بالفرحة  و قالت : نحلم أنه يتكتب دستور بش ما يقعدش الحلم الي حلمته كلام في الهواء أما يولي واقع.
خممت تونس و هي تتفرج في السحاب و قالت : زعمة شنوة نكتب فيه هالدستور ؟
عصرت مخها و تحاملت على وجايعها و بدات تتخيل : كرسي.
ما فهمتش علاش وقت الي حبت تتخيل شنوة ينجم يكون في الدستور ما نجمت تتخيل كان كرسي. عاودت تونس ركٌزت و حاولت تعاود تحلم . لكن مرة أخرى ما جاء في بالها كان تصويرة كرسي. تفجعت تونس و وجهها صفار. خذات نفس طويل و عاودت حاولت تتخيل مستقبل أفضل عن طريق دستور يضمنلها حريتها لكن شي :  ما جاء في مخها كان الكرسي. تفجعت تونس و  ووجهها ظلام. ولى حلمها كابوس و رجعت تحس في وجايعها الي فهمت الي هوما جروح كبيرة و أخطر من الي كانت تتصور.  بكات من القهرة  و عاودت عصرت روحها و ركزت بالكشي غصرة و تتعدى . ايا يا تونس حاول تحلم ... شوف السحاب و راسك الفوق و أحلم .  كرسي , كرسي , كرسي. شي ما عادش تنجم تحلم و ما  يجي في بالها كان الكرسي. بدات تونس تحس روحها تضعف  و تحس الي وجايعها قاعدة تكبر و دمها ينزف. ترهبت و بعد ما كانت متأكدة الي  المجرم مشى من غير رجعة و لات شاكة و حست الي هو قريب و ممكن يرجع في اي لحظة و ممكن زادة يرجعلها  في وجه اخر كيما العبيثة . خافت تونس و شحبت. حاولت تتخيل مستقبل أحسن , حاولت تحلم بنهار يكون أحسن من  ماضيها التعيس لكن شي. كل ما تحاول بش تحلم تشوف قدامها كرسي. حاولت تونس تاقف و تهرب من هالكابوس لكن حست روحها الي ما عادش تنجم تقوم . حست بروحها ضعيفة و  في لحظة شكت و ما عرفتش روحها يا لندرى هي تحت التوتة تشم في نسمة الحرية و الا هي في قبر بعد ما قتلها المجرم و تدفنت نهائيا.

mardi, septembre 13, 2011

أمي سيسي في المجلس التأسيسي


أمي سيسي تكنس تكنس  ... تكنس تكنس ... لقات فليس ... قالت اش نعمل بيه هالفليس ؟ اش نعمل بيه هالفليس ؟ قالت هات نشري بيه  أصوات أهل الحومة فماشي ما ينتخبوني في المجلس التأسيسي. أيا مشات أمي سيسي  لفقراء الحومة ... اشري اشري .... اشري اشري ... وروحت للدار فرحانة. ماهو كيف ينتخبوها للمجلس التأسيسي تضرب شهرية  معتبرة و برشة بريمات و  افونتاجات ... بخلاف  الهيبة و الوقار الي بش يولي عندها و زيد هاك رجال الأعمال الي بش يوليو يتقربوا منها و يعطيوها كوميسيون على كل مرة تدافعلهم على مصالحهم. و بدات أمي سيسي تحلم كيفاش الناس يبداو واقفين وراء باريار في الشارع و يعطوا على لحن "بن علي .. بن علي" ... "أمي سيسي ... أمي سيسي"  ... و زيد ضربت أمي سيسي خماسها في سداسها و قالت : ياخي شكري الواعر و هاك الكوارجية خير مني ؟ و الا اشهر مني ؟  شكون ما يعرفش أمك سيسي في البلاد ؟؟؟ عاد أنا  أولى بالفليٌسات .. توة !
ايا  مشات أمك سيسي  لبيت الصالة و حلت التلفزة فرحانة , تتفرج و تصلي عالنبي : ماهي شرات برشة عباد زوالية و شرات زادة  وسائل الإعلام. بدات تبدٌل من قناة الى قناة. هاي جايبين برنامج خاص يحكيو عليها في الوطنية. هاو القروي قالك "أمي سيسي أمنا الحنينة" هاو روبورتاج في قناة حنبعل على أمي سيسي  وهي تصافح في  باعث القناة و من بعد تحكي على قناته العزيزة الغالية و الصداقة الي بيناتهم و تشكر في الاخير باعث القناة. الحاصيلو , أمك سيسي أمورها في العنبر و ما فما شي ينجم يوقٌفها عن أنها تولي طرابلسية جديدة و تولي تشري في الشركات بوه على خوه. كملت أمي سيسي قالت  هات نعملوا طلة على "ترنات" -كيما هي تسميها - و نادت جارتها محرزية بش تحللها  "الي-فيه-شبوك" و تشوفلها شنوة مكتوبها اليوم فيه.
محرزية عرافة  في الأصل  تشوف في الكارطة و الفنجان  أما أول  أيامات الثورة كيف قيٌنت في هالمجال,  دورتها تشوف الفايسبوك بالفلوس و تجيب الأخبار و العجايب و الغرايب لعزايز الحومة و منهم أمك سيسي.  أيا كيف رجع دولاب العرٌافات يدور ولات محرزية تلعب على حبلين  و  رجعت تعمل في إشهار في الجرائد هوما بيدهم  و ما تبدل شي كان زيادة كلمة "فايسبوك " الى جانب "الكارطة و الفنجان".
حلت عمتك محرزية الفايسبوك و شهقت شهقة وحدة. اش فمة اش يصير ؟ "القطوس  يا أمي سيسي"... القطوس عامل فيديو في الفايسبوك يفضح فيه في أمي سيسي  و في نشطاتها التجمعية  و في تورطها في التعذيب  (و ركز القطوس على ذيله المقصوص )  و فضح زادة تورطها في التجارة الموازية للعصبان مع الطرابلسية و  ختمها القطوس يحكي كيفاش العزايز الي في عمر امك سيسي فكوا الثورة من الشباب الي  ثاروا و عرضوا صدوراتهم للكرطوش.
"يكب سعدك و وعدك يا قطوس ... التوة لا عديتها حكاية البعبوص ؟".  بدى الدم يطلعلها لراسها و السكر  عمللها الدوخة و هي ترعش كيف الجريدة . مشات للتلفون  و قعدت تلوٌج عالنومرو الي يلزم تكلمه. بما أنها لا تقرى و لا تكتب كان ولدها عامللها الارقام بالنومرو. تنزل على الفلسة الأولى يجيك سي كمال , تنزل على الفلسة الثانية يجيك سي سليم, تنزل على الفلسة الثالثة يجيك سي محسن .. ايا نزلت و بدات تشكي من القطوس و دموعها تهبٌط فيهم حيار و مش عارفة اش تعمل.  هدٌاوها الجماعة و قالولها الي حكاية التجمع حكاية ساهلة ماهلة : تي ماهو قول أنك بورقيبية و دستورية و سب بن علي و التجمع مرة و الا ثنين و الامور تمشي على ما يرام. و كانك على حكاية النظافة تي هانا قاعدين نخدموا بش نضهٌروا الي التوانسة الكل كانوا امسخين و متورطين و هكاكة فسخ و عاود من جديد, أما بالنسبة لحكاية العمر, حكاية فارغة : شفتش انت بالله شباب يحكيو في وسائل الاعلام توة ؟ تي  أغلب المترشحين و الي يحكيو بإسم الثورة  توة شيابن مكملين. أكثرش     من السبسي و المبزع ؟؟؟ .
تنفست أمك سيسي و زادت رتاحت كيف وعدوها أنه القطوس بش ياكل ما كلى الطبل دوب ما يرجعوا هوما للحكم.  فرحت أمك سيسي و زغرطت و عيطت : تحيا تونس.  و قعدت تحلم كيفاش كيف تربح في المجلس التأسيسي بش يكتبولها اجونس دو فوياج بإسمها : تي ماهو قالولها ترشح انت تو نكتبولك أحنا الدستور ... و هي ماشي في بالها دستور اسم  وكالة اسفار.