يا سادة و يا مادة يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة. يحكيو على طفلة صغيرة اسمها تونس. في نهار و الربيع مربٌع كانت تونس راقدة على ضهرها و تتفرج في السحاب , في السماء الزرقة , في العصافر الطايرين. كانت متٌكية في منطقة الكلها خضراء بالحشيش , شجرة توتة تضلل عليها من غير ما تغطي السماء و أقحوان داير بيها في كل الجهات.
هبطت تونس عينيها لركبتها الي توجع فيها. لقاتها مدمدمة و منفوخة. تبسمت و عينيها ضواو : اخر مرة هذه يمد يده عليها حد. هاك المجرم المريض الي يحسب في روحه بوها (و هو في الأصل ملفق روحه لأنه راجل أمها و مش بوها) هرب و ماعادش ممكن يرجع بش يعذبها و يستغلها و يعمل فيها الي ما يتعملش. زادت تبسمت تونس أكثر و أكثر , هالحكايات متاع هاك المجرم ما عادش يمسوها و ما عادش تحسٌهم لأنها تعتبرها صفحة و تطوات في حياتها و حلفت أنه حتى حد ما عاد بش يحط يده عليها. تونس توة رجعت بنيٌة صغيرة و رجعت البراءة الي افتقدتها سنين تنوٌر في وجهها. تونس اليوم تولدت من جديد و رجٌعت عمرها الحقاني بعد ما كانت تتحمٌل في حمل أكبر من حملها و تحس في روحها عزوزة وقت الي ندادها يلعبوا و يتمتعوا بطفولتهم و يحلموا.
الحلم. هذاكا اش جات تعمل تونس تحت التوتة بعد ما خرجت من حكاية صعيبة ما تعرفش كيفاش نجات منها. المهم أنه المجرم طاردوه الأشراف و هرب من غير رجعة و المهم الي هالاشراف منٌعوها من يدين السفاح في اخر لحظة قبل ما يقتلها نهائيا. خلات تونس اهل البلاء في البلاء و هربت بجروحها بوجايعها تشم في نسمة الحرية و تعاود تكتشف في دنيا على محلاها. ما أبنها الحرية . حبت تجري و تغني أناشيد الطفولة لكن الحالة الي كانت عليها ما سمحتلهاش. أكتفت انها سايست روحها و بشوية بشوية اتكات تحت التوتة . و تحت التوتة ضحكت و هي حاسة روحها ما بين هواء و فضاء و بحلقت في السحاب راسها الفوق و بدات حلمتها.
شافت تونس السحاب و ضحكت ضحكتها الطفولية و بدات تتخيل. قالت : نحلم نكون حرة ما يمسني حد و ما يولي وصيٌ علي حتى حد و ما يتحوكم فيا حتى حد لا من قريب و لا من بعيد. ما يهمنيش فقيرة و الا غنية أما ديما بكرامتي و خشمي ديما الفوق.
تغيٌر شكل السحاب ياخي جاء في بالها حلم اخر. ضحكت و عينيها تملاو بالفرحة و قالت : نحلم أنه يتكتب دستور بش ما يقعدش الحلم الي حلمته كلام في الهواء أما يولي واقع.
خممت تونس و هي تتفرج في السحاب و قالت : زعمة شنوة نكتب فيه هالدستور ؟
عصرت مخها و تحاملت على وجايعها و بدات تتخيل : كرسي.
ما فهمتش علاش وقت الي حبت تتخيل شنوة ينجم يكون في الدستور ما نجمت تتخيل كان كرسي. عاودت تونس ركٌزت و حاولت تعاود تحلم . لكن مرة أخرى ما جاء في بالها كان تصويرة كرسي. تفجعت تونس و وجهها صفار. خذات نفس طويل و عاودت حاولت تتخيل مستقبل أفضل عن طريق دستور يضمنلها حريتها لكن شي : ما جاء في مخها كان الكرسي. تفجعت تونس و ووجهها ظلام. ولى حلمها كابوس و رجعت تحس في وجايعها الي فهمت الي هوما جروح كبيرة و أخطر من الي كانت تتصور. بكات من القهرة و عاودت عصرت روحها و ركزت بالكشي غصرة و تتعدى . ايا يا تونس حاول تحلم ... شوف السحاب و راسك الفوق و أحلم . كرسي , كرسي , كرسي. شي ما عادش تنجم تحلم و ما يجي في بالها كان الكرسي. بدات تونس تحس روحها تضعف و تحس الي وجايعها قاعدة تكبر و دمها ينزف. ترهبت و بعد ما كانت متأكدة الي المجرم مشى من غير رجعة و لات شاكة و حست الي هو قريب و ممكن يرجع في اي لحظة و ممكن زادة يرجعلها في وجه اخر كيما العبيثة . خافت تونس و شحبت. حاولت تتخيل مستقبل أحسن , حاولت تحلم بنهار يكون أحسن من ماضيها التعيس لكن شي. كل ما تحاول بش تحلم تشوف قدامها كرسي. حاولت تونس تاقف و تهرب من هالكابوس لكن حست روحها الي ما عادش تنجم تقوم . حست بروحها ضعيفة و في لحظة شكت و ما عرفتش روحها يا لندرى هي تحت التوتة تشم في نسمة الحرية و الا هي في قبر بعد ما قتلها المجرم و تدفنت نهائيا.
1 commentaire:
Bravo gouverneur
Enregistrer un commentaire