mardi, février 19, 2013

حكايات أوراق (الجزء 3 و الأخير) ه




-6-


بيرو معبي بالدوسيات. غبرة. عباد داخلة و عباد خارجة. المسؤول الي قابلته المرة الأولى و عفس فيا مش موجود. بركاتك يا ثورة. فما مرى في بلاصته محضبين عليها برشة عباد.
-  شنوة قلتلي اسمك ؟ غريبة ... مش موجود دوسيك
- مادام المرة الي فاتت زادة راني قدمت طلب ""اعادة نظر" و ضيعتولي الدوسي ... مش معقول هكة.
- ايواش اهوة .. لا ما شافوهش دوسيك سي وسام
- ...
- تعدى على اللجنة لكن برشة دوسيات ... قالوا مادام ما خذيتش المرة الي فاتت و بما أن ما فماش وراق جدد ما نظروش فيه.
- يا مدام, قالولي أن القرار خاطئ و ان من حقي اني ناخذ معادلة حتى اذا عملت عدة اختصاصات
- شكون قالك هالكلام ... ياخي تعرف خير من اللجنة ؟
- تي هاو قلتلي الي اللجنة ما نظرتش فيه  ... و الي قالولي اكبر اساتذة في جامعات تونس ..
- ما فماش علاش اللجنة تضيٌع وقتها في دوسي ديجا تعدى و ماجدٌش فيه جديد
-  تعدى قبل الثورة ... من وقتها الى توة , صارت ثورة في البلاد ..
- اه بش تبدى تحكيلي بمنطق الثورة ؟؟؟
- بالله فسرلي . حاجة برك نحب نعرفها, توة عندي قداش من شهر و كل مرة هاو ماصارتش لجنة , هاو دوسيك ضاع, شبيك ما قلتليش الكلام هذا من الأول ؟ ثم بالله علاش التعقيدات هذه الكل ؟؟ توة يا رسول الله ما تنجموش تحددوا ليستة في الجامعات الي تعترفوا بيهم خير من التجوجيم الي تعملوا فيه لينا و الى رواحكم ؟
- أكهو, هذاكا اش علمتكم الثورة ... كان طولة اللسان. ياخويا  مطلبك مرفوض سامحني البرة.

-7-
 سبحان ربي. كان التونسي وقت الي يتعدى  قدام القصر الرئاسي يبدى يستراسي و ياويل الي يخرٌج مُصورة و الا ينقٌص في السرعة. انتهى عهد الرعب و هاني توة في وسطه و بش نخدم فيه.
- هذا بيرو تنجم تقعد فيه حتى لين نحضرولك بيروك. عندك الكمبيوتر هذا تنجم تستعمله , التلفون هذا 
يتعدى بالسطوندار و هذا تلفون داخلي تكلم زملائك بيه و كان تحب تنجم تطلب قهوة من خلاله زادة.

دخت في سيستام القهوة في ادارة مؤسسة الرئاسة  و الي نتصوره معمم على أغلب الإدارات : تهز
 التلفون. تكلم الحاجب. الو. الو. نحب قهوة. شنوة تحبها. كابوسان. الله يبارك. يعلق الحاجب. يكلم  النادل الي مكلف بعدد معين من البيروات. ألو. ألو. طالبين قهوة. شنية القهوة.كابوسان. الله يبارك. النادل الي يقعد في الكلوار يمشي للمشرب. أهلا. أهلا. طالبين قهوة. شنوة القهوة. كابوسان. لا ماعنديش حليب. يرجع النادل للكولوار. يكلم الحاجب. الحاجب يكلمني. ما عندوش حليب. امالا هات قهوة عربي. الحاجب يكلم النادل. أمالا هات قهوة عربي. النادل يمشي للمشرب. قهوة عربي. القهواجي يحضر قهوة عربي. يهبط النادل. يجيب القهوة. يعطيها للحاجب. الحاجب يدخٌل القهوة. الحاصيلو خلق قهوة في 
الادارة التونسية خيرمن البرازيل وقت الي تكور.

كان عدة اصدقاء لحٌوا عليا أنني نستغل معرفتي بالأشخاص و مديري الدواوين الوزارية بحكم خدمتي الجديدة في ديوان الرئاسة بش نعرض عليهم مشكلتي الشخصية مع حكاية المعادلة, الا أني رفضت قطعيا أنني نستعمل اي نوع من نفوذي لأغراض شخصية. ياخي علاش امالا عملنا ثورة ؟ مش بش نقطعوا دابر الماضي الأبله السيئ ؟

-8-

انهيت مهامي في مؤسسة الرئاسة. توحشت السينما , توحشت الفن.
وقيت بش نرجع نشوف حكاية المعادلة فماش ما يخلصوني في العام الي خدمته و تعبت عليه دون اي أجر و فماشي ما نرجع نقري السنة المقبلة.  الصدفة حتمت اني نكون في قعدة مع المشرف على المعادلات في وزارة التعليم العالي. الي بعد نقاش طويل على مدى جدية الي يعملوا فيه. ما لقى باش يبرر كل هذا التعقيد الاداري الا بأن "الفرنسين كيف يشوفوا تونسي في لجنة نهائية متاع ماجستير ينجحوه حتى لو كان لا يستحق و لذى ما انجموش نقبلوا الماجستير الفرنسي بطريقة مسلٌمة" . جيت بش نقول له أن الفرنسيين ما يطلبوش التثبت في جنسيات الطلبة الي يقراو عندهم قبل ما يعملولهم امتحانات. من بعد قلت .. توة السيد متغلغل و شايخ بثقافة المؤامرة و انا بش نجي نطيح كل شي في الماء ؟ خليه شايخ. كلمة في كلمة. عرف اني مخرج و بدى يتعاطف مع قضيتي الى ان طلب مني أني نجيه الى مكتبه لتدارس الأمر.
ما كنتش من العاكسين, سندت ضهري بصديق استاذ يعتبر قيمة ثابتة في الجامعة التونسية فماش ما نقنعوه بمشروعية مطلبي  و مشيناله  للوزارة. لقينا رواحنا في بيروا معبي بالكرادن و الوراق لدرجة ما فماش وين تقعد. حاولنا نلقاو كيفاش نقعدوا. طلب مني أوراقي وشهايدي بدى يتثبت فيهم و هو يبحلق فيهم أكثر من درج. ثم قام و كأنه جاته فكرة جهنمية و خرج يسأل زملاءه . رجع وقالي :
-  انت قبلوك في الماجستير. يعني عملولك معادلة بين دراساتك في تونس و الدراسة في فرنسا ...
- ...  راهو في فرنسا , ما عندهمش برشة هال ...(شوية لا فلتت العقد) هالتعقيدات
- لا تعقيدات لا شي .. هكة تجي الأمور الجدية ... مش نسيبوا الماء على البطيخ
-  ...
- باهي تعرف كيفاش ؟ زيدني للدوسي ورقة تثبت أنك تقبلت في الماجستير
- أنا عطيتك الماجستير نفسه .. مادام عندي ماجستير يعني بالضرورة تقبلت في الماجستير
- عيش ولدي ... نقص من كسوحية الراس. جيبلي ورقة تثبت انك تقبلت للماجستير و دوسيك انشاء الله يتعدى

-9-

- تفضل .. شنوة عندك ؟
- مطلب معادلة ...
- تراه اعطيني الورقة ... لا الإسم هذا ما عنديش ... ارجعلي الأسبوع الجاي .. و الا تعرف كيفاش ؟ برى ستنى لحظة تو نرجعلك
بعد قريب نصف ساعة. كملت الموضفة دردشاتها الصباحية  حول قهوة مع زملائها و خرجت لقاتني مازلت نستنى.
- الاسم هذا ما يظهرليش عندي ... خليني نلوج.
- انت بيدك مادام قلتلي ارجعلي بعد شهر و قلتلي ان الملف متاعي كامل و مافيهش لبس.
بعد نصف ساعة اخرى بحث. و بالتعاون مع موضفة اخرى إتضح أنه لم تتم اللجنة المقررة في جانفي و تم تأجيلها شهر اخر.
- انت قدٌمت في اللجنة قبل ؟
- ايه قدمت.
- علاش يعيش خويا تغالط فيا ...
- علاش نغالط فيك ؟؟؟
- تي ماهو قول من الأول .. أهوا دوسيك. إنت تعديت على اللجنة مرتين قبل, مش ممكن تتعدى على اللجنة مرة ثالثة.
- لكن سي فلان المكلف بالمعادلات هو الي استقبلني و عطاني الحق و جيناك الى مكتبك و وريناك الدوسي و قبلته سيادتك و قلت الي ما فيهش لبس و ما فما كان الخير.
- سي فلان راهو ماعادش يخدم في المصلحة متاعنا , نقلوه ..
- وبرى كان نقلوه ؟ يا مدام ما يجيش هكة ... عديت قريب تلاثة سنين من حياتي و أنا ماشي جاي عليكم على جرد ورقة ... عيب راهو .. عيب ...
- خويا هذاكا القانون .. تعديت مرتين أكهو ... أوفيت حضك ... تقعد  تتعدى  زادة مرة الثالثة ؟

عامين التالي كان في بالي الي بش تصير ثورة  حقيقية في تونس ... أما بلادنا تحكمها القهوة الي تشربها الموضفة. هاك القهوة الي  يجيبهالها  الحاجب. بعد ما يكلم النادل الي يكلم القهواجي. و اذا القهواجي نهارتها متعارك مع مرته و ما حبتش ترقد معاه ليلتها, يجي للخدمة مهموم و ما يعصرش القهوة مليح. و بما أن الحاجب متهارد هو و النادل و بما أن القهواجي الي مش في صحنه طيرها للنادل الي بدوره دز فازة للحاجب خلاه يرعش. و وصلت هاك القهوة  الي   لايزي لا مطعم لا صفات , و لا يزي فايضة من كل شيرة جراير رعشة الحاجب. و بما أن صديقتنا الموضفة تستباخت بقهوة الصباح و تأمن  الي من خلال حالة القهوة الصباحية الأولى , يمكن نتكهنوا بحالة اليوم كيفاش بش يتعدى, و بما أن بالنسبة ليها الاستشعار عن بعد لحالة اليوم عن طريق القهوة الصباحية أصدق من أبراج جريدة الصباح الي ما تفلتهاش كل يوم,  تغم عليها قلبها أختنا الموضفة و رعشت و حست ان النهار بش يتعدى مشوم شايم و طارتلها النفحة و حتى كيف حبت تعمل جو  وتهدرز مع الزملاء على الصباح و عيطت في وجهي  وقالتلي برى استنى فماش ما تعدل اللة مزاجها, شي, قعدت مش قد بعضها, و بما أنها مش قد بعضها و يلزمها تلوج على دوسيا الي ما لقاتوش و الي اتهمت زميلة اخرى في البيرو -تسالها مغرفة- انها تحط الدوسيات وين جاء و بدون نظام, زاد تعكر صفوها, و هكة فيسع طلع قانون "المرتين" الي ينص حرفيا أن : كان تعديت على لجنة مرتين ما تنجمش تتعدى تلاثة مرات. و كانك قاري في اكبر جامعات فرنسا يلزمك ما تكونش قاري برشة قرايات لأن في سبرنا الي يقرى برشة يتمخوج و احنا عباد نحبوا الناس مخها فوقها و حيط الحيط و ما عندهاش لا هكة و لا هكة .. و تعرفوا كيفاش ؟ هاني بش نعاود نهج. أقعدوا فيها.  

5 commentaires:

touta a dit…

مرحباً بعودتك يا صديقي ولو إنو التدوينة هذي توجع القلب..لا محالة حال لبلاد بكلو يوجع القلب

Gouverneur de Normalland a dit…

شكرا على المتابعة و الإهتمام و التشجيع

houssam a dit…

حلوة، في إنتظار المزيد من الأعمال :)

Gouverneur de Normalland a dit…

شكرا حسام

Unknown a dit…

J'aime bien : le style, bien ancré dans le réel. C'est une véritable poésie du quotidien tunisien qui demeure regrettable s'il n'empire sous cette Troïka gouvernante d'un pays qui reste Grand malgré l'étroitesse d'esprit de ses institutions. Ce pays t'a enfanté et te veut témoin de ton siècle, de cette "7e9ba" comme ça te plait de l'appeler. Alors, continue de nous enchanter par tes témoignages et relate nous, encore, de tes histoires :)