أنا راجل ... و الرجال ما تبكيش. أهلي و عائلتي علموني نكون كاسح و تربيتنا متاع بكري علمتنا نشدوا رواحنا و ما نضعفوش. و إلا لو كان حصل و ضعفنا نتخباو و ما يشوف دموعنا حتى حد.
أول مرة في حياتي نضعف فيها في مجمع كانت عام 1977 ... المرى وقتها تولد. و أنا حاير. اش نعمل هنا ؟ اش معرّس بيا ؟ اش مجيبني في الصغار ؟ السيقارو و راء السيقارو و أنا نهز و نجلب حتى لين سمعت بكاء بيبي و زغاريد النساء , قالولي " مبروك انزادلك وليّد", مشيت نجري كيف المهبول, دخلت للبيت, مدوهولي بين يديا ... ولدي ... راني شادد ولدي ...ولدي لحمي ودمي ...ولدي ... نبضة قلبي ! ما تكلمتش وقتها ...تبسمت و انا نخزلو يبكي ... هبطوا دموعي حيار, سكت هو و قعد يخزرلي نبكي ...ولدي يا جماعة راهو ولدي.
ثاني مرة بكيت وهو عمره خمسة سنين. عمري ما خصيتو في حاجة ! الي يطلب يلقى... نبيع جرودي و ما نخصوا في شي! لكن الحال حال الله, كرى و ماء و ضو و كريدي وقتها وهو طلبني في بيسيكلات لعيد ميلاده. تضربت جيت ندور, عملت يدين و ساقين بش نشريهالوا ما نجمتش. شريتلوا لعبة في شكل بسكلات, خزرلها و رماها في وجهي و مشى...
بكيت وقتها , مش مالقهرة برك, بكيت كي شفتوا كيفاش خزرلي ... ولدي يخزرلي هكة ؟ تمنيت الأرض تبلعني و ما يخزرليش هاك الخزرة. راهو ولدي ... لحمي و دمي...ولدي ... نبضة قلبي.
نهارة السيزيام متاعو ما بكيتش. كنت لاهيلوا بقرايته و هو تبارك الله عليه ذكي و يفهم فيسع و المعلمين الكل يشكروا فيه , و انا نخزرلوا بعين كبيرة و نقول في قلبي و انا نصلي عالنبي : ولدي باش يوليلي حاجة كبيرة و يهزلي راسي لفوق. ونبدى نحلم و نخنتب و مرة نشوفه طبيب, مرة مهندس و مرة رجل أعمال ...
نهارة السيزيام ما بكيتش أما نهارة الباك بكيت. هاك اافترة, ولينا ما عادش نتفاهموا أنا نرص و السيد على برة لاهيلي بصحابه و صاحباته و اللعب و الشيخات. جاني وقتها وقالي "ماكش جاي معانا للنتيجة يا بابا ؟". عطيتوا بظهري (كنا متنابزين وقتها) وقلتلوا "دبر راسك, ياخي تنجح ليا ؟ كان نجحت راهوا لروحك ...مستقبلك أنت ! وانت تقرى بالدز ...تقولش عليك عامل مزية".
لمو رواحهم وخرجوا. خرّجت سيقاروا و يديا ترعش وقلبي يدق في المئة. مشاو و مشى معاهم بالي. عديت أطول ساعة في حياتي. راهوا ولدي, ما نحبلوا كان الخير و امنيتي الوحيدة نشوفوا متهني و لاباس عليه. حرمت روحي سنين و سنين باش نكبروا و نعلموا ... و في الأخير ما نحضرش نتيجته في الباك؟ كرهت روحي ! كرهت الحب عزيز الي نعمل فيه ! كرهت عركاتي و صيحاتي عليه !
أنا هكا نخضرط وحدي و يتحل الباب , المرى تدق تزغريطة و هو يعيط و يقلي "بابا, بابا نجحت , نجحت" و ترمى في عنقي. شكون بالله فيكم ينجم يشد روحو و ما يبكيش... راهوا ولدي ...لحمي و دمي...ولدي ... نبضة قلبي
رابع مرة بكيت, هالأيامات. حليتلوا الباب. خزرتلوا : لحية طالعة ريحت بدنو دخان و شيشة و ريحة فمه قهاوي و كابوسانات.
- تسهر لتوّة يا كلب...زايد ما تحشمش... كلب بن كلب , وقتاش تعمل قيمة و قدر لروحك؟؟؟ لوقتاش نقعدلك حي؟؟؟؟ لوقتاش نبقى نصرف عليك ... ؟؟؟ شوف اندادك... تفووووه على منظرك كان انتي عبد و فيك ريحة الرجولية.
هبّط عينيه و مسح البزاق من وجهو و تعدّى على روحو.
ربيت ولدي راجل, ربيته عالرجولية ... و عمري لربيتو عالذل. غاضتني روحي , غاضني أنه كلب و أنه بن كلب, غاضني أني لا أنا و لاهو انجموا نبدلو شي.
بكيت! كيف ما عمري ما بكيت. غاضوني عينيه. ولدي كانو عينيه يلمعوا ولات خزرتو باردة, أبرد من خزرة ميّت.
صكّكت! ولدي يتبزق عليه ؟ ولدي أنا يتبزق عليه... و بهاك البرودة يقبلها و يتعدى.
ندبت ! ولدي الي قريته و ربيته و جاب الشهايد و العلامات ما فلح في شي و ما عمل شي في حياته. وجعني قلبي. ولدي راهوا لحمي و دمي, راهوا نبض قلبي. وجعني ولدي, وجعني قلبي و ظلامت في عينيا.
حليت عينيا نلقى روحي في بيت سبيطار. بدني الكل مربوط بالخيوط. حليت عينيا نلقاه قدامي. ولدي. لحمي و دمي. شافني فقت... تبسملي و بكى. ما تكلمتش وقتها ...تبسمت و انا نخزلو يبكي ... هبطوا دموعي حيار.
سكت هو... و قعد يخزرلي نبكي ...ولدي يا جماعة راهو ولدي. لحمي و دمي. ...ولدي ... نبضة قلبي ... قلبي ...
29 commentaires:
gouverneur, normal nebki ena zeda!!!!??
@escalier7 : merci mon ami ! bonne continuation a toi aussi !
@ 24faubourg : oui, biensur que c'est normal. le contraire aurait été etonnant. je l ai ecris les larmes aux yeux.
trop fort
Bravo !
@ 24foubourg : je parle pas du texte en lui meme et de ma creation. ce qui est triste c'est cette situation si recurante et si decevante de deux generations qui se font mal a cause de problemes socio-economiques
@ kibitz : merci !Est ce que j aurais droit a une medaille chez kibitz land ? :p
يا قوفرنور الميدالية متاعك تحمل شعار حاكم النورمال لند
وهي موجودة عندها برشة
gouverneur: ya naaaari 3alli 9a3ed yejra fina....
ya3tik essa77a; vraiment bravo!
@24faubourg : on espere mieux pour nos fils et nos petits fils...
@safone : merci mon ami !
a must !
tayyara el texte ,tbarkallah 3lik !
علاش هكة يا قوفرنور
توة انا ليوم نحكي على البكاء و النواح و انتي تزيد تعطيها بكاء و دموع ؟؟
اخي نورملند موش بلاد الفرح الدائم؟؟
على كل انا حسّيتو النص متاعك
و حسّيت كل كلمة فيه
شي يضرب في العظم
:-)
ça fait longtemps que je n'ai pas lu un texte pareil :)
Merci
نصّ رائع ...والبقيّة تأتى
كيف ما قال كلاندو !!!! شيء يضرب في العظم !!!
رائع
:'(
@ aymen & clandestino &skydancer & arabicca & Sonya :
wallahi 7achamtouni 3ala rou7i ! merci pour vos compliments !!!
يا ولدي بكيتني ربي يهديك
c une fiction?!
sinon, j'ai eu la chaire de poule! :)
C'est très émouvant, j'ai eu les larmes aux yeux en lisant le texte..quand la fiction excelle en nous transmettant une dure réalité, je ne peux dire que bravo!
Excellente histoire croisée avec celle de clandestino.
A quand l'histoire du crachat : comment il a été conçu, et quel chemin il a traversé de la bouche du père au visage du fils et enfin sa main :-))
Texte remarquable
j'avoue qu'au début j'ai essayé de calculer ton age, croyant que c'etait auto-biographique :)
les larmes aux yeux, pareil.
bravo.
@chady :
اللطف عليك مالبكى يا شادي ...زايد 9 و ديما تقعد 9
:p
@zi-ad :
oui c'est une fiction et moi aussi j ai eu la chaire de poule en l'ecrivant
@ a girl from mars : merci pour ton "bravo" :) et tout ton commentaire gentil ...tu es biensur une normallandaise assidue ..bienvenue !
@moulin : oui pourquoi pas l'histoire du crachat ...on peut commencer l'histoire dés la secretion des glandes :))))
merci pour ton commentaire et ton passage
@ nasr : heu j'ai le même age que le fils ...mais l'histoire me depasse moi et ma vie ...elle est le fruit d'un rapport pere-fils et d'une conjoncture socio-politique que malheureusement tout le monde vit !
c notre histoire a tous, l'histoire de deux generations qui n'ont pas eu vraiment de bol ..
Tu m'a fait pleurer merci.
@baz2x1 : mais je t en prie ! je te ferais pleurer quand tu veux ...!
on a tellement besoin de gens qui nous remercient pour les faire pleurer !!!
:p
coup de maitre!!!
vraiment touchant
Enregistrer un commentaire