أيا قلنا السلام. عندي حساب خاص مع القذافي. و أنا أول من سيرقص حول جثته القذرة. تقولولي علاش هالكره الكل ؟ بخلاف الجرائم الشنيعة الي نشوفوا فيها منذ ثورة 17 فبراير و الروايات البشعة الى سمعتهم من أهلنا في ليبيا بين دموع مفعومة بالكثير من الحياء عن عمليات إغتصاب لحرائر ليبيا و تعذيب غير إنساني لثوار الحرية و التنكيل بجثث الشهداء ... بخلاف هذا الكل كنت و لازلت أكن لهذا الحيوان كره خاص.
تقولولي علاش ؟ نجاوبكم أن القذافي و نظامه ما كانش بعيد عن الجنوب التونسي و بحكم القرابات مع ناسنا في ليبيا فإننا – ما يزيش أننا عايشنا دكتاتورين في تونس- عشنا بطريقة أو بأخرى تسلط و جبروت هذا المعتوه.
بادئ ذي بدء كنا نشاهدوا "قناة الجماهرية" و نحفظوا عن ظهر قلب بعض الجمل من الكتاب الأخضر الي من صغر سني كنت نتساءل عن مفادها . فعلى سبيل المثال "شركاء لا أجراء " و "البيت لساكنه" كانت تبعث فيا حيرة كبيرة خاصة و قد كانت توصلنا حكايات لأقارب فكولهم ممتلكاتهم و ديارهم بتسلط في اطار هالجملتين. زيد على هذا في هذه القناة كنت شفت أول جريمة قتل عالمباشر , قبل ببرشة من موضة تلفزيون الواقع. كنت ما نرقدش الليل بعد الصور الي كانوا يبثوها عالمباشر و الي تتمثل في شنق شباب ليبيين كانوا يعترفوا قبل ما يشنقوهم أن جريمتهم هي أنهم معارضين لنظام القذافي.
زيد على هذا الكل هالقذافي و نظامه قتل الحلم في الشعب و جعله شعب منطوي على نفسه و ضيٌع برشة أجيال : وقت الي كنت صغير, كانوا أعز أصدقائي ولاد خالتي الي عايشين في ليبيا, نتقابلوا كل صيف , و للأسف من صيف الى صيف بديت نحس بالهوة تكبر بيني و بينهم خاصة و أن تونس كانت إختارت الإنفتاح على الغرب و ثقافاته بينما النظام الليبي كان يعيٌش الشعب في تعتيم تام و شامل و تجهيل ما بعده تجهيل فحطم المستويات الثقافية و دحض اي بذرة صالحة أو إصلاحية. هذا ما خلى الليبية الي عندهم وعي سياسي يعيشوا تهميش كبير فتلقاهم يا إما هربوا من ليبيا و إحتموا بدول أروبية أو أمريكيا أو تلقاهم غرباء في بلادهم , هذا كان ما سجنهمش القذافي أو شنقهم.
و لذى فسقوط القذافي يجعلني في فرحة لا توصف و بعيدا عن أي حساب سياسي أو استراتيجي . فعلى عكس ما يحب البعض ترويجه عن قضية ليبيا في تونس على أنها قضية مصلحية أنا نقول أنها قضية مبدئية و داخلية. تاريخ تونس و ليبيا تاريخ متداخل و عيشة أهل الجنوب التونسي مرتبطة إجتماعيا بعيشة أهل ليبيا في إطار قرابات أو معاملات. و لذى هاك الجماعة الي يصطادوا في الماء العكر و يستناو في التوانسة بش يستجديوا المجلس الإنتقالي الليبي نقوللهم ,مش هذيكا تونسنا الجديدة : تونس الثورة. نحن لا ننتظر لا شكر و لا جزاء على ما فعلناه مع أهلنا في ليبيا لأنه أضعف الأيمان و واجب. ولذى نتوجه لأهلنا في ليبيا و نقوللهم يا أحبابي ... الي في القلب في القلب ... أنا كتونسي لا أنتظر لا شكر و لا أي شيء منكم ..لأنكم أهلنا و ناسنا ... و الأهل ما يشكروش بعضهم. هو شعب واحد و هذه حقائق تاريخية. و مش على خاطر بورقيبة و بن علي و القدافي رضاو بالتقسيم الاستعامري الفرنسي – الايطالي , أننا نستبطنو الفكرة في مخاخنا و نبداو نسبوا في بعضنا. أقاربي في طرابلس و بنغازي مش أقل معزة من أقاربي في تونس . و هذي مش أول مرة يتوافد سكان طرابلس و جبال نفوسة و نالوت و غيرهم لتونس. فالتاريخ يبرهن عن كر و فر من الجهتين فعلى سبيل المثال ثلاث أرباع التوانسة كانوا إلتجئوا عند أهلهم في ليبيا عند دخول المستعمر الفرنسي .. و الليبية تخباوا عند أهلهم في تونس وقت الحرب مع الطليان و في الحرب العالمية الثانية زادة.توة في المستقبل القريب بش يعرضنا برشة جهل و شوفينية و زرع فتنة قصد كسر هالإلتحام العضيم الي برهنوا عليه التوانسة و الليبيين. كونوا إخواني واعيين و ما تعاودوش نفس غلطة البارح بالتهكم الأبله و الإستخفاف بالأخر و الاستعلاء على الاخر. اليوم برهننا للعالم أننا يد وحدة و أهل و أحباب و لذا ما تخلوش فرصة لأزلام الكتائب و الا أزلام نظام بن علي أنهم ينغصوا علينا فرحتنا.
أفرحوا يا أهلنا ... كنا و لا زلنا شعب واحد و أهل و أحباب و ستصير الدول الأروبية تحسدنا على تقدمنا و رقينا
... أحب من أحب و كرخ من كرخ ... المستقبل لنا يا جماعة ... المستقبل لنا و الله الحمد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire