samedi, février 20, 2016

أسبوع بعد هروب بن علي

نهار 22 جانفي 2011, بعد فوضى امنية وخوف كبير من عودة النظام القديم, بعد سقوط المزيد من الأبرياء ... بدات الأمور تهدى وتمشي في مسار سلمي.

التونسي ما فرحش بالثورة لأن قعد يده على قلبه ومستحيل يفرح مادام الأرواح تتساقط كيف الذبان.

خممت قلت إذا أحنا نحبوا فعلا نخطوا صفحة جديدة في تاريخنا وتاريخ الإنسانية , يلزم نحترموا قيمة الإنسان وقبل كل شي يلزم الذاكرة الجماعية ماتنساش شكون ضحى من أجل الحرية.

اذا ما نبنيوش المستقبل استنادا على تاريخ يحترم فكرة التضحية وفكرة النضال وفكرة قدسية الحرية ويجل الناس الي ماتت -في اي ضرف من الضروف- قبل و بعد 14 جانفي ما انجموا نعملوا شي.


أيا سيدي اطلقت فكرة تحرك لإحياء ذكرى الشهداء , و نظمت الحكاية وتفاعلوا معايا برشة ناس و توسعت الفكرة من وسط العاصمة الى جل أكبر البلدان في التراب التونسي.

كان يوم سبت نهارتها و التحرك حددته الساعة الرابعة بعد الزوال. وكان خذات الفكرة رواج كبير على الأنترنات. مع التلاثة ونصف نشوف مقابلني جماعة البوكت جاو تلموا قدام المسرح البلدي ويبداو يغنيو في اناشيد على طول صوتهم (و الفكرة متاع التحرك كانت ان الساعة الرابعة يكون فما صمت في وسط العاصمة) . وقعدوا جماعة البوكت يغنيو لساعات و الى حد اليوم ما نعرفش يقينا اذا كان ذلك بش يشوشوا على التحرك و على دقائق الصمت و الا الحكاية تنظمت في اطار جلب الإنتباه ليهم ... التو مش عارف شنوة غايتهم و شنوة طبيعة الأمر الي جاهم.


أيا سيدي جات الساعة الرابعة و تلمينا كعبتين وكعبة من الأول .. مجموعة من الأصدقاء في التدوين لينا بن مهني ووالدها عم الصادق و والدتها و هناء الطرابلسي و فاطمة ارابيكا وتلفزة بالملوان ونادية اكسكيزا وفراس فريرايس وزوجته وفاتن عبد الكافي و ليلى بن دبة و أمال المثلوثي وغيرهم وغيرهم وجلسنا مقابل الانترناسيونال وبدات العباد تتوافد وفيسع تعبات الدنيا بالناس. نتذكر زادة وجود نجيب بالقاضي مقابلني ودرجة التأثر الي في عينيه.
الحاصيلو , التوانسة بكل الوانهم كانوا دايرين مقابلين بعضهم في لحظة تاريخية. لحظة ما تتنساش حسيت بفخر كبير بهذا الشعب ناس من كل بر ومن كل الشرائح الإجتماعية. كانت لحظات خشوع وألم وحزن.


ثم فيسع جاونا جماعة, وبداو يبلبزوا. اش بيكم ؟ قالولنا كيفاش انتوما شادين شموع ؟ مسلمين رانا نحنا . بينما دخلت لينا بن مهني في مشاحنة معاهم قعدت أنا وعمي الصادق بن مهني نتناقشوا معاهم ونهديو فيهم : ياولادي وين شفتوا مس بالدين ؟ هذه عملية رمزية تتعمل في العالم الكل , ياخي كيف يطفى الضو عندكم و تظلام في عينيكم ما تشعلوش شمعة ؟ ...

قعدنا نتناقشوا معاهم وفسرنالهم انهم قاعدين يميٌعوا في القضية والى حكاية الشمع شكلية لا معنى لها وماتستحقش هالهوجة الكل وطلبت منهم تلاوة القرآن وتلاوة الفاتحة وتم وكانو فما عباد تقرى في القرآن وعباد ساكتة و عباد شادة شمعة.


زيد شوية خلطوا زبراطة يوم السبت و جاونا منهم جماعة يتهددوا ويحبوا يضربوا ... قالك شنوة , قالك الشموع حرام وهو السيد شاد روحه بالسيف , سكران ميٌت.

ايه أكهو عاد تم تمييع التحرك وولات المشكلة الاساسية هي : "يجي منه في سبرنا الشمع والا مايجيش" , وبدات الطونسيون تقوى بين العباد و بدات تتخلط فخفت على المشاركين وفضيت الحضبة و مشاو الناس وقعدوا الشموع منصوبين ... وجاو سكارى يوم السبت وشفت مشهد سريالي : جماعة تلم في الشمع بش تعاود تبيعه وجماعة من غادي دارو حول الشمع كيف ماتدور حول كعكة عيد ميلاد وبداو يصيحوا على لحن "سنة حلوة ياجميل" و يغنيو "بسلامة بن علي .."

وخرجت وقتها بزوز ملاحظات الأولى أن التونسي ما يعرفش فكرة "الذكرى" وعايش من غير ذاكرة و الثانية هو أن منه هكة اذا الواحد يحب يعمل تحرك يلزمه يبعد على يوم السبت المقدس , لأن يوم السبت عند التونسي هو يوم البلعة ولاشيء غير البلعة.