Affichage des articles dont le libellé est خرافة. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est خرافة. Afficher tous les articles

dimanche, décembre 20, 2015

لوليتا



شبهتك ببحيرة ماء في جبل بين خضرة الأرض و زرقة السماء .  لا طالها لا  غزال شارد لا طائر مارد  ...
 ريت هاك النقاء ؟ ريت صفوة الماء الي ما يشوبها لا ريح و لا هواء ؟ هكة كنت  نشوفك يا  ليلى.

 Lolita, lumière de ma vie, feu de mes reins. Mon péché, mon âme. Lo-lii-ta : le bout de la langue fait trois petits pas le long du palais pour taper, à trois reprises, contre les dents. Lo. Lii. Ta.

كنت كل مرة  نشوفك بعد ضربة الناقوس وحلة باب داركم .. ونشوف بهجة عينيك والبسمة في ثغرك كنت نوزن إيقاع خطواتك كيف الي  يوزن فوندو موسيقى المالوف ,كنت نسبق ضحكتك في وجهي وقت الي تجيني تجري فرحانة لإستقبالي  و نصيح "لوليتا". و في قلبي نقول هالجملتين من رائعة نابوكوف. انت وقتها كنت صغيرة لا تعرف لا نابوكوف و لا روائع الأدب العالمي, لكن كنت تسألني بدلال و حشمة : "علاش تعيطلي هكة  ؟ ".

ماكانش سؤالك احتجاج بقدر ما كان أولا حب معرفة و شغف أنك تنهل كل فكرة كل معلومة كل تجربة .. كان شغف كبير بالحياة , و ثانيا كان فما نوع من الخجل و الحشمة .. كنت فاهم ان كيف أنا نغزرلك و نقلك لوليتا , إنت كنت تحس بالانوثة . والاحساس بالانوثة عمره ماكان ساهل تحمل مسؤوليته , خاصة في عمر كيف ما عمرك وقتها و في مجتمع كيف ما مجتمعنا.


في مجتمع الأنوثة فيه مسؤولية و توصيات و عقد و توبيخات و حصار و إنذارات و قمع للصدر و الفارات و يلعن بو الرقبة البيضة و الشعر الحرير و يلعن بو القصات و غطي عليا الفورمات اقمع البدن  و خبي لون الوجنات. 

لكن لغة الوجنات يا البنات مش ساهل قمعها .. أول ما تخونكم تخونكم الوجنات و بعدها الخزرات و كانوا  الوجنات و الخزرات خانوا ليلى .. و باللي حاولت تخبي , و باللي حاولت تقمعهم و تربٌي .. أما النافع ربي.
الخدود كانوا يحكيو و عيونك لعيوني كانوا يشكيو . كانوا عيونا يقولوا كلام و الكلام طاير حمام , ينادينا بالأغاني ويهادينا بالسلام – على رأي أحمد فؤاد نجم.


- إنت تحبني ؟
- ايه ليلى نحبك ...
- كيفاش يعني تحبني ؟
- نحبك كيف ما انت ؟
- أي كيفاش ؟ تحبني كيف اختك ؟ تحبني كيف قريبتك ؟ تحبني كيف صديقتك .. ؟
- نحبك كيف ما إنت ... ليلى .. لوليتا


ما كنتش نتصور انه هالحوار السريالي بش يصير . كنت لاعبها كبير و وقتها انا نفسي كنت صغير . صحيح أكبر منها بسنوات و فتت العشرين لكن ما كنتش نعرف برشة حاجات. ما كنتش نعرف انه الصغر ما يغيٌر شي عند المرى : المرى ما تحبش نصف اهتمام أو شبه اهتمام . المرى تحب كل الاهتمام  , كل الحب كل العشق .كل الأحلام

كانت متقلقة في كلامها,  كانت حاملة هم الدنيا في عباراتها و أنا من ناحيتي -ما نعرفش علاش -  كنت  خذيت كلامها  على أساس انه نوع من الاتهام. و ماكانتش عندي الثقة و الخبرة الحياتية أني نقرى بين السطور ونفهم . ما كنتش فاهم معاني كلام جبران :

 لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين،لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت،لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت

و أنا وقتها استهنت بعمر السطاش و استهترت بأنوثة تتكون و تتبنى قدامي نهار بعد نهار ... و  كان أسهل حل هو الفرار. ما تحملتش مسؤولياتي و من حوارنا ما خرجنا بحتى شي . الا بقرار احادي جاء من عندها :  أنها تنساني و تقاطعني.
  

و كان عذاب . لا عاد نشوف ضحكاتها , لا نقرى في عويناتها لا نبحلق في لون وجناتها ... مشات و زعمة يرجع الي تعدى وفات ؟


نتذكر مرة , في عرس قريبتنا .. شفتها جات , فرحت : عندي مدة ما ريتهاش. دخلت تسلم على الناس و انا نستنى منها في خزرة عتاب في تبسيمة صلح . كانت كل ما تقرب كل ما نحس بالفخر بانوثتها الي زادت .. لوليتا متاعي ولات مرى .. للة النساء. سلٌمت على الناس الكل وصلت ليا و خلات يدي ممدودة و تعدات . مكسح قلبك يا ليلى ... مكسح قلبك.

قرٌرت ان من هالحادثة الحكاية وفات .. و الي جرٌحلي عينيا , انك ما تسألش عليا , و الي زاد على مابيا .. يا ناري مازلت نحبك . لكن لا ... وفات ..

الي  بهتني في الحكاية مش انها وفات قبل ما تبدى . الي بهتني هي كسوحية قلب لوليتا . ما عمري ما عرفتها هكة. كنت نعرفها حنينة بنينة , الدمعة تسبق غصتها و الضحكة موجة تغلب بسمتها .. منين ليك هالكسوحية ؟ منين جاك الجفاء ؟

رغم الي بعدت عليها سنين . لا كلمتها و لا جات العين في العين  .. حكاولي عليها المقربين.
و من بعد ما كانت بعد كل نومة رقدتها تحكيلي الأحلام .. وليت نسمع من الغرباء عليها طراطش كلام.

ما أخيبه البعد بعد القرب, أما كان مكفٌيني و معرفة شوية حكايات عليها مدفٌيني.
يحكيو في ما يحكيو أنها ولات قاسية مع روحها و مع الاخرين . لوليتا الي كانت تحب الفن . ترسم وتعلٌق . تغني و تسجٌل, تتفرج في الأفلام و تمثٌل , ولات تبعد على روحها نهار بعد نهار, بين أهل قاسيين و والدين معوزين , إختارت تكون بنية تونسية بمقاييس تونسية : ناجحة في القراية و بعيدة على الحلم و الفن و العياذ بالله ... و حتى تجاربها مع الأولاد اقتصرت على خرجتين مع أولاد بمقاييس تونسية بحتة : عايلة و معدل و قدرة شرائية.

الكلام هذا بهتني . ما كانتش هاك البنية الي تحسب و تكنبس. كانت عسل كانت بلسم , كانت نوارة تشوف الناس زهور و ورد و تقيٌم الانسان لإنسانيته مش لنوعية منقالته.

و برى يا زمان و ايجا يا زمان .. و كذُبت الناس الكل و إختارت خطيب ما عنده مقومات من المواصفات التونسية شي. ما نعرفش علاش فرحت .. مازالت لوليتا الي نعرفها , هاك البنية الهاربة من الكليشيات و القوالب الفارغة . و دخلت في حرب , حرب ضروس .


- أنا  نحبه .. علاش ما يقبلوهش ؟
- مجتمعنا كله عقد.. يا ليلى ...
- ياخي هو شنوة ناقص ؟ راجل باهي و يحبني و نحبه .. على خاطره مش تونسي ؟
- ليلى .. راك عايشة في مجتمع ما يرحمش. اعمل الي تشوفه يخدم سعادتك و ابعث الكوازي .. أنا معاك . نضرب معاك لآخر لحظة.


و خزرتلي في عينيا ... من سنين ما حكيناش بالعينين . و كان هذا الحوار فاتحة المصالحة . كنت أنا عندي شكون في حياتي و هي عندها شكون .. فكانت المفاهمة واضحة من غير كلام : نرجٌعوا القرب الي كان بيناتنا في اطار صداقة.

الدنيا صعيبة. و الي يصعبها هوما الناس . هذوكم الناس الي يحبوا يتحوكموا في العباد , كيفاش تتنفس و كيفاش تعطس و كيفاش تاكل و كيفاش تشرب , هذوكم الناس الي يحبوا يحكموا في شكون يقابل شكون و شكون يعرف شكون و قداش تحط في ماكلتك من كمون و قداش تشري من مشماش و قداش و قداش

هالناس الي من الحب يسلبوك , بالعاطفة يساوموك . يسمموك , يقتلوك بالحياة  و يورثوك. هالناس الي يقولولك يكب سعد الحب و شكون حب و الفايدة في الفلوس و مش بش تبني حياتك بالبوس و يعطيوك دروس ... في الطمع في الجشع  .. هالناس الي كيف السوس .. يحطموك , ياكلوك يقلقوك ... بش تعيش  محروم كيفهم من المحبة و تخبي المخبل في كبة ... و تخرٌج مجموعة عقد و تولي انت وياهم قد قد .

و في نهار .. جيت نسأل عليها لقيتها في حالة . لا يزي تعبت ما حاربت عليه ... هو نفسه تاعب من ما حارب عليها .. و حطوا التعب على التعب . لين حلاوة الحب تتقلب و تولي مرارة علقم و تكسير كرايم.

ليلى الوجه شاحب و العينين مدمعين ... الفكر شارد و الأحلام محطمين ..  حسيتها بعدت .. كيف الي قعدت جهامة بلا روح . وينك يا ليلى .. أرجع. أرجع أضحك من عينيك . راهي دروب الحب تسألني ترى هل سافرت ليلى و نصيب الشوق يحملني الى عينيك يا ليلى . 

مش مشكل يا ليلى ... الدنيا هكة . تجارب و حكم  وساعات تخطف و ساعات ما تخطفش. يجي سيده , و سيد سيده .. و نهار تقعد تضحك على كل دمعة سالت.

يوم , يومين , شهر شهرين .. بدات ليلى ترجع ليلى الي نعرفها . و بحكم اني وليت نسأل عليها بصفة متداولة بدات العلاقة تتوطد .. ونهار خميس من مارس مع الأربعة و تلاثة و عشرين دقيقة ... رجعت.

رجعت تخزرلي هاك الخزرة الي افتقدتها من عشرة سنين ... رجعنا نحكيو من غير كلام بنظرة ببسمة برمشة عين.

خذيت  معاها اول موعد .. و أنا نستنى باللحظة و الدرج . و نغني بيني و بين روحي:  حقابله بكرة و بعد بكرة . و ستنيت .. و ماجاتش.

كنت بيني و بين روحي نلقالها في الأعذار : ما يزيش ان بنية بش تخرج و تقابل راجل أمر صعيب ياسر في مجتمعنا , و زيد كان الراجل هذا من الأقارب.

لكن من غدوة سمعت و عرفت علاش ما جاتش : كانوا قدموها لراجل ثري من عائلة ثرية و قررت الموافقة .. و تمت الزيجة الماركنتية بنجاح . ولد فلان , شرى الكرهبة و الدار و في الصالون الجلد البُنيٌة ما ناقصة كان بنية  و في بيت النوم المفروشة ما ناقصها كان عروسة و صباط سندرلا واتاها ..يا سعدها يا هناها.

  و هكة تحولت ليلى من "لوليتا" لزوجة سي فلان.  و تباعت في مزاد علني و رشقوا على وجناتها  فلوس أوراق  و  بدلوا لمعة نظراتها  بكيلو ذهب برٌاق ... و كان هذا بيني بينها الفراق :   قطعتها  وقطعتني. وربي يسمعنا على بعضنا علم الخير  و الوفاق...

ساعات نلمحها في مناسبات عائلية .. قداش ولات تشبه لكل هاك النساء الي يقتلوا الحلم قبل ما ينبت و يتبنى .. هاك النساء الناقمات .. الي كل يوم يوؤدوا و يغتالوا البنات.  

لمحتها مرة  تعزٌر في بنية صبية  شافتها مع محبوبها  يتبادلوا الخزرات و البسمات و  قتلتها بالعرق حتى  لين البنية بكات .. و كش مات على لوليتا و على دلال البنات.

ليلى ولات كيفها كيف كل هاك النساء المسمامات  الي  ساهموا في جريمة قتل بنية صافية دافية  كنت انسميها : 
لوليتا

  لوليتا يا نسمة فوق عرف ياسمين , يا عشقة عمر و سنين يا حلمة خفيفة  بين نومين ...لوليتا

dimanche, avril 15, 2012

خرافة حرية الكلب


قال زكرياء لعبعوب ..".هل تعرف أيها الكلب أصل الكلاب" ...لم يقل عبعوب لزكرياء ..."الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما" ...بل فتح عينيه كالأحمق ...وتدلى لسانه وهو يسمع القصة ....قال زكرياء ..."يحكى يا عبعوب الكلب ...أن بنت احد الملوك في قديم الزمان وسالف العصر والأوان قد امتنع عليها النوم وأصابها الأرق بفعل عواء الذئاب المتكاثرة حول أسوار المملكة ..فاشتكت الأمر لأبيها الذي أرعد وأزبد وأمر الوزير الذي دبر قبل أن يطير رأسه ...استقر الأمر على إلقاء المحكوم عليهم بالإعدام خارج أسوار المملكة أحياء لتتدبر أمرهم الذئاب – ماداموا سيموتون بالمقصلة أو بالمشنقة أو بمخالب الذئاب – وهكذا سكن العواء برهة ونامت الأميرة ليال هادئة ...ولما نفذ رصيد المحكوم عليهم بالإعدام تقرر إلقاء المرضى الميئوس من شفائهم رحمة بهم وإنقاذا لهم من الم المرض وهو ما لم يدم طويلا ...وعندها تم الالتجاء إلى الحيوانات المسنة والنطيحة والعجفاء والبتراء لتأكلها الذئاب هنيئا مريئا...ولما شحت موارد الثروة الحيوانية قرر الخدم إلقاء فواضل الموائد وما عافه الملك من مآكل وحلويات ...والغريب يا عبعوب الكلب ....إن ذئابا عديدة لم يرضها الوضع الجديد ورفضت أكل الزبالة والجيف فانطلقت إلى أدغال الغابة لتمارس فعل الفتك الشجاع وافتراس اللحم الحي بعرق مخالبها وأنيابها ....غير أن ذئابا – رخيصة – رضيت بالقليل و اطمأنت إلى استهلاك الفواضل الملكية و استقرت حول الأسوار تنتظر رزقها دون عواء أو احتجاج ...وبمرور الزمن توطدت علاقتها مع الحراس وتحولت إلى حيوانات داجنة لطيفة ....ثم سمح لها بالدخول و أصبحت تتجول في شوارع المملكة بعد أن فطست أنوفها وقلعت أنيابها و قلمت مخالبها و ترهلت عضلاتها و ارتخت آذانها وتحولت بسحر الفواضل كلابا سائبة ...الكلب ...يا "عبعوب" ذئب فقد كرامته يا ابن الكلب ...."  
الياطر - حنا مينة 





يا سادة , يا مادة يدلنا ويدلكم للخير و للشهادة. والي عاشق النبي يصلي عليه. يا مولى الليم و الليمون و الخبز و الزيتون أعطيني ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك, نرجعلك ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك. و وقتها.. وقتها لا تبقى تسالني لا ليم و لا ليمون , و لا خبز و لا زيتون.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين هو ملكهم الشين , لا صفة لا صفات , لا ملة و لا دين. كان الملك الشين بالإضافة لعيوبه الألفين , مجرم قتٌال أرواح, لا سلم منه لا زرع و لا ناس و لا حرث و لا ساس و لا زنازة و لا عراس و انشاء الله ربي يبعد علينا النكد و الباس.


أيا يا سيدي بن سيدي, ملك عهد الرصاص , مشٌى أهل بلاده عالحصحاص . و الي يتحرك هكة و الا هكة , بحد السيف يتضرب الراس و ما تنشفش العروق , بالدم تسيل و تسيل و يذوقوا الشرفة الويل, يموتوا كبار الحومة و تطلع الرباية المشومة , و ما يبقالنا ذكرى مالبلاد كان الحشومة .


و بما أن أرضنا ولادة, و بما أن ربي ديما راحم عباده, البذرة الطيبة ما انقرضتش , تلقاها هنا و غادي , صحيح مش موجودة بكثرة أما , من وقتاش الكثرة تعني البركة ؟ ربي خلق وليدات و بنيات يحبوا البلاد للبلاد و يحبوا العباد للعباد و لا عندهم لا مصلحة و لا غنيمة لا سلاح و لا عتاد. سلاحهم ايمانهم بعيشة خير و بتاريخ كبير و مستقبل غزير و حرية تنير. هالوليدات يا جماعة , حطوا اليد في اليد, لمصلحة البلاد و هوما يعرفوا أنه كان فما شكون منهم تشد , ما يسلم حتى حد. و فعلا كان الملك الشين يعمل حملات بش يقص راس كل من بكلمة الحق طول اللسان و جندلهم للردع الانس و الجان.


و ما أكثرهم القوادة يا ناس, تهز عينك ما تشوف كان البوليس و العساس و البوليس الي يعس عالبوليس و العساس الي يعس عالعساس و الناس الي تعس عالناس و الحيوط الي فيها وذان و الوذان الي فيها حيوط و ورقة التوت الي خباها القاضي و القاضي الي بالظلم راضي و المظلوم الي راضي بالقاضي و ظلم القاضي و العبد الي ما يفرقش بين مستقبل و بين الماضي.


بين هالناس الكل تلموا ناس شرفاء, حطوا اليد في اليد, عملوا الي يقدروه و الي ما يقدروهش بش يرجعوا الحق لأهل الحق, أيا سيدي, تفاهموا نهار بش يتحداو الملك الشين و هوما مش عارفين بعمايلهم لوين واصلين. ينجم يكون الحبس, القتل و الا للثنين. خرجوا و تفرقوا في البلاد و بدى واحد منهم يصيح من الظالم و من الظالمين , من الفساد و الخامجين , من العباد الي لا مبادئ لا أخلاق , لا ملة و لا دين. يسمع الملك الهالك يهبٌط جيشه فيالق... شكون هالماكر , الي لخيرنا ناكر ؟ أصلبوه .. أقتلوه ... تحت ساقيا تسجٌدوه. بداو هاك القوادة و قوادة القوادة و العساسة و الساسة و اللحاسة .. الكلهم هبطوا يلوجوا على المجرم بش يعتقلوه. و اذا بيه صوت اخر يعلو في طرف المدينة من الجهة الأخرى يعيط و ينادي ..يا ناس يا أهل بلادي و هو يصيح وينين من الظالم و من الظالمين و من الفساد و الخامجين و من العباد الي لا مبادئ , لا أخلاق , لا ملة و لا دين. تكبس الملك, الحكاية دخلتله شك. و درج من بعد و الا درجين تزادوا للمناديين اثنين و زادوا ثنين اخرين و عمت المطالبات المدينة و زادت مدينتين. هبل الملك و الغيظ بلاه... شكون يتجرئ في مملكته يتحداه . و كيف شاف الي قوٌادته فشلوا و ما فرهدولوش على داه. قرر أنه يهبط بنفسه و يرجع الماء لمجراه.


هبط الملك وسط البلاد , من الخوف تقطع النفس عند العباد, و لا تحرك لا حي و لا جماد. و بدى هاك الملك يفنص في الناس و يرعشهم بصيحة , و الي تعدى قدامه ينزل على مرمته بطريحة. يصادف , يا جماعة, أنه فما كلب متعدي من غادي, يشوف في واحد يعارك و يشالي و ما سلم منهم لا تالي و لا مالي. تبع غريزته و بدى يكشر على أنيابه. ويستنى في الفرصة بش يمترش هاك الراجل الي ما سلم منه حد. سمعوا الناس صوت هاك الكلب و هو يغرغر بالغيظ على الملك, قالوا رحمة الله على الكلب و مولى الكلب و الي ربي الكلب و حومة مولى الكلب و عرش أهل مولى الكلب و مولى الباش و أهل مولى الباش. تلفت الملك يشوف في الكلب يحضٌر في روحه للهجوم , تخلع المشوم. و هو كان معقد من الكلاب, ملى في الصغرة عضه كلب. خاف و تربث و بال على روحه من الخلعة. و عمل الحمى يا ستار : هج جبته الفوق و هرب و هو يتلفت وراه. قالوا الناس .. أحنا يحكمنا ملك خواف ؟ ضحكوا منه العباد و سيبوا عليه من كل أنواع الكلاب من السلوقي للعربي للذئاب و هرب الملك و سموه المخلوع. عالخلعة الي كلاها قدام العباد. و فرحوا الناس فرحة كبيرة و ربي ينعم علينا بخيره.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين هو ملكهم الشين , لا صفة لا صفات , لا ملة و لا دين. زين الهاربين. هرب و خلالنا البلاد حرة و ربي لا ترجٌعله جرة. أما البلاد مازالت محكومة بالفساد و بالجهل الي زاد. و الجهل يا جماعة أكبر مصيبة هبٌطها ربي على العباد.


تلموا أهل البلاد و حبوا يستخلصوا موعضة من هروب المخلوع. و في عوض يستخلصوا العبر من انتصار العبد الحر و في عوض يتبعوا طريق الأحرار و يستنفعوا بالتغيير الي صار. قدُم واحد منهم روحه للعباد و هو في الأصل كان قوٌاد , و قاللهم الي الكلب الي زهر على المخلوع , هو الي رباه و علمه و سنسه بش كان يصادفه ما يرحمه. قام واحد من غادي و صاح و قال أنه الكلاب الي خلطوا عالكلب الي زهر على المخلوع هو الي رباهم و هو الي علمهم أنه وقت الي يزهر كلب خونا الأول يحضٌروا رواحهم بش يشدوا جرة المخلوع. تغاض من الحكاية قواد كبير بين الناس و دز العباد حتى و صل في وسط الحلقة الي تلموا فيها الناس و صاح أن الكلاب الي طاردوا المخلوع هو وياهم صحاب و محسوب يفطرهم هو كل يوم. قامت وحدة من غادي و جات تدز . أيا كل واحد يلزم حدوده, الكلاب الي طاردوا المخلوع محسوب خواتها و هي أقربلها من عائلتها. قام واحد يصيح و يعيط و قال أنه هو بيده محسوب كلب. و يعدي أياماته و هو يتسكع و يقتات مع الكلاب السايبة في البلاد. جاء اخر و صاح. قال أنه يعتبر روحه من سلالة الكلاب و حتى كان يتكلم ساعات أما هو يفضل أنه ينبح و بدى ينبح . و تبعوه برشة عباد هاو واحد هبط على ساقيه الأربعة ينبح و واحد هز ساقه على شجرة من غادي .. و عندك ما تتفرج على أهل بلادي. أيا سيدي هوما هكة و يخلطوا خلوط جماعة وخيان. قالك شنوة , قالك أحنا من صغرنا نهزوا ريوسنا للسماء و نبداو نعويو . و كان الملك ما يحبش شكون يعوي ياخي دكنا في الحبس. هذاكا علاش يلزم نرجعوا كيف ما كل كلاب بلادنا نعويو و نحكموا مع الي يحكموا بلاصة المخلوع.


وجاو هاك العباد-الكلاب في روس بهضهم : جماعة تنبح و تصيح .. وينكم وقت الي كانت البلاد تنبح ؟ و ما عمرنا ما شفناكم تعويو . و الي يعويو يصيحوا و يعويو وينكم وقت الملك كان يحبس فينا ؟ و الا فالحين كان في النبيح في الفارغ ؟


أما هاك الوليدات الي كانوا يحبوا البلاد للبلاد و العباد للعباد ما تشوف منهم كان الفاد. هذا بخلاف الي أيسوا و انظموا للفساد و تبدلوا من عباد أحرار لكلاب العار , بنبيحهم بعوائهم بالي زعمة زعمة فاق وثار.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين أهلها العابثين بمستقبلها , بتاريخها و بالي يصير فيها في الحين. ربي يحبس علينا العقل والدين. امين . امين يا رب العالمين.

dimanche, septembre 25, 2011

خرافة تونس و الحلم



يا سادة و يا مادة يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة. يحكيو على  طفلة صغيرة  اسمها تونس. في نهار و الربيع مربٌع كانت تونس راقدة على  ضهرها و تتفرج في السحاب , في السماء الزرقة , في العصافر الطايرين.  كانت متٌكية  في منطقة الكلها خضراء بالحشيش , شجرة توتة تضلل عليها من غير ما تغطي السماء و أقحوان داير بيها في كل الجهات.
هبطت تونس عينيها لركبتها الي توجع فيها. لقاتها مدمدمة و منفوخة. تبسمت  و عينيها ضواو : اخر مرة هذه يمد يده عليها حد.  هاك المجرم  المريض الي يحسب في روحه بوها (و هو في الأصل ملفق روحه لأنه راجل أمها و مش بوها) هرب و ماعادش ممكن  يرجع بش يعذبها و يستغلها و يعمل فيها الي ما يتعملش.  زادت تبسمت تونس أكثر و أكثر , هالحكايات متاع هاك المجرم  ما عادش يمسوها و ما عادش تحسٌهم لأنها تعتبرها صفحة و تطوات في حياتها و حلفت أنه حتى حد ما عاد بش يحط يده عليها. تونس توة رجعت بنيٌة صغيرة و رجعت البراءة الي افتقدتها سنين تنوٌر في وجهها. تونس اليوم   تولدت من جديد و رجٌعت عمرها الحقاني بعد ما كانت تتحمٌل في حمل أكبر من حملها و تحس في روحها عزوزة وقت الي ندادها يلعبوا و يتمتعوا بطفولتهم و يحلموا.
الحلم. هذاكا اش جات تعمل تونس تحت التوتة بعد ما خرجت من حكاية صعيبة ما تعرفش كيفاش نجات منها. المهم أنه المجرم طاردوه  الأشراف و هرب من غير رجعة و المهم الي هالاشراف منٌعوها من يدين السفاح في اخر لحظة قبل ما يقتلها نهائيا. خلات تونس اهل البلاء في البلاء و هربت  بجروحها بوجايعها تشم في نسمة الحرية  و تعاود تكتشف  في دنيا على محلاها. ما أبنها الحرية . حبت تجري و تغني أناشيد الطفولة لكن الحالة الي كانت عليها ما سمحتلهاش. أكتفت انها سايست روحها و بشوية بشوية اتكات تحت التوتة . و تحت التوتة ضحكت و هي حاسة روحها ما بين هواء و فضاء  و بحلقت في السحاب راسها الفوق و بدات حلمتها.
شافت تونس السحاب و ضحكت ضحكتها الطفولية و بدات تتخيل. قالت : نحلم  نكون حرة ما يمسني حد و ما يولي وصيٌ علي حتى حد و ما يتحوكم فيا حتى حد لا من قريب و لا من بعيد. ما يهمنيش فقيرة و الا غنية أما ديما بكرامتي و خشمي ديما الفوق.
تغيٌر شكل السحاب ياخي جاء في بالها حلم اخر. ضحكت و عينيها تملاو بالفرحة  و قالت : نحلم أنه يتكتب دستور بش ما يقعدش الحلم الي حلمته كلام في الهواء أما يولي واقع.
خممت تونس و هي تتفرج في السحاب و قالت : زعمة شنوة نكتب فيه هالدستور ؟
عصرت مخها و تحاملت على وجايعها و بدات تتخيل : كرسي.
ما فهمتش علاش وقت الي حبت تتخيل شنوة ينجم يكون في الدستور ما نجمت تتخيل كان كرسي. عاودت تونس ركٌزت و حاولت تعاود تحلم . لكن مرة أخرى ما جاء في بالها كان تصويرة كرسي. تفجعت تونس و وجهها صفار. خذات نفس طويل و عاودت حاولت تتخيل مستقبل أفضل عن طريق دستور يضمنلها حريتها لكن شي :  ما جاء في مخها كان الكرسي. تفجعت تونس و  ووجهها ظلام. ولى حلمها كابوس و رجعت تحس في وجايعها الي فهمت الي هوما جروح كبيرة و أخطر من الي كانت تتصور.  بكات من القهرة  و عاودت عصرت روحها و ركزت بالكشي غصرة و تتعدى . ايا يا تونس حاول تحلم ... شوف السحاب و راسك الفوق و أحلم .  كرسي , كرسي , كرسي. شي ما عادش تنجم تحلم و ما  يجي في بالها كان الكرسي. بدات تونس تحس روحها تضعف  و تحس الي وجايعها قاعدة تكبر و دمها ينزف. ترهبت و بعد ما كانت متأكدة الي  المجرم مشى من غير رجعة و لات شاكة و حست الي هو قريب و ممكن يرجع في اي لحظة و ممكن زادة يرجعلها  في وجه اخر كيما العبيثة . خافت تونس و شحبت. حاولت تتخيل مستقبل أحسن , حاولت تحلم بنهار يكون أحسن من  ماضيها التعيس لكن شي. كل ما تحاول بش تحلم تشوف قدامها كرسي. حاولت تونس تاقف و تهرب من هالكابوس لكن حست روحها الي ما عادش تنجم تقوم . حست بروحها ضعيفة و  في لحظة شكت و ما عرفتش روحها يا لندرى هي تحت التوتة تشم في نسمة الحرية و الا هي في قبر بعد ما قتلها المجرم و تدفنت نهائيا.

mardi, novembre 04, 2008

اليوم الوطني من أجل حرية التدوين : خرافة أمنا الخضراء



يا سادة يا مادة يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة.

يحكيو على مرى هجٌالة أسمها "أمنا الخضراء". كانت أمنا الخضراء مكسوبها في الدنية – بخلاف الثروة الي خلاهالها راجلها الأول- كان مكسوبها و ليٌد أسمه "عبد الحق" ...

بعد موت راجلها, خافت أمنا الخضراء على ولدها لا يضيع و هي ما عندها لا والي و لا تالي ... قالت خلي نعاود نعرٌس بش يلقى ولدي ,عبد الحق, أب يتلهى بيه ...

الوحيد الي رضى بمرى هجٌالة و مقطوعة من شجرة راجل ضرير أسمه عمٌار. لكن, في ضرف عام أمنا الخضراء مرضت و هز ربي متاعوا و خلاٌت في رقبة عمٌار هاك الوليًد.

خرج من عقله خونا عمار الأعمى و هو يسب في زهره المقوًد وسعده المكبوب الي خلاه بعد ما يطيح بأختنا الخضراء و ترضى بيه فماشي ما تهز معاه وذن القفة, يلقى روحه وحده و زيد من فوق مسؤول على غشير كيما عمل أربعة سنين.

هذاك علاش خونا عمًار كان ياسر على عصابه, من الزبيبة يسكر و يا ويل الي يطول معاه الحديث و الا يعكسه و الا يقله هكة و الا هكة.

في نفس الوقت كان عبد الحق فطين ياسر و ذكي ياسر و يخطفها و هي طايرة. و كيف الصغار الفايقين الكل, كان يسأل ياسر و ينسنس ياسر و يحب يعرف كل شي. كل زوز ثواني كان يسأل ابوه الجديد, شنية هذيكة, و علاش هذيكا, وعلاش نعملوا هكة مش هكة و علاش أمي توفات و علاش انت يا بابا ما تشوفش ... الحاصيلوا عمك عمار الي ما يحملش كلمتين خوات فد و طلعت روحه.

علاش مش نهار مولد, عمك عمًارفي الثنية هازز عبد الحق بش يطهرله و هاك الفرخ كيف العادة نافخله راسه بالأسئلة عالطهور و موجبات الطهور و الطهور في الديانات الأخرى ... تضرب في مخ وخينا عمار فكرة كيف التكرة.

يقرب من عمك الطهار صحيًبو ويوشوشلوا في وذنه ...

- قلي ... تحبشي تضمًن شوية فلوس على جنب ؟
- يا مريًض تاكلشي ...
- ساهل ماهل ... ماك مستانس تقص ماللوطة ... زيد أعمل قصة من فوق ...
- من فوق ؟
- أيه ... من اللسان ... وكل شي بأجره ...
- فما أجر من أجر ...
- بهيشي ؟ راك صاحبي ... و نعرف داك و شواك وين ... شربك الليلة عندي
- الليلة ؟ تي أنت وارث مرى هجَالة ما تعرفش خلاها وين ... ما نعرفش كيفاش رضات بواحد أعمى كيفك ... و زيد من فوق شحيح ...
- تي مش يقولوا الحب أعمى ؟ أيا يا سيدي ... أعمل الي يلزم و شربك من هنا لاخر العام عليا أنا ...
- أيواش ... توة نسمعك . زعمة مش حرام علينا ... الطفل مازال ملائكة
- هذاكا ملائكة؟؟؟ ... تي الشيطان سكوتي بالنسبة ليه ... وزيد ماك انت بش اتدخله للملة ... هاك فرد مرة بش تحفضله لسانه ... و كيف يكبر ما يكفرش و يخرج مالملة ..
- جبتها وجيت ؟ هات المقص و برى حضر شرب اليلة و يزي بلا تفلسيف زايد

طرق, طق ... ضربتين خفاف طهروه و بكموه

كيفما كعبة الأسبيرين, يا جماعة, هوما قصوا منهنا و عمك عمًار رتاح من هنا من التجوجيم و السين و الجيم و من التحديث و التكليم ... و عدًى ليلة للطلوع النهار كاس ليه كاس للطهًار.

أيا يا سيدي في عقاب اليلة و السكرة في طنبكها ... يهز الطهًار راسه, يشوف فوق كمادينو فردة ذهب خلاتها المرحومة من ضمن ما خلات. تلفت عاليمن و عاليسار, و حطها في جيبه. عبد الحق الي كان بين نوم و يقضة, فطن بيه و بدى يصيح.

- تي شبيه الفرخ يعيط يا طهٌار ؟
- و الله ما نعرف ... ستنى ستنى ... شوف الحلوف ... شرب مالدبٌوزة ياخي حرقته
- يا فرخ يا عايق ... الاما نهرسك ... بش تتربى

زاد صياح عبد الحق قدام هالظلم ... و بدى يحاول يتكلم رغم لسانه المبتور ... ما خرجت كان كلمة وحدة
- حق ! حق !
- لا يحقلك حق يا عبد الحق !

امشي يا زمان و ايجا يا زمان و عمك عمار على حاله : جلسات خمرية و أنس و طرب كل ليلة في داره و كبرت الحلقة من الطهار للخضار للعطار من الي يضرب عالدف للي يضرب على الطار ...شلة كاملة تمشي و تكبار. يجيو يعملوا جو مع عمك عمار و قبل ما يخرجوا كل واحد يغرف ما كتب يا ذهوبات يا تحف يا خيرات خلاتهم أمنا الخضراء في الدار. و عبد الحق بيناتهم, يتهز و يتحط و يعيط الكلمة الوحيدة الي يعرف يقولها "حق,حق" يجاوبه عمار و أصحاب عمار "لا يحقلك حق يا عبد الحق".

و الي زاد الطين بلة, أنه عمك عمار من الي بدى ليالي الأنس مع هذه الشلة ... بطٌل الخدمة.. جملة.

- أيا يا جماعة هانا شخنا مليح ... خلي من غدوة نرجع للخدمة ...
- خدمة ؟ أناهي خدمة يا سي عمٌار ...علاش أش تعمل بيها ؟
- تي ماهو الواحد ما يعرفش الدنية ... بالكشي ورث الخضراء يوفى ...
- يوفى ؟ تي يزي بلا هبال يا راجل ... تي هانا نشوفوا في الدار معبية بالخيرات و اذا وفات ما توفى كان بعد عمر طويل ... و زيد, مش كان تشيخ بيهم أنت توة خير ما يكبر هاك المقصوف ولدها و يولي يطالبك بأملاك أمه ؟
- أيه والله عندكم الحق ... امالا ليلة غدوة كيف اليلة ...سهرية و فراقها صباح !

كان عبد الحق ولد الخضراء يسمع في هالحوار و يقطٌع في شعره لأنه كان يشوف في الدار الي الجماعة يقولوا أن خيرها ما يوفاش, ولاٌت سقف و قاعة . و عبد الحق مقهور يعيٌط "حق, حق" ...

الجماعة كيف حطوا كل شي في جيوبهم و ما فضل شي, بداو يتغبنوا ... على خاطر مازالوا طامعين باش يقرقشوا ... تفاهموا في بعضهم و مشاوا كيف كل ليلة يسهروا عند عمك عمار

- يا عمار ... سمعت بحكاية المشاريع الي تربٌح ألف بالمئة ؟
- ألف بالمئة ؟
- أيه نعم ... أحنا الكل حاولنا نملكوا فيهم ... أما يا خسارة ما عندناش الخيرات الي عندك بش انجموا نشريوا
- كل واحد يمشي قد خطوته...
- هذاكا علاش خممنا فيك ... يلزمك تاخذ قروضات كبار ... أما مش مشكل ... عندك ما يكفي, تبارك الله, بش ترجعهم
- زعمة تقولوا ؟
- يا ولدي أحنا في بلاصتك ما نخمموش برشة ... و زيد أغنياء البلاد الكل يحبوا يدخلوا في المشاريع ... و كان ما نزربوش اطير عليك الفرصة ...

بدى عمك عمار يصحح في أوراق قروض ... عبد الحق يعيٌط من غادي عالحق ... و الشلة يتضيحكوا تحت حس مس ...

بالطبيعة الجماعة ضربوا الفليسات و تبخروا, بالطبيعة عمك عمار لقى روحه في قلبه و عدى اخر اياماته في الزنزانة.

أما عبد الحق, فشمٌر على ذرعانه و مشى يخدم ... يحب يرجع شوية من الي سرقوه لأمنا الخضراء ... و أمنا الخضراء في السماء و في التراب, تبكي من سارقي الحق ,تبكي على أهل الحق, تبكي على عبد الحق, و تبكي زادة على لسان عبد الحق

vendredi, janvier 05, 2007

خرافة من خرافات نرمالاند ..الأزهر و الحلم 3

يا سادة يا مادة يدلنا ويدلكم للخير و الشهادة. و الي عاشق النبي يصلي عليه. كلامنا اليلة فيه موعضة و حيلة و أحنا وإياكم نصليو على سيدنا صاحب الفضيلة. يا مولى الليم واليمون و الخبز و الزيتون أعطيني ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك نرجّعلك ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك ...و وقتها... وقتها,لا تبقى تسالني لا ليم و لا ليمون و لا خبز و لا زيتون.

من يوم الي حس روحو عالة , هج الأزهر -سيد الرجّالة- ...هجر أهل القيل و القالة و صاحب مولاة الأحلام ملائكة الجلالة, مقصودو يبلّغ و يتم الرسالة ... و الرسالة للي يعرف قيمتها عالة اذا هبطت على كتاف بنادم تولي حالتو حالة ... و ما يرتاح كان اذا تم اقواله.

و بما أنه فهم الأزهر أنه في الصنعة الي علمهالو سيدو يلزم يكرم وجهو بيدو و ما يبقى تحت رحمة حتى حد و ما يستنّاش شكون بمالو يفيدو, قرر أنه ما يضيّفو حد و ما يبات عند حتى حد . أهوكا يدور من بلاد لبلاد يروي رواياتو في البطاحي و القهاوي و في لمّات العباد ... كان حصّل ما كتب من فلوس, يشري ما ياكل و يبات في و كالة معنقر الكبّوس. و كان يزور بلاد ما تعطيش قيمة للحكايات يقعد جيعان و يشد جنب بهيمو في كوري و يبات.

خونا الأزهر ولّى سعيد. كل يوم ولّى عندو عيد. و الأيام تتوالى و ماتتشابهشي : مرة يلقى روحو عند أعباد يحطوه بين عينيهم و يكرموه و مرّة يلقى روحو عند ناس يقولولو انشاله لاباس ...و كان ما يخرجشي بساقيه الحجر و العصى ليه.

دارها الأزهر شليلة و مليلة من المدن الكبيرة للقرى و الهناشر للقبيلة و هو كل يوم يعطي موعضة و يتعلم من سفراتوا و مغامراتو مواعض جميلة.

حتى نهار من النهارات و هو ناعس فوق ضهر بهيمو فاق ... تهز و تحط ... فرّك عينيه ... ضحك ... تلفّت لملائكة الأحلام

- و الله صدق إلي قال إلي الدنيا صغيرة ... درت درت و رجعت منين جيت !

لقى سي الشبيّب روحو رجع لبلادو ... نقز من على ضهر بهيمو و بدات دموعوا تتناطر و هو ساجد يبوس في ترابها و يصيح " ما أغلى ترابك يا بلادي" وقف ودموعو سايحة و هو يحكي لملائكته :

- هنا تولدت و هنا تربيت هنا تعلمت و هنا قريت هنا حبيت و تحبيت هنا تيتّمت و هنا حفيت و هنا ديما عندي بيت .. ما أغلى ترابك يا بلادي...هوني نرقد و نرتاح هوني جدودي شدّو السلاح و لحرمة أرضك دمهم ساح ... ما أغلى ترابك يا بلادي !

ايا شد ثنية بلادوا و هو كل ما يلقى روحو في شارع من شوارعها يبوسو و كان قابل شجرة لعب فوقها و هو صغير يعنقها و هاو قابل فلان و هاو قابل فلتان و هو ينقز و يرتع من بقعة لبقعة كيف وليّد صغير كيما غلق 10 سنين.

زاد حس بقيمته وهو واقف بيناتهم العمامة فوق راسه, البرنوس فوق كتافه و هو يحكي و يتندّر بحكاية من حكايته و أهلوا و ناسوا يسمعو و يصليو عالنبي و سبحان ربي الي خلفلهم ولدهم الي خرج لا خدمة لا قدمة لا صنعة لا صنيعة براجل صاحب حكمة و حكايات و نوادر و غنايات و أفكار و شكايات.

ايا بعد ما كمّل خرافته استاذن من ناسوا و مشى تحت شجرة من شجر بلادوا عندوا معاها برشة ذكريات اتكى وهو يحكي لملائكة الأحلام على أيامات صغرو و تشيطينوا و انشاله يطلع صغر موش هبال.

هوما هكة و اذا بيهم يتلمو عليهم باطايون جندارمية

- اش فمة ياجماعة ماهو لاباس ؟

- اش من لاباس يا سيّد ...شنية هالهايشة الكحلة الي تدور معاك ؟

- يا ولادي هذيكا موش هايشة... هذيكة ملائكة الأحلام !

- ملائكة كحلة ؟ احنا نعرفوا الملائكة بيضة موش كحلة !

- يا ولادي راهي ملائكة الأحلام و كانها كحلة ...هذاكا على خاطرها تطلع لسائر العباد في الليل في وقت حلمهم.

- الملائكة بيضة ... و هذه ماهياش بيضة ... و انت سي الشباب ؟ شنوة الكلام الي كيف الظلام الي تحكي فيه للعباد ؟

- كلام موعضة و حكمة ...

- كلام كيف الظلام ! أيا يا سيد ما تبات انت و الهايشة متاعك كان في ضيافتنا اليلة وتقعد بحذانا حتى الي يحن ربي

- أنا أحبسوني على حسابكم ...أما ما يجيش تحبسوا ملائكة الرحمان

- كلمة وحدة ! ما تباتو كان في قلبه

هو يعارك و يناقش في الجندرمية في "ما يجيش منه" في "عيب" و اذا بهاذيكا الملائة تضرب اجناحاتها في بعضهم... بقدرة عالم... تلقى الجندرمية و أهل البلاد الكل في سابع حلمة. تفجع الأزهر و بدى يترجى في الملائكة :

- بالله سامحهم راهم ما يقصدو شي ..غير هذاكا حد علمهم !

- ما تخافش ...ما يصيبهم بلى ...غير باش نلقنهم درس يفيدهم ...غمض عينيك تلقى روحك معاهم في الحلم الي يحلموا فيه أهل بلادك الكل مع بعضهم.

غمض الأزهر عينيه يلقى روحو مع أهل مدينتوا و الناس الكل شايخة ... و كيف الي هاك الجندرمية لابسين بالأبيض واقفين مع ملائكة بيضة تسمع منهم أمنياتهم.

أيا مالول قالولها على بقايع ضهرتلهم ممسخة كان تنجّم تعطيها شوية مالبيوضية متاعها ... و اذا بيها هذيكا البقايع ولاّت بيضة ناصعة.

و من بعد بداو يتشهاو هاو البحر أزرق ياسر لوكان نبيّضوه و هاو السماء زرقة أكثر مالاّزم هات نبيضوها و من بعد خزروا لبشرتهم و بداو يبيّضوا في السمر الكل و من بعد داروا حتى على رواحهم باش يبياضو أكثر و أكثر ...

الحاصيلو هاو بيّضوا هذاكا هاو بيّضوا هذيكا ما خلاّو حتى شي ما رجعوهش أبيض ناصع حتى لين الدنيا الكل و لاّت بيضة تللّش و ولاّو معادش يشوفوا في رواحهم ...الكلو أبيض في أبيض ...بلعتهم البيوضية و بلعت معاها و جودهم كيف الماء كيف السماء كيف الكرسي كيف ابن ادم الكل على دينار يا مدام.

من الي كانوا فرحانين بهاك البيوضية و لاّو يتغبنوا و يتبكاو يا حسرة كيف كنّا موجودين و يا حسرة كيف كنّا ما نشبهو لحتى خليقة أخرى و لا لحتى صنيعة.

هوما هكة و تخرجلهم في الحلم ملائكة الأحلام بلونها الأسود ... فرحوا بيها فرح عضيم و كأنهم رجعتلهم نعمة البصر و بداو يشكروا و يمجدوا و يتحنّاو : في "محلى لونك" في "سلفنا شوية من كحوليتك" في "بجاه ربي خرّجنا من بيوضيتنا".

نفخت عليهم ملائكة الأحلام و أذا بلونها الأكحل يعم الأشياء البيضة الكل و يرجعلها فورمتها و كارها ...فرحوا أهل المدينة بألوانهم و هيئاتهم فرح كبير رغم أنهم مصورين بالأبيض و الأسود في هاك الحلم.

بعد شوية قام أهل المدينة من هاك الحلم الي ولاّلهم كابوس و اذا بيهم يشوفوا في ألوان الدنيا الزاهية ...فرحوا فرحة كبيرة و قاموا الأفراح و الأعياد أيام و أيام و من يومها و لاّو يقدسوا ملائكة الأحلام ...و لاّو يقدروا أهمية الأحلام ...و ولّى الأزهر عندوا مكانة كبيرة في بلادوا ... يحبوه و يقدروه و ياخذوا بكلاموا و من يومها و لاّو جندرمية هذيكا البلاد يلبسوا بالأسود باش يتذكروا أهمية كل الألوان في الدنيا.


(the End)

mardi, janvier 02, 2007

خرافة من خرافات نرمالاند ..الأزهر و الحلم 2

يا سادة يا مادة يدلنا ويدلكم للخير و الشهادة. و الي عاشق النبي يصلي عليه. كلام الأحلام و الغيب أحسن عجيب و أحنا وإياكم نصلو عالنبي الحبيب. يا مولى الليم واليمون و الخبز و الزيتون أعطيني ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك نرجّعلك ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك ...و وقتها... وقتها,لا تبقى تسالني لا ليم و لا ليمون و لا خبز و لا زيتون.

كيف ما سبق وحكينا بالنية, الأزهر شد الثنية زادو و زوادو بهيّم, عمامة و برنوص و جرد بطانية في مخو برشة حكايات في قلبو برشة شكايات قاصد ارض ربي في الظلام , مقصودو ملائكة الأحلام.

دوقة دوقة ...خطيوة خطيوة..مرة يقود البهيم , مرة البهيم يقود فيه حتى بدات شمس ربي تعم الدنيا و مع كل نور يشع الالوان تتجلى و الدنيا تتحلى و سبحان ربي من خلق و على. يلقى خونا الأزهر روحو على خطوتين من مدينة جميلة بساتين وقصور و نسمة عليلة. ربط بهيموا في كوري, سمى بسم الله و مشى يدور هاك المدينة شارع شارع, زنقة زنقة يسأل كل من هب و دب " يا سادة يا كرام شفتوشي ملائكة الأحلام". الي يقحرلو و الي عامل روحو ما سمعوش و لا واحد عبرو و جاوبو ... حتى لين الأزهر شك في روحو ...بالكشي يحكي في حوايجوا و الا بالكشي اهل هالمدينة يحكيو لغة أخرى ...حكى بالعربي, حكى بالقشمي, حكى بالمشامية ...كلامك يا هذا في النافخات زمرا.

أيا قال "خليني نغافلهم و نسمعهم بأناهي لسان يتكلمو" تخبى ورى شجرة و قعد يعس و اذا بيهم يتكلوا يا جماعة كيفي و كيفكم و كيف الأزهر وهوما يقّطعوا و يريّشو في فلان و في فلتان و من جملتها جبدوا على حجّام المدينة الي نعتوه بالثرثار و الي قالوا أن ما يعرفش يشد لسانو. هوما يهدرزو عالتلفيتة شافوا الأزهر قدامهم ...سكتوا و كل واحد منهم شد ثنية.

عمك الأزهر اش يعمل ...تفتف في جيابوا يلقى فيهم صوردي و إلا زوز, دق الباب على حانوت الحجّام و دخل.

- السلام عليكم

- ...

- خويا نحب نقص شعري

- ....

قعد الأزهر يحجم و الحجّام ياكل في روحوا شاد روحوا عالكلام. ما كان من الأزهر كان يبربشو شوية باش خونا يتحل في الكلام.

- قلي ياخي ديما تتعاملوا مع الضيف هكة ؟

- لا يا سيّد أحنا ناس كرماء نكرموا الضيف لكن في سبرنا ما تحكيوش مع الغرباء.

- يا خي ما تتعاملوش مع تجّار من برة مدينتكم ؟

- الازم في الازم ...اذا فما بيعة و شرية .

- كان نبيعلك حاجة ؟ تضيفني بحذاك ؟

- ما شفتش عندك حاجة تتباع يا غريب.

- يا خويا ضيفني بحذاك ... كان ما عجباتكش البيعة و الشرية قلّي "حنّك الباب"

ايا يا سيدي مشى لدار الحجّام ... حطلوا العشى و قالوا سي الأزهر, ايا خوذ عندك : .بدى يحكيلو و يخرفلوا و يتندّر و هذاكا الحجّام يسمع و يصلّي عالنبي حتى لين جاهم النوم.

من غدوة صحيبوا الحجام ولّى يحلف و يتكتّف : "بجاه ربي زيد أقعد بحذايا و الا عالقليلة ايجا ونّسني في حانوتي ما أخف ملائكتك ". خونا الأزهر ما كانش مالعاكسين, قال خلى نشّد جنب الحجّام خير ما نقعد و حدي. و قتلي الليل ليّل خونا الحلاّق استاذنو واحد من الأعيان في داروا أهوكة حاجة و حويجة : منّو يحجملو و منوا يسهروا و يتسامروا. أيا سي الحجّام كر معاه الأزهر. من الأول هذاك السيد تغشّش و قال –و هو يقحر للأزهر- " شنوة يا حلاّق ؟ جايبلي غريب في محلي ؟" جاوبوا و قالوا : " هذاكا كيفي كيفوا ... جاي يخدم على روحوا".

الحقيقة الأزهر ما خذلش صاحبو الحجّام و بدى يحكي و ينكّت حتي و لى مولى الدار يتبربص بالضحك و يقول "ما أخف ملائكتك يا راجل ".

و لاّشي سي الأزهر معروف في البلاد ...الي عندوا سهرية و إلا الي قالق يمشيلوا و يبدى يتعارك مع أهل البلاد الأخرين باش يفوز بليلة خرافات مع خونا الأزهر الي و لى يدخل ديار المدينة الكل من غير ما يستاذن و كأنها المدينة الكل داروا و كل ما يسمع حد يقلّوا "يا الأزهر ما أخف ملائكتك" يقول " يرحمك يا سيدي ... قلتلي وقت الي تلقى ملائكة الحلم ...هذاكا يوم سعدك و يضهرلي لقيتها و الحمد لله".

كثروا الضيافات و العشاوات حتى عمك الأزهر شد صحتوا و بداو الناس الكل يخممّوا باش يعرسولوا ببنية من بناتهم حتى في نهار من النهارات و هو يخرّف لواحد من أكبر أعيان البلاد قص على حديثوا و قالّو:

- لا ما عجبتنيش كيفاش توفى الحكاية ... نحب نهاية سعيدة

- لكن حكمة الحكاية هكاكة ... هكا علّمهالي سيدي و المغزى الكلو كي توفى هكة

- انا قلتلك نحبها توفى هكة و الا اليلة ما فماش عشى

تقلّق برشة الازهر من هاك الحادثة وياليتها وقفت غادي ... كل من هب و دب ولّى يدخّلو في حكاياتوا و يحب يبدلهم على كيفوا و إلا يبيتوه البرة ولا من غير عشى.

فهم الأزهر الي الحياة هذي ماتوالموش و الي الصنعة الي علامهالوا سيدو ما يلزمش يقعد بيها تحت رحمة العباد ..يلزموا يقعد ديما حر.

ايا لم الجرد الي عندوا استرجع بهيموا و قاللهم "في الأمان" . قالولوا " وين ماشي ؟ هو دخول الحمام كيف خروجو ؟ إحنا في سبرنا الي نعتبروه من أهل المدينة ما يلزموش يخرج منها "

هكاكة لقى الأزهر روحو محبوس في هاك المدينة. كان رضاو أهلها عالحكايات الي علمهملو سيدو يبيتوه عندهم و يعشيوه و كان ما عجبهمش الحال يبات في الكوري بحذى بهيمو جيعان قرسان.

حتى في نهار من النهارات و هو بايت في الكوري يبحلق في النجوم جاتوا فكرة. قال في عوض نقعد نعاود في الحكايات الي تعلمتهم خليني نحكيلهم حكايات كيف ما هوما يشتهاو لكن يلزم تكون فيها معاني و عبر تخصهم ... و هكاكا عدى اليلة و هو يبتكر و يقيس و الي ما ينجمش يقولهولهم في وجههم يعيشوا لأبطال الحكاية و " أضرب القطوسة تتربى العروسة"

كل يوم خرافة جديدة و كل حكاية فيها حجاب و باب و موعضة لأولي الألباب.

نهار من النهارات و الحال قايلة و سي الأزهر متكّي في الظل يستنبط في حكاية جديدة يلقى –اسم الله العظيم- جهامة عندها جوانح و كلها كحلة متكية بجنبوا.

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...أنس و إلا جان ؟

- لا انس و لا جان ... أنا ملائكة الرحمان

- ملائكة كحلة ؟

- أنا ملائكة الأحلام ... نخرج لعباد ربي في الظلام ... و كان ما جاش لوني الأسود ما يرقدوش في سلام

- تي هاك خرجتلي أنا في غرغور القايلة

- محروم الي ما يشوفني كان في النوم أما من نتجلالوا في النهار هذاكا من ربي مختار

- أنا مختار ؟

- عندك رسالة بلّغها

- ربي يعيني علّي بلاني بيه

من يومها ولّى وين يمشي الأزهر تمشي بجنبو ملائكة الحلم. و بدات –يا جماعة- حكاياتوا الي خلقهم تثمر : الي كان ساكت على حقّو ولّى يطالب بيه و الي كان راقد على وذنيه فاق و بدات المدينة تتبدل حتى حسوا أعيان البلاد الي الطرح بدى يتقلب عليهم من جرة سي الشباب "الأزهر" ... جابوا طبال يدور في البلاد و يعيط ان هالمسمي "الأزهر" سحّار محّار بدليل أن نهار كامل يدور مع جهامة غريبة و كحلة كيف الظلام.

تلموا العباد و قرروا أن يا إما هالسحّار يهج من البلاد يا إما يتلموا عليه و يشنقوه.

لقاها خونا الأزهر من الجنة والناس ...هز بهيمو و قصد ربي يمشي و يهدرز مع ملائكة الأحلام.

(to be continued)


samedi, décembre 30, 2006

خرافة امن خرافات نرمالاند ..الأزهر و الحلم1


يا سادة يا مادة يدلنا ويدلكم للخير و الشهادة. يحكيو على عويزب ما في حالوش أسموا "الازهر" و على عكس معنى اسموا دارت بيه الدنية ... ما عرفش من وين يدوّر وجهه ...يقول "يا هم" يقلوا هاني هوني ..يقول" يا مشاكل " يجاوبوه هنا هوني ... و الي برجو بالمرمة...يبات في سطل بغلي !

نهار من النهارات صحيبنا يتهامى في الشوارع يطيش في ساقيه تطييش يسمع في زويّز يوشوشوا : اش قالك اش قلتلك الحكاية فيها مصباح سحري ... مسّو تسمع حسو و تشوف بعينيك جني خديم يحققلك احلامك الكل !

ايا صحيبنا ما كانش مالعاكسين ... قال في قلبوا "بالله انا شنوة خاسر ... خلي انتبع السارق لباب داروا ...و حتى كان الحكاية ما تجدش عليا ...خليني نقصّر شوية الوقت و انسّي روحي همومي " ايا شد جرتهم ...هوما يمشيو و يتلفتو و هو يتّبعهم و يتخبّى ... التعب مخلوف و الي يسعى يلقى و يشوف.

ما فاق بروحو سي السيد كان في الخلى المخلي ... و هاك الزوز رجال قداموا واقفين قدام كوخ في الغابة...دزوا الباب تحل ... دز ركايبوا و خلط عليهم ...يلقاهم شادين مصباح يحكّوا فيه و يثبتوا و يناديو يا جان أخرج ...

هوما يستناو في الجني باش يخرلجلهم من وسط المصباح عالتلفيتة يلقاو جهامة راجل لابس ابيض في ابيض...لحية بيضة واقف قدامهم ...من الفجعة طيشوا هاك المصباح و وخروا التالي ...

- شبيكم لبيكم الي تطلبوه يجيكم بين يديكم

- نحبوا كدس فلوس ...و ...

- لا يا حسرة وقت الي كل جني يعمل اش يحب ... توا عندنا قوانين و سنديكة و في اطار العولمة كل واحد عندوا تخصص ... انا التخصص متاعي هو الحاجات الخيالية و الي مازالت ما توجدتش

- ....

- كان ما تعطيونيش امنية كيف ما شرطت عليكم في الدريج هذايا ... السنديكة تجبرني باش نردكم قرودة

كي سمعوا هاك الهدرة هذوكم الزويز قالوا فيها الحمى يا ستّار ...هربوا ساقيهم أعلى من راسهم و في حلّة الباب يلقى روحو خونا لزهر عينيه في عينين هاك الجاني.

- سمعت شنوة قلت لصحابك ؟ ايا الوقت محسوب عليك ...هاني نستنى..و انت يلزمك تتمنى.. والي يستنى خير من الي يتمنى

- هاذوكم ماهومش صحابي...

- الي يستنى خير من الي يتمنى

- نحب فلوس يطيروا و قصر حيوطو تتكلم و جنينة مزروعة بشجر أزرق ...

هو يجلب و يجيب و يقول فيها -هاك الجان- كيخ كيخ بالضحك.

- يا ولدي راني انس كيفي كيفك ... عملت روحي جان باش نهجج هاذوكم المسطكين –حاشاك- و يقيلوني ... وكل ما اننجم نعملوا هو ننفعك بنصيحة و نستدعاك عالفطور.

ايا فرح هاك الشويبيني بلزهر... ذبحلو دجيجة و طيبها و قعدوا ياكلوا ...هدرة تجبد هدرة حتى لين عمك الازهر ولى يحكي على سعدو الراقد و مشاكلوا و التابعة الي مكنتّو.

- قلي بالله ... ما تعلمتش صنعة تنجم تنطر بيها خبزة ؟

- جرّبت لكن ايديا موش خواة

- ايه جربتشي خديمة متاع صحة بدان ؟

- هاك تشوف فيا ...ذميّم ...تنفخ عليا نطير

- و لسانك ؟

- اش ينفع السان بالله بخلاف الخصام و الشتيمة

- خلينا نعملولها تعسيلة و من بعد نحكيو ...سلم الي قال "تغدى و تمدى"

-و الله حتى انا تعبت و انا من صبحة ربي شاد جرة هاك الزويّز

ايا يا سيدي كل واحد شد جراية و رخاولو سويعة من زمان وقتلي فاقوا تلفت هاك الشويبيني للزهر.

- قلي ... حلمتشي ؟

- و الله حلمت حلم غريب عجيب...

و بدا خونا اللزهر يحكي و يوصف في حلمه و هو هاو وقف هاو قعد هاو صيّح هاو وشوش ...و بعد ما كمل حكايته قالوا هاك الشيباني.

- تي هاو دبرت خدمة ؟

- اش خص سعدي ... عن اناهي خدمة تحكي ؟

-الحكاية و مافيها اني خرّجت حكاية المصباح السحري بين الناس باش يجيو لداري و نجرّبهم... على خاطرني نلوّج على شكون عندوا مخيلة كبيرة و لسان يغزل الحرير...كيفك بالضبط

- اش يعمل السان في هالزمان ؟ ياخي السان ينطّر الصوردي ؟

- ينطّر حتى الملاين ... كان يعرفوا قيمته ! قلي ...اش قولك كان نعلمك صنعة ...

- يا مريض تاكلشي ...من توة اعتبرني الصانع متاعك

- نعتبرك ولدي ... و ربي يستر... ايجاني غدوة الصباح ...و الصباح رباح

عالفجورات رجع الازهر لهاك الكوخ, استقبلو هاك الشويبيني ... قالوا أقعد قعد ... بداو يحكيو حتى لين ولى هاك الشويبيني يخرفلوا في خرافات و يحكيلو في حكايات عمرو ما سمعهم

- و الله يا بابا كلامك كيف العسل ... لكن هاو الدنيا بدات تظلام و أحنا ما خدمنا حتى شي و ما تعلمت منك حتى صنعة

- الصنعة ما تتعلمش في نهار و ليلة و الصبر جميل

رجعلوا من غدوة , بعد غدوة , جمعة ...جمعتين و هاك الشويبيني عزوزة ما همها قرص ...يخرف و يتندّر ... يلعب و يفدلك و عمك الازهر من شيرة شايخ عالهداري و من شيرة اخرة قلبوا يوجع فيه على خاطروا في عوض يمشي يلوّج على خديمة تنفعو معدي اياماتوا في الضحك و الفدلكة ..كيف قطاطس باردو...الجوع و الخلاعة !

مرّت شهور و شهور حتى في نهار من النهارات و هو يستنى في خرافة اليوم ...خزرلو الشويبيني و قالو.

- اليوم انا تاعب ... انت احكيلي ...

- لكن يا بابا كلامك طريف خفيف نضيف و الكلو حكمة و موعضة ...كان نعرف قدري يلزمني نتصنّت و نسكت ...و كيما تقول انت ديما "جلّ من عرف قدره" .

- يا سيدي رجّعلي شوية مالكلام الي سمعتو من عندي و عفى الله عمّا سلف

بدى سي الازهر يحكي بحشمة و من يوم اليوم يتسرّح في الكلام و يزيد من عندو يبرقش و يزركش في الحروف و المعاني ... حتى في نهار من النهارات قص على كلامو هاك الشيباني.

- ماليوم يا الازهر يا ولدي باش تتوكل و تمشي تخدم على روحك ... و هاو باش نهديلك ماعون الخدمة.

دخل الشويبيني لبيتو يتفتف فيها , خونا الازهر يستنى في بالة و الا بيوش و الا ماعون حجامة و الا خياطة, يخرجلو هاك الشيخ بعمامة و برنوس.

- هذاكا ماعون الخدمة يا بابا ؟

- هذاك هو ... توكّل على ربي ...و هز البهيم متاعي ...أنا كيف ما تشوف كبرت و ماعادش نقدر عالخروج

- و اش نية الخدمة يا بابا ؟

- خدمتنا فاللسان و الكتاب و كل حكاية فيها حجاب و باب ... صون لسانك يصونك ... يقولو "كان الكلام من فضة السكوت من ذهب" و انا نقول الذهب ثمين و حتى الفضة ثمينة و الصايغي الفنان هو الي يعرف وقتاش يحط في صياغته ذهب و وقتاش يحط فيها الفضة.

- و الله ما فهمتش شنية الخدمة

- اقصد ربي تو تفهم ... و ما تنساش ان كل انسان عندوا ملائكة يحرصوه ..انت اقصد ربي ولوّج على ملائكة الحلم ... نهارة الي تلقاها...هذاك نهار سعدك.

طلع الأزهر على هاك البهيم قاصد أرض ربي ... و أرض ربي واسعة و فوق راسو هاك العمامة ...لابس هاك البرنوس يلوج من بلاد لبلاد على ملائكة الحلم.

(to be continued)