dimanche, avril 15, 2012

خرافة حرية الكلب


قال زكرياء لعبعوب ..".هل تعرف أيها الكلب أصل الكلاب" ...لم يقل عبعوب لزكرياء ..."الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما" ...بل فتح عينيه كالأحمق ...وتدلى لسانه وهو يسمع القصة ....قال زكرياء ..."يحكى يا عبعوب الكلب ...أن بنت احد الملوك في قديم الزمان وسالف العصر والأوان قد امتنع عليها النوم وأصابها الأرق بفعل عواء الذئاب المتكاثرة حول أسوار المملكة ..فاشتكت الأمر لأبيها الذي أرعد وأزبد وأمر الوزير الذي دبر قبل أن يطير رأسه ...استقر الأمر على إلقاء المحكوم عليهم بالإعدام خارج أسوار المملكة أحياء لتتدبر أمرهم الذئاب – ماداموا سيموتون بالمقصلة أو بالمشنقة أو بمخالب الذئاب – وهكذا سكن العواء برهة ونامت الأميرة ليال هادئة ...ولما نفذ رصيد المحكوم عليهم بالإعدام تقرر إلقاء المرضى الميئوس من شفائهم رحمة بهم وإنقاذا لهم من الم المرض وهو ما لم يدم طويلا ...وعندها تم الالتجاء إلى الحيوانات المسنة والنطيحة والعجفاء والبتراء لتأكلها الذئاب هنيئا مريئا...ولما شحت موارد الثروة الحيوانية قرر الخدم إلقاء فواضل الموائد وما عافه الملك من مآكل وحلويات ...والغريب يا عبعوب الكلب ....إن ذئابا عديدة لم يرضها الوضع الجديد ورفضت أكل الزبالة والجيف فانطلقت إلى أدغال الغابة لتمارس فعل الفتك الشجاع وافتراس اللحم الحي بعرق مخالبها وأنيابها ....غير أن ذئابا – رخيصة – رضيت بالقليل و اطمأنت إلى استهلاك الفواضل الملكية و استقرت حول الأسوار تنتظر رزقها دون عواء أو احتجاج ...وبمرور الزمن توطدت علاقتها مع الحراس وتحولت إلى حيوانات داجنة لطيفة ....ثم سمح لها بالدخول و أصبحت تتجول في شوارع المملكة بعد أن فطست أنوفها وقلعت أنيابها و قلمت مخالبها و ترهلت عضلاتها و ارتخت آذانها وتحولت بسحر الفواضل كلابا سائبة ...الكلب ...يا "عبعوب" ذئب فقد كرامته يا ابن الكلب ...."  
الياطر - حنا مينة 





يا سادة , يا مادة يدلنا ويدلكم للخير و للشهادة. والي عاشق النبي يصلي عليه. يا مولى الليم و الليمون و الخبز و الزيتون أعطيني ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك, نرجعلك ليمك و ليمونك و خبزك و زيتونك. و وقتها.. وقتها لا تبقى تسالني لا ليم و لا ليمون , و لا خبز و لا زيتون.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين هو ملكهم الشين , لا صفة لا صفات , لا ملة و لا دين. كان الملك الشين بالإضافة لعيوبه الألفين , مجرم قتٌال أرواح, لا سلم منه لا زرع و لا ناس و لا حرث و لا ساس و لا زنازة و لا عراس و انشاء الله ربي يبعد علينا النكد و الباس.


أيا يا سيدي بن سيدي, ملك عهد الرصاص , مشٌى أهل بلاده عالحصحاص . و الي يتحرك هكة و الا هكة , بحد السيف يتضرب الراس و ما تنشفش العروق , بالدم تسيل و تسيل و يذوقوا الشرفة الويل, يموتوا كبار الحومة و تطلع الرباية المشومة , و ما يبقالنا ذكرى مالبلاد كان الحشومة .


و بما أن أرضنا ولادة, و بما أن ربي ديما راحم عباده, البذرة الطيبة ما انقرضتش , تلقاها هنا و غادي , صحيح مش موجودة بكثرة أما , من وقتاش الكثرة تعني البركة ؟ ربي خلق وليدات و بنيات يحبوا البلاد للبلاد و يحبوا العباد للعباد و لا عندهم لا مصلحة و لا غنيمة لا سلاح و لا عتاد. سلاحهم ايمانهم بعيشة خير و بتاريخ كبير و مستقبل غزير و حرية تنير. هالوليدات يا جماعة , حطوا اليد في اليد, لمصلحة البلاد و هوما يعرفوا أنه كان فما شكون منهم تشد , ما يسلم حتى حد. و فعلا كان الملك الشين يعمل حملات بش يقص راس كل من بكلمة الحق طول اللسان و جندلهم للردع الانس و الجان.


و ما أكثرهم القوادة يا ناس, تهز عينك ما تشوف كان البوليس و العساس و البوليس الي يعس عالبوليس و العساس الي يعس عالعساس و الناس الي تعس عالناس و الحيوط الي فيها وذان و الوذان الي فيها حيوط و ورقة التوت الي خباها القاضي و القاضي الي بالظلم راضي و المظلوم الي راضي بالقاضي و ظلم القاضي و العبد الي ما يفرقش بين مستقبل و بين الماضي.


بين هالناس الكل تلموا ناس شرفاء, حطوا اليد في اليد, عملوا الي يقدروه و الي ما يقدروهش بش يرجعوا الحق لأهل الحق, أيا سيدي, تفاهموا نهار بش يتحداو الملك الشين و هوما مش عارفين بعمايلهم لوين واصلين. ينجم يكون الحبس, القتل و الا للثنين. خرجوا و تفرقوا في البلاد و بدى واحد منهم يصيح من الظالم و من الظالمين , من الفساد و الخامجين , من العباد الي لا مبادئ لا أخلاق , لا ملة و لا دين. يسمع الملك الهالك يهبٌط جيشه فيالق... شكون هالماكر , الي لخيرنا ناكر ؟ أصلبوه .. أقتلوه ... تحت ساقيا تسجٌدوه. بداو هاك القوادة و قوادة القوادة و العساسة و الساسة و اللحاسة .. الكلهم هبطوا يلوجوا على المجرم بش يعتقلوه. و اذا بيه صوت اخر يعلو في طرف المدينة من الجهة الأخرى يعيط و ينادي ..يا ناس يا أهل بلادي و هو يصيح وينين من الظالم و من الظالمين و من الفساد و الخامجين و من العباد الي لا مبادئ , لا أخلاق , لا ملة و لا دين. تكبس الملك, الحكاية دخلتله شك. و درج من بعد و الا درجين تزادوا للمناديين اثنين و زادوا ثنين اخرين و عمت المطالبات المدينة و زادت مدينتين. هبل الملك و الغيظ بلاه... شكون يتجرئ في مملكته يتحداه . و كيف شاف الي قوٌادته فشلوا و ما فرهدولوش على داه. قرر أنه يهبط بنفسه و يرجع الماء لمجراه.


هبط الملك وسط البلاد , من الخوف تقطع النفس عند العباد, و لا تحرك لا حي و لا جماد. و بدى هاك الملك يفنص في الناس و يرعشهم بصيحة , و الي تعدى قدامه ينزل على مرمته بطريحة. يصادف , يا جماعة, أنه فما كلب متعدي من غادي, يشوف في واحد يعارك و يشالي و ما سلم منهم لا تالي و لا مالي. تبع غريزته و بدى يكشر على أنيابه. ويستنى في الفرصة بش يمترش هاك الراجل الي ما سلم منه حد. سمعوا الناس صوت هاك الكلب و هو يغرغر بالغيظ على الملك, قالوا رحمة الله على الكلب و مولى الكلب و الي ربي الكلب و حومة مولى الكلب و عرش أهل مولى الكلب و مولى الباش و أهل مولى الباش. تلفت الملك يشوف في الكلب يحضٌر في روحه للهجوم , تخلع المشوم. و هو كان معقد من الكلاب, ملى في الصغرة عضه كلب. خاف و تربث و بال على روحه من الخلعة. و عمل الحمى يا ستار : هج جبته الفوق و هرب و هو يتلفت وراه. قالوا الناس .. أحنا يحكمنا ملك خواف ؟ ضحكوا منه العباد و سيبوا عليه من كل أنواع الكلاب من السلوقي للعربي للذئاب و هرب الملك و سموه المخلوع. عالخلعة الي كلاها قدام العباد. و فرحوا الناس فرحة كبيرة و ربي ينعم علينا بخيره.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين هو ملكهم الشين , لا صفة لا صفات , لا ملة و لا دين. زين الهاربين. هرب و خلالنا البلاد حرة و ربي لا ترجٌعله جرة. أما البلاد مازالت محكومة بالفساد و بالجهل الي زاد. و الجهل يا جماعة أكبر مصيبة هبٌطها ربي على العباد.


تلموا أهل البلاد و حبوا يستخلصوا موعضة من هروب المخلوع. و في عوض يستخلصوا العبر من انتصار العبد الحر و في عوض يتبعوا طريق الأحرار و يستنفعوا بالتغيير الي صار. قدُم واحد منهم روحه للعباد و هو في الأصل كان قوٌاد , و قاللهم الي الكلب الي زهر على المخلوع , هو الي رباه و علمه و سنسه بش كان يصادفه ما يرحمه. قام واحد من غادي و صاح و قال أنه الكلاب الي خلطوا عالكلب الي زهر على المخلوع هو الي رباهم و هو الي علمهم أنه وقت الي يزهر كلب خونا الأول يحضٌروا رواحهم بش يشدوا جرة المخلوع. تغاض من الحكاية قواد كبير بين الناس و دز العباد حتى و صل في وسط الحلقة الي تلموا فيها الناس و صاح أن الكلاب الي طاردوا المخلوع هو وياهم صحاب و محسوب يفطرهم هو كل يوم. قامت وحدة من غادي و جات تدز . أيا كل واحد يلزم حدوده, الكلاب الي طاردوا المخلوع محسوب خواتها و هي أقربلها من عائلتها. قام واحد يصيح و يعيط و قال أنه هو بيده محسوب كلب. و يعدي أياماته و هو يتسكع و يقتات مع الكلاب السايبة في البلاد. جاء اخر و صاح. قال أنه يعتبر روحه من سلالة الكلاب و حتى كان يتكلم ساعات أما هو يفضل أنه ينبح و بدى ينبح . و تبعوه برشة عباد هاو واحد هبط على ساقيه الأربعة ينبح و واحد هز ساقه على شجرة من غادي .. و عندك ما تتفرج على أهل بلادي. أيا سيدي هوما هكة و يخلطوا خلوط جماعة وخيان. قالك شنوة , قالك أحنا من صغرنا نهزوا ريوسنا للسماء و نبداو نعويو . و كان الملك ما يحبش شكون يعوي ياخي دكنا في الحبس. هذاكا علاش يلزم نرجعوا كيف ما كل كلاب بلادنا نعويو و نحكموا مع الي يحكموا بلاصة المخلوع.


وجاو هاك العباد-الكلاب في روس بهضهم : جماعة تنبح و تصيح .. وينكم وقت الي كانت البلاد تنبح ؟ و ما عمرنا ما شفناكم تعويو . و الي يعويو يصيحوا و يعويو وينكم وقت الملك كان يحبس فينا ؟ و الا فالحين كان في النبيح في الفارغ ؟


أما هاك الوليدات الي كانوا يحبوا البلاد للبلاد و العباد للعباد ما تشوف منهم كان الفاد. هذا بخلاف الي أيسوا و انظموا للفساد و تبدلوا من عباد أحرار لكلاب العار , بنبيحهم بعوائهم بالي زعمة زعمة فاق وثار.


يحكيو على بلاد, يحكمها الظلم و الفساد و عاملين فيها شاطح باطح الفُسٌاد و ربي يبعد علينا بلى العباد. و زميم الفاسدين أهلها العابثين بمستقبلها , بتاريخها و بالي يصير فيها في الحين. ربي يحبس علينا العقل والدين. امين . امين يا رب العالمين.