samedi, juillet 18, 2009

خالتي




كان عمري 11 سنة. كنت في دار جدي,متكي في البيت الغربية متاع الحوش العربي. في يدي لغز : تختخ حصلوه في بيت و سكروا عليه, اش يعمل ؟ يحط ورقة تحت الباب ... يستعمل شكال نوسة باش يطيح المفتاح من القفل و يجبد الورقة الي يكون المفتاح فوقها.


الحال قايلة ... صمت غير عادي في دار جدتي. العادة في القايلة تبدى تسمع في حسهم يهاجيو ضحك و كلام و زيد صوت التاي الي يهرهر من طاسة الى طاسة كيما تعرف أمي شاذلية تعمل باتقان. كنت ما نقلقش و أنا نتفرج فيها تعدي في التاي من براد الى براد ببراعة حتى لين تعمل كشكوشة تحط منها في كل كويس تاي بكل حب.

أما نهارتها جاني أمر بش نمشي ندخل للداخل ... ما سألتش فاش قام . االطريقة الحازمة الي قالولي بيها " أمشي للداخل" ما خلاتليش مجال للنقاش و لا للأستفسار ...

علاش ؟ و علاش جاء خالي هز ولاد خالتي سعاد و أنا لا ؟

خالتي سعاد كانت تسكن في رادس, و ما قالوليش ,زادة, علاش فجأة جات مع صغارها و رجعت الى دار جدي في جربة.

في حقيقة الأمر, كنت نعتبر روحي محظوظ لأنهم جاو الى جربة. كان ولدها بشير أعز أصدقائي و كنت في كل تعبير كتابي في الأبتدائي وقت الي يلزم نحكي على أصدقائي نحكي على بشير.

الحاجة الثانية الي كانت مفرحتني هي أن خوه نوفل كان معايا في المعهد. التبديل من المدرسة الى المعهد كان مخوفني. و أنه يكون معايا حد من أقاربي أنجم نحكي معاه سهلي برشة الأمور.

لهذا كله كنت فرحان بقدومهم و ما سألتش برشة علاش و كيفاش و شبي بوهم قعد في رادس. و زيد بمرور السنة الدراسية تلاشت التساءلات عند الناس و الأصحاب في المعهد و ولى وجودهم بيناتنا من تحصيل حاصل.


أخيرا ... تختخ نجم يخرج من المكان الي كان محتجز فيه و هاو قاعد يجري في شوارع المعادي.


نتذكر الى رغم التشويق الي في اللغز هبطتو من يدي : خالتي سعاد دخلت ... كانت عينيها تلمع في بريق ما عمري ما شفت كيفه خزرتلي على الفرش و ضحكتلي ببشاشتها المعهودة. في أول وهلة ما فهمتش علاش قامت تغنيلي :

حتى فساتيني التي أهملتُها
فرحتْ به ورقصتْ على قدميه

و من بعد مشات للخزانة و خرٌجت فليجة و بدات تلم في حوايجها و تغني و تهز راسها ساعة ساعة في اتجاهي و كأنها تحكي معايا :

سامحتُه وسألتُ عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه
ونسيت حقدي كله في لحظة


من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له؟


ورجعتُ..
ما أحلى الرجوع إليه

بريق عينيها مازال بين عينيا و ضحكتها المعهودة ما ننساهاش. ضحكتلها اجابة على ضحكتها ... و من غير حتى كلمة أخرى أنا فهمتها و هي فهمتني ... و أمشي يا زمان و ايجا يا زمان ... برشة حاجات تغيروا و قعدت ضحكاتنا المتبادلة تقول برشة كلام.

الله يرحمك يا خالتي سعاد ... تبقى ضحكتك حاجة مني ... و ييقى بريق عينيك يضوٌي الحياة و يحليها في عينيا.


2 commentaires:

AntikoR a dit…

الله يرحمها

Gouverneur de Normalland a dit…

@Antikor

بارك الله فيك
تعيش و ترحٌم