Affichage des articles dont le libellé est سخطة على مخهم. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est سخطة على مخهم. Afficher tous les articles

lundi, octobre 15, 2007

يوم الجلاء من الماء


عدّيت حياتي و انا و الطبعة للعنكوش أنزقزق من قلتة لقلتة انّقز في حفر الزيقوات و أنا تقولش عليا انديانا دجونس في زمانوا و كنت ديما متقبّل هالأمر كيف ما يتقبل أنسان ما قبل التاريخ أن دينصور و الا هايشة تاكلو اخوه و الا مرتو.

و نهار من نهارات لقيت روحي في باريس و المطر عاطية ما عندها نصف ساعة , ساعة , ساعتين و هي تجبد حتى لين وجهي صفار : في بلادي في نصيّف ساعة تاكل بعضها و تولي ما تلقى كيفاش تتعدى. بعد ما وفات المطر قلت خلي نمشي نتفرّج في باريس و هي تشطح في الماء و القلت و الطباعي. خرجت, قطرة ماء في الشارع ما فمّاش !

تعجّبت, و أوّل ما رجعت للبلاد قعدت نسأل في المسئولين و المهندسين في تصريف الماء. الكلهم عملوا تجاهي نفس ردة فعل : خزرولي خزرة تهكّم مفادها "ما أخص عقلك" و جاوبوني ببساطة و تبسيط : " يا ولدي في فرانسا تصب المطر بغزارة في كل الوقت, هذاكا علاش وقت الي الفرنسيس عملوا تخطيط تصريف المياه عملوه تصريف لكميّات ضخمة رغم أنه يتكلفلهم غالي برشة , أمّا في بلادنا , و حسب التحاليل المناخية, المطر شديدة الغزارة ما تصب كان مرة في الفال يعني كل خمس و الا عشر سنوات و لذا وقت الي عملنا تخطيطنا لتصريف المياه تجاهلنا عمدا الكميات الغزيرة التي تعتبر استثنائية و عملنا تجهيز ضريّف و ما يتكلفش برشة تلافيا منا للتبذير".

حكّيت راسي وقتها و جاوبت ببداهة : " ايه و نفرضو أن هالك المطر الي تجي مرّة في الفال جات ! موش تعمل خسائر و تهلك هاك التجهيزات الضريفة ؟"

عاودو خزرولي بتهكم و استخفاف و قالوا : " صحيح تصير خسائر و ضرر مادي, لكن ديما تقعد خسائر هامشية و تتصلح و أقل بكثير من أننا نخسروا في تجهيز البلاد الكل تجهيز ضخم ما يتمشاش مع طقسنا "

برا يا زمان و ايجا يا زمان و تعمل هكة البلاد الكل تفيض, قلت في قلبي "اه هاذي هي المطر الي حكاولي عليها و الي ما تجي كان مرة في العشرة سنين". العام الي بعدو روبلوط عاودت فاضت. قلت : "صدفة". العام الي بعدوا تتعاود الحكاية مرتين وراء بعضهم و عام السنة مازال الشتاء ما دخلش و البلاد غرقت مرتين.

بلادنا, يا جماعة, بدات في التخطيط لتصريف المياه و التصرّف في الأمطار منذ الاستقلال ( خذات المشعل على المستعمر الفرنسي الي اليوم نحتفلوا بذكرى ال44 لرحيلو من ترابنا) يعني منذ أكثر من نصف قرن. و وقتها عملت تخطيط على قد الجهيّد و حسب المعطيات وقتها يعني حسب الظروف المادية للبلاد في هاك الفترة و الدراسات المناخية الي عملوها جدودنا.

الي انّجموا نشيروا اليه لهنا- و الي ما يخفاش عالناس الكل- أنه أولا بلادنا تبارك الله ظروفها المادية تفرهدت بالقدا مقارنتا بحالتنا فجر الأستقلال. و ثانيا أن الظروف المناخية العالمية تبدلت بطريقة كبيرة و بعدت كل البعد عن مناخ بلادنا في وسط القرن الماضي. و السؤال الي يتطرح هو : هل أن سياسة التجهيز و التصرف في الماء تبدلت في بلادنا منذ ذلك الوقت مراعيتا التطورات الجديدة ؟ الجواب هو "لا".

ولاّت يا جماعة هاك المطر الي زعمة "تجي مرة في الفال" تزورنا في السنة مرة على الأقل و تحطم و تكسّر و تهلك و تقتل. فهل أن هذه النوعية من الخسائر يمكن أن تكون "استثنائية" و تعتبر خسائرها أقل من قيمة التجهيز ؟ كم تسوى روح بشرية بالنسبة للمسئولين عن هذه التخاطيط ؟ كان يعتبروا أن "الضغط على المصاريف" في تهيئة البلاد يتكلف خير من تلافيهم مقتل المواطنين الأبرياء ...سامحني فيهم.

مشكلتنا يا جماعة أننا ستانسنا بالنوم العميق و السبات و عدم تحمّل المسئولية : كان ولد صغير فقد لعبته نقولولو "هزتها الهبّة" , كان فريقنا المفضّل خسر راهوا من "العوامل الجوية" و كان البلاد غرقت راهوا من "الكميات الغير منتظرة من الأمطار" !

وقتاش نتعلموا نجابهوا رواحنا و ناخذوا المسئولية باش نتلافاو كوارث كيف هذية ؟ وقتاش انجموا نسمعوا أن مدير ديوان الرصد الجوي اجتمع بالمهندسين في ديوانه للبحث كيفاش يطوروا طرقهم لا للرصد فقط بل لإيصال المعلومة للمواطن و جعله يتخذ الحذر ؟ ما وصلناش الطلب من هؤولاء بالاعتذار الرسمي لتقاعسهم...فقط الدراسة !

وقتاش نسمعوا بتخطيط عمراني واضح لبلادنا تكون فيه نضرة شاملة لبلادنا بعد عشرة سنين وعشرين سنة و خمسين سنة و التطوّر من عشرية لعشرية ؟ وقتاش نتلهاو بتهيئة العمران و نحدوا من البناء العشوائي الغير مدروس و نعملوا حساب مجاري الوديان و التوبوغرافيا و الجغرافيا ؟

وقتاش البلديات تطوّر خدمتها و ما تقتصرش على قباضة تدفع فيها الضرائب البلدية و وقتاش جماعة البلدية يوقفوا توزيع رخص البناء عشوائيا ( بالمعارف) أو دون دراسة ؟ وقتاش تولي تتعامل البلدية مباشرتا مع المواطن اليد في اليد لايجاد حلول فعلية للمشاكل و البعد كل البعد عن اللغة الخشبية ؟

وقتاش ندربوا فرق الأمن متاعنا و الحماية المدنية على حالات طوارء كيف ما هاذي و تكون تدخلاتهم ما تقتصرش نهار الي يفوت فيه الفوت بل قبل ذلك بالنصح و التوجيه السليم الفعّال ؟

وقتاش صحافتنا تنسى المقالات البودورو و تعمل محاسبة عسيرة على كل من يتقاعس على عمله أو على خدمة البلاد ؟

وقتاش وسائل الاعلام تعمل دورها و تنسينا في الحملات التافهة متاع زوز فرنك الي نشوفوها على شاشتنا و قتاش نتعلموا نهوّنوا على كل الحملات التحسيسية و متابعة ردودها على المواطن متابعة علمية و أحصائية ؟

وقتاش يفيق المجتمع المدني و يعمل نشاطات و نوادي و ائتلافات وطنية تعتني بالمواطن المنكوب (بكارثة أو بغير كارثة) و تساهم مساهمة حقيقية و تسعى لتلافي المشاكل لبلادنا بعيدا عن كل الحسابات الشخصية.

وقتاش وزارة التجهيز تفهم أن بلادنا بلاد تسعى للتطوّر و أنه اذا نحبوا المستثمرين يجيو يحركوا العجلة الأقتصادية في البلاد ما يساعدهمش يعيشوا في الزيقوات و في الخرى للعنكوش.

و قتاش يفهموا المسؤولين أنه كل تطور في البنية التحتية يحتّم تطوّر في البنية الفوقية و في قيمة العيش و يحرّك الأقتصاد و يساهم في ثقافة العباد و ينمي الانتليجنسيا و ينقص من مشاكل النقل و التنقل الي هي بيدها تعطي أضعاف هذه التطورات ؟

وقتاش نتحملوا المسئولية يا جماعة و نتعلموا نحاسبو أرواحنا ؟ وقتاش نتبدلوا و نخطو خطوة في درب التطوّر ؟ وقتاش ؟؟؟