mercredi, août 31, 2011

عيد أم الشهيد

  
تقدمت خطوة خطوة. مع كل خطوة قلبها كان يدق أكثر. من الي  شيعته بالتزغريط  نهارة الجنازة  ما زاراتوش.  ما كانت تنجم تمشي. مش يقولوا الي الشهداء أحياء ما يموتوش؟  كانت تحس أنها كان تزور قبره بش اطيٌح في قيمته و بش تقتله بيديها. كانت مقتنعة أنه حي , عايش معاها  و كانت تتخيل فيه في كل بلاصة : تحس بيه يتفرج في التلفزة بحذاها في بيت الصالة وقت الي تنعس , و تشعر ببوسة على جبينها كل صباح. كانت تشم ريحته مع كل ززوة قهوة اطيٌبها, قداش كان يعشق قهوتها. و كانت مع كل تسكيرة  و الا حلان باب وذانها ياقفو ... شكون يعرف, بالكشي يرجع. مش الشهداء أحياء ما يموتوش ؟
مع كل نشرة  أخبار كانت تبيٌت الحس, بالكشي تسمع تعليقاته اللاذعة الي كانوا محييٌن الدار مرة بالتمقعير و مرة بالغش. قداش الدار ميتة من غيره.  حاولت تفهم الفايسبوك أما صعاب عليها و بهتت كيفاش ولدها كان يعدي قدامه ساعات و ساعات و كل مرة يجيها بخبر مرة يجيها مكشبر و فادد و مرة يجيها عينيه تضحك و يبوسها فرحان و يزفلها خبر يفرٌح و ما كانوش برشة أخبار يفرحوا أيامتها. الشهداء يطيحوا كيف الذبان و  شي ما قاعد يتبدل.
تذكرت ليلة الي  حضٌر روحه بش يخرج مع المتضاهرين و جات بش تقول له لا. شافت وجهه و سمعته يغني في حماة الحمى  وهو يلبس. حشمت منه. حشمت أنها تقول له ما تمشيش.  أول مرة تحشم من ولدها, أول مرة فلذة كبدتها ما تنجمش تحكي معاه في موضوع. كانت كل شي يتناقشوا فيه. أما مانجمتش المرة هذه. لعنت إحساس الأمومة الي كان بش يمنع ولدها أنه ياقف ضد الظلم و القهر و ينصر أهله و أصحابه الثايرين. جات العين في العين و هبطوا الزوز عينيهم و تفادوا  نقاش  كان عادة يصير و ما صارش. هز روحه و سكر الباب وراه. جاتها غصة. عينيها زغللوا.  ثانيتين من بعد سمعت حس المفتاح. وقفت كيف الصنبة. رجع باسها من جبينها و خرج. هبطوا دموعها شرشار. ما فهمتش علاش ليلتها قلبها كان مش قايللها خير.  عكشت في بلاصتها في فوتوي في الصالة. ما تحرك فيها حتى صبع, بكات لين طابت و  هي تستنى في خبر كانت حاسة بيه . متيقنة منه. كانت تستنى ... تستنى في تكذيب, في حس دبكته قدام الدار و تسكيرته للباب الي كانت تعرفها و تقربيعه في الكوجينة و حكاياته على أصحابه و على البوليس. لين دق الباب ...  لا هذه مش دقته , سمعت راجلها يحل في الباب و أصوات الأولاد و صوته مش معاهم. سمعت بكاء اللولاد و سمعت راجلها كيفاش طاح دايخ و من بعد شهق و بكى ونوح, وهي عاكشة في بلاصتها ما تحركتش. ما نجمتش. أول ما دخل عليها للصالة كان وائل صاحب ولدها سامي راس. دخل و عينه مدمعة و حاويجه ملطخة بالدم و عيٌط ويقوللها "شهيد يا خالتي جميلة ... شهيد ...شهيد" . حبت تبكي , حبت تدوخ و تنوح  كيما عمل راجلها ما نجمتش. هزت يدها على فمها و ما نجمت كان تزغرط. مش يقولوا الشهيد حي ؟ ولدها حي. كانت مقتنعة. لا بكات و لا عيطت. زغرطت و شيعت الجانزة خطوتين و رجعت تتصنت بالكشي تسمع صوته و الا تشم ريحته في الدار.
أول مرة بكات من بعدها كان نهارة الي جاء مسؤول :  تحل الباب. وقفوا وذانها. لا مش هكة سامي يحل الباب. دخل راجل لابس كرافات بعقدة كبيرة و في يده شيك و قال في ما معناه أنه هذا تعويض من الحكومة للي ماتوا أيام الثورة. تغششت , عيطت , شوية لا ضربته. راجلها رجعها و شدها بش تهدي روحها و هي تبكي و تصيح "ولدي شهيد ... ولدي شهيد".
كل يوم كانت تتفرج في الأخبار و تتصنت بالكشي تسمع تعليقات ولدها كانت تحس الي دم ولدها مشى في الفارغ ... التجمع هاو رجع و الناس الكل ولاو ثوريين حتى هاك القوادة و البلاد ما تبدل فيها شي.
كان كل ما يتعدى يوم كل ما تحس الي ولدها خطفوهولها.
جاء العيد و تذكرت أياماته . تذركت صحابه الي كانوا يجيوه نهار العيد يلعبوا معاه الرامي و البولوط. تذكرت شهواته الي كان يتشهاهم عليها بعد ما يوفى رمضان. توحشته. وسلٌمت.
تقدمت خطوة خطوة للمقبرة.  قريب عام بش يدور و بدات تسلٌم. بدات تقتنع الي ولدها مات و قررت تبكي عليه و تتمناله الرحمة.


dimanche, août 28, 2011

حسابي مع القذافي


أيا قلنا السلام.  عندي حساب خاص مع القذافي. و أنا أول من سيرقص حول جثته القذرة. تقولولي علاش هالكره الكل ؟ بخلاف الجرائم الشنيعة الي نشوفوا فيها  منذ ثورة 17 فبراير و الروايات البشعة الى سمعتهم من أهلنا في ليبيا بين دموع مفعومة بالكثير من الحياء عن عمليات إغتصاب لحرائر ليبيا و تعذيب غير إنساني لثوار الحرية و التنكيل بجثث الشهداء ...  بخلاف هذا الكل كنت و لازلت أكن لهذا الحيوان كره خاص.
تقولولي علاش ؟ نجاوبكم أن القذافي و نظامه ما كانش بعيد عن الجنوب التونسي و بحكم القرابات  مع ناسنا في ليبيا فإننا – ما يزيش أننا عايشنا دكتاتورين في تونس- عشنا بطريقة أو بأخرى تسلط و جبروت هذا المعتوه.
بادئ ذي بدء كنا نشاهدوا "قناة الجماهرية" و نحفظوا عن ظهر قلب بعض الجمل من الكتاب الأخضر الي من صغر سني  كنت نتساءل عن مفادها . فعلى سبيل المثال "شركاء لا أجراء " و  "البيت لساكنه" كانت تبعث فيا حيرة كبيرة خاصة و قد كانت توصلنا حكايات لأقارب فكولهم ممتلكاتهم و ديارهم بتسلط في اطار  هالجملتين.  زيد على هذا  في هذه القناة كنت شفت أول جريمة قتل عالمباشر , قبل ببرشة من موضة  تلفزيون الواقع. كنت ما نرقدش الليل بعد الصور الي كانوا يبثوها  عالمباشر و الي تتمثل في شنق شباب ليبيين كانوا يعترفوا قبل ما يشنقوهم أن جريمتهم هي أنهم معارضين لنظام القذافي.
زيد على هذا الكل هالقذافي و نظامه قتل الحلم  في الشعب  و جعله شعب منطوي على نفسه و ضيٌع برشة أجيال : وقت الي كنت صغير, كانوا أعز أصدقائي ولاد خالتي الي عايشين في ليبيا, نتقابلوا كل صيف , و للأسف من صيف الى صيف بديت نحس بالهوة تكبر بيني و بينهم خاصة و أن  تونس كانت إختارت الإنفتاح على الغرب و ثقافاته بينما النظام الليبي كان يعيٌش الشعب في تعتيم تام و شامل و تجهيل ما بعده تجهيل   فحطم المستويات الثقافية و دحض اي بذرة صالحة  أو إصلاحية. هذا ما خلى الليبية الي عندهم وعي سياسي يعيشوا تهميش كبير فتلقاهم يا إما هربوا من ليبيا و إحتموا بدول أروبية أو أمريكيا أو تلقاهم غرباء في بلادهم , هذا كان ما سجنهمش القذافي أو شنقهم.
و لذى فسقوط القذافي يجعلني في فرحة لا توصف و بعيدا عن أي حساب سياسي أو استراتيجي . فعلى عكس ما يحب البعض   ترويجه عن  قضية ليبيا في تونس  على أنها قضية مصلحية أنا نقول أنها قضية مبدئية و داخلية. تاريخ تونس و ليبيا تاريخ متداخل و عيشة أهل الجنوب التونسي مرتبطة إجتماعيا بعيشة أهل ليبيا في إطار قرابات أو معاملات.  و لذى هاك الجماعة الي يصطادوا في الماء العكر و يستناو في التوانسة بش يستجديوا  المجلس الإنتقالي الليبي نقوللهم ,مش هذيكا تونسنا الجديدة :  تونس الثورة. نحن لا ننتظر لا شكر و لا جزاء على ما فعلناه مع أهلنا في ليبيا لأنه أضعف الأيمان و واجب.  ولذى نتوجه لأهلنا في ليبيا و نقوللهم يا  أحبابي ... الي في القلب في القلب ... أنا كتونسي لا أنتظر لا شكر و لا أي شيء منكم ..لأنكم أهلنا و ناسنا ... و الأهل ما يشكروش بعضهم. هو شعب واحد و هذه حقائق تاريخية. و مش على خاطر بورقيبة و بن علي و القدافي رضاو بالتقسيم  الاستعامري الفرنسي – الايطالي , أننا نستبطنو الفكرة في مخاخنا و نبداو نسبوا في بعضنا. أقاربي في طرابلس و بنغازي مش أقل معزة من أقاربي في تونس . و هذي مش أول مرة يتوافد سكان طرابلس و جبال نفوسة و نالوت و غيرهم لتونس. فالتاريخ يبرهن عن كر و فر من الجهتين فعلى سبيل المثال ثلاث أرباع التوانسة  كانوا إلتجئوا  عند أهلهم في ليبيا عند دخول المستعمر الفرنسي .. و الليبية تخباوا عند أهلهم في تونس وقت الحرب مع الطليان و  في الحرب العالمية الثانية زادة.
توة في المستقبل القريب بش يعرضنا   برشة جهل و شوفينية  و زرع فتنة قصد كسر  هالإلتحام العضيم الي برهنوا عليه التوانسة و الليبيين. كونوا إخواني  واعيين و ما تعاودوش نفس غلطة البارح بالتهكم الأبله و الإستخفاف بالأخر و الاستعلاء على الاخر. اليوم  برهننا للعالم أننا يد وحدة و أهل و أحباب  و لذا ما تخلوش فرصة لأزلام الكتائب و الا أزلام نظام بن علي أنهم ينغصوا علينا فرحتنا.

أفرحوا يا أهلنا ... كنا و لا زلنا شعب واحد و أهل و أحباب و ستصير الدول الأروبية تحسدنا على تقدمنا و رقينا 

... أحب من أحب و كرخ من كرخ ... المستقبل لنا يا جماعة ... المستقبل لنا و الله الحمد.




lundi, août 15, 2011

في مدح ثقافة المقاهي



أيا قلنا السلام.  من الي كنت صغير,  كانت عندي نظرة خايبة ياسر على القهاوي ناتجة على الرواية الرسمية الي نسمعوا فيها من "القهاوي مضيعة وقت" و "خلط مش باهية"  و "مضرٌة صافي" و الى اخره من نظرة احتقارية لثقافة القهاوي.
رغم هذا الكل كان الوالد كل عشية يمشي للقهوة و جدي  زادة يمشي للقهوة و خويا كيف كبر يمشي للقهوة,  يعني تضارب كبير في الفعل و القول و القهوة كيف لحمة الكرومة ... متاكلة و مذمومة.
 و لذا  و ما دام الشعار متاعنا المؤقت توة هو " الصدق في القول و الإخلاص في العمل .. أحب من أحب و كرخ من كرخخخ", قررت رد الإعتبار للقهاوي و ثقافة القهاوي , إخلاصا مني للكابوسان و الاكسبراس و الشيشة تفاح.
الساعة قبل كل شي, خليني نكون واضح : القهوة  عندها دور هام جدا في توازن المجتمع التونسي. تقولي كيفاش , نجاوبك و نقلك الي , المقهى هو فضاء أكبر , إجتماعيا ,  أنه يكون مجعول للإستهلاك المجرد للمشروبات , المقهى  إذا هو فضاء إجتماعي و ثقافي و  سياسي.
أجتماعيا المقهى يساهم بصفة كبيرة في الترابط و التكافل بين أفراد المجتمع, تي إنت شوف الفرق بين الحوٌم الي لاعبين فيها شيك و هوما عمارات عمارات و بين الجو في حومة يتوسطها مقهى الحومة. في  الأحياء الي زعمة زعمة  "هاي"  ما تلقى حتى تكافل إجتماعي و الجيران , الباب في الباب ما يعرفوش اسامي بعضهم و ما يقولوش حتى صباح الخير لبعضهم , بينما المناطق الي فيها "قهوة الحومة" تلقى فيها تكافل ضمني ناتج على إحتكاك الجيران بعضهم ببعض. ثم ثانيا المقهى  عنده دور هام في التوازن الأسري. كيفاش ؟  العالم يا جماعة يعاني افة جديدة  استوردوها التوانسة , ماشي في بالهم تابعة تطور الغرب و هي ما يسمى في علم الإجتماع  "بالتقسيم الذري للمجتمع" (atomisation de la societé)  يعني بالفلاقي ثقافة" أنا و مرتي و برطماني و البقية بقلة ليهم"  و لا نعرف لا ولد عمي و لا ولد خالي و لا خويا و لا أختي و لا ولد حومتي, حتى حد ما يهم كان العائلة المصغٌرة الي عادة تكون زوج أو زوجة و غشير و الا زوز. هالعائلة المكيروسكوبية طرحت  معطى جديد : الزوجين اذا ما يخدموش يبقاو  نهار كامل في وجوه باعضهم, يخرجوا مع بعضهم يدخلوا مع بعضهم ,يرقدوا مع بعضهم يقوموا مع بعضهم و كان تجرأ الزوج و قال لمرته ماشي للقهوة , تشنع و تاكل بعضها و يولي الراجل  يحس بالذنب  ثم يرجعله شاهد العقل و يتراجع عن قراره لأنه هو بيده مستبطن فكرة الي القهاوي مضيعة للوقت.  أيه عاد أكهو النتيجة واضحة :  وجهو في وجهها نهار كامل لين تركح فيها البونية و توفى الحكاية بطلاق. هات توة نحللوا المجتمع التونسي قبل ما تتوغل فينا هالافة متاع العائلات المصغٌرة المعزولة : في صغري الوالد وقت الي يكمٌل خدمته كان عنده وقت مخصص ليه يمشي فيه للقهوة و يتقابل مع أصدقاءه و أقاربه و كانت الوالدة وقت الي تكمٌل خدمتها عندها زادة وقت مخصص لصديقاتها في جلسات نسائية أو عائلية و كان هذا حسب رأيي يمثٌل نجاح أسري لأن الزوجين عندهم حياة زوجية و حياة إجتماعية و مش , كيما توة عند برشة كوبلوات, الحياة الوحيدة المسموحة لأحد الزوجين هي الحياة الزوجية لا غير.  وفي غياب بارز للحياة الجمعياتية في ثقافة الشارع في بلادنا  تقعد القهوة المكان الأول للإحتكاك بالعالم الخارجي و التثاقف. بالطبيعة , وقت الي نحكيو على القهاوي ما نحكيوش على المرضى و المدمنين الي يعديو نهار و طوله ريسانهم يدورو يمين يسار يتبعوا في الماشي و الجاي تقولش عليهم يتفرجوا في ماتش تينيس في رولانقاروس.
و لهنا بش نخلطوا للأهمية الثقافية للقهوة : يكفي أني أشير الى جماعة مقهى تحت السور بش نفهموا قداش المقهى هام في الحراك الثقافي التونسي و أكثر الأفلام و الروايات و دواوين الشعر تكتبت في مقاهي و أكبر الندوات الثقافية  و المبارزات الفكرية تمت  بين كابوسان و كاس تاي منعنع, هذاكا علاش من رأيي مش من الصائب تجريم المقاهي و تحميلها  تخلفنا الثقافي و التحريض على هجرها بل من الأرجح إستغلال الفضاءات هذه لتنظيم و تركيز النشاطات الثقافية في وسطها . علاش نخمموا نبنيو هياكل ثقافية و هي اصلا موجودة و لكن مش مستغلة ؟  علاش مش كل  أكبر المقاهي في كل بلاد ما نشوفوش   فيها عروض موسيقية و سينمائية و علاش ما نسترجعوش ثقافة الفداوي و الروايات الشفوية ؟ و علاش ما نشوفوش شعراء يقراو اخر ابداعاتهم في منبر في قهوة و علاش ما يعملوش المسرحيين عروض مسرح شارع يتماشى مع فضاءات القهاوي ؟
و بش نختم بالجانب السياسي و الي يقول الي في القهوة ما كناش انجموا نحكيو سياسة أو نمارسوها نختلف معاه. لأن بخلاف  الإجتماعات السياسية الي كانت ما تنجم تصير كان في القهاوي نظرا للتضيقات و بخلاف النقاشات السياسية للناس القلائل الي ما كانتش تخاف من الصبابة, القهوة عندها أهمية سياسية مش بالمعنى الضيق, لأن الوعي السياسي أكبر من المباشرتية . يعني التفكير في المشاكل الإجتماعية يعتبر عمل سياسي و التهكم من المنظومة الي كانت قائمة يعتبر سياسي و الى غير ذلك. و ما ننساوش الي القهاوي لعبت دور هام في الثورة الي صارت فكانت مكان إجتماع أهل الحوم للتنسيق و لتكوين لجان الحماية و مكان النقاشات الهامة لتحليل الوضع الراهن. فعاشت القهاوي , عاشت الديراكت سان موس, عاشت الشيشة جيراك و أنستوا.



dimanche, août 07, 2011

الى روح طفولتي الشهيدة


إشتقت الى الطفل في عيني.
 ذاك الذي يرتعد لفراق أمه
 و يتمتم اذا ما عم الظلام
 أسرار المعوذات
إشتقت الى  دقات طفولة قلبي
... تتأجج مع كل كلمة يلفظها
حبي
و تحمُر الوجون
وردا
و غروب شمس  ذابت
 في بحر دموع
.هاميات منقذات
 : إشتقت التفاصيل  
شفتان و رقبة
و قصة شعر تربيعية
.أحلى من درس الرياضيات
 و  هذا عطر ها
يقاتلني
عن بعد أميال
أخشى سحره
 أشتمُه
 يشتمُني
 أمطره  شتما ودعاء
 أرتبك
  و أموت غريقً
فرعونً,
 ظلم نفسه  ولم يقدُس
.سلطان البارفانات

التونسي للتونسي رحمة


أيا قلنا السلام. "التونسي للتونسي رحمة". كان هذايا واحد من الشعارات الي كانوا معبيين شوارعنا في عهد بن علي و أستعمله المخلوع و حاشيته  بش يبتزوا  بيه أموال الناس في اطار صندوق 2626 و غيره. كنت نقول انذاك الي  يلزم توازيا مع صندوق 2626 يعملوا صندوق اخر اسمه 2525 يسعفوا بيه الزوالية المجبرين للدفع لصندوق 2626 . هالصندوق الي طلع منقوب و  تعامل مع المواطن بفلسفة نحي من شاشية هذا و حط في جيب الرئيس و عائلته و أوهم الناس أن فكٌان الفلوس من شهريات العباد و اجبارهم على الدفع هي صدقة جارية  طلع, في الحلقة الأخيرة,   كذبة يابسة كذبوها علينا.
هكاكة , صار تزوير عبر عشرات السنين في مفهوم "الرحمة" في بلادنا و مشى في بالنا الي الرحمة هي تواصل لفكرة "برة هكاكة" و  المرآة  للعواطف الجياشة الي نشوفوها عبر الشاشات الرخيصة المتاجرة بمشاكل العباد. برامج سخيفة  تعرض في العباد الزوالية  الي عندهم  مليون مشكل مادي بش في الاخر  توهم التونسي أنه مليء بالرحمة بمجرد انه يسخف على إنسان يسخٌف.
ما يزيناش من هالإستبلاه للتونسي المتفرج و التونسي الزوالي المعروض بش يسخٌف على حد سواء و تسويق الشفقة على أنها رحمة , كملوا نفس الوجوه في نفس السياق و سوٌقوا أن "طي صفحة الماضي" و القبول بالناس المجرمة في حق تونس و الي كانوا  بوق من أبواق العهد البائد أو طرف من الأطراف المتورطة في الفساد يعتبر رحمة من التونسيين الي يحبوا يبداو صفحة بيضاء , و فسُخ و عاود من جديد.
وقتها سيدي خويا نقلك,  آقف غادي. لأن الرحمة مش معناها تستبلهونا و تجيبوا جماعة عندهم اكثر من عشرين عام و هوما يسيؤولنا  و مطلعيلنا روحنا و متورطين في تبريك البلاد و التضييق على كل من قال كلمة حق و تعذيب الشرفاء و الصادقين  و في عشية و ضحاها و بمجرد مرورهم التلفزي نقولوا برة ميسلاش .. و مش مشكل و نجبدولهم وذنهم و نقوللهم ماعادش تعاودوا صنعتكم و مشكي الكارطة من جديد.
لا و ألف لا . الرحمة عندها قواعدها. هات الساعة الناس هذه تعترف بالذنب و تطلب السماح و تتحاكم محاكمة عادلة و وقتها الرحمة تدخل في اللعبة.
المشكل في بلادنا الي العباد عملت خلط في مفهموم  الرحمة الي تقرنت بالشفقة و استعلمت كأداة لدحض العدالة. يعني واحد يعدي شطر حياته في زنزانة و كل ليلة يخرجوه بش يذيقوه أنواع التعذيب الي نعرفوهم و الي ما نعرفوهمش و في الاخير يلزم في ضرف 5 دقائق نسامحوا العباد الي عذبته و سجنته و شردته  في إطار "الرحمة".  هل هذا معقول؟  ويني العدالة ؟؟؟
في إطار هالعدالة المغلوطة برحمة مزوُرة تمكنت "سيدة العقربي" اليد اليمنى لليلى الطرابلسي و أحدى أبرز رموز الفساد خلال عهد  بن علي بشهادة شعب كامل, تمكنت منذ أيام قليلة من الخروج معززة مكرمة من مطار تونس قرطاج الدولي و كأن شيئا لم يكن و براءة الأطفال في عينيها. تعمل هكة , تخرُج وزارة الداخلية بيان تبرأ فيه ذمة السيدة العقربي, قالك شنوة في اطار "العدالة" بما أنهم ما شدوا عليها حتى شي. ايه و الإعتقالات التحفظية الي صارت مع جماعة القصبة 3 و مع سمير الفرياني ... ما تمشيش مع سيدة العقربي ؟ و حالة الطوارء الي شادين فيها الصحيح ؟ ما تعطيكمش صلاحيات لمنع هالجرثومة من الفرار؟؟؟ مش شي يكوخر يا لوخر ؟؟
يكملوا على مرمتنا  و يوعدنا برجوع (من خلال برنامج  مايع مازال كيف فرحنا الي رتحنا منه و من مستواه الي ناهز الحضيض)  السيد بهتان خسيُس أكبر بوق لبن علي و أكثر الناس شراسة في سب و شتم المناضلين الشرفاء تحت غطاء الانتهازية   التي لم نرى لها مثيل في العالم.
هالشخص هذايا كنت نتسائل ايام بن علي  كيفاش كان ينجُم يخزر لروحه في المرايا ؟ و كيفاش كان ينجم يخزر في وجه طفل تونسي يافع ؟ كله على بعضه كذب في كذب.  كان يكذب و هو يعرف روحه يكذب و يعرف الي التوانسة الكل يعرفوه الي قاعد يكذب و حتى شي ما وقفه على الكذب و التسفسيف و الترهدين. ملا وقاحة و ملا رخص عند هالشخص. هذا السيد  عاودوا  فصلولوا روبة جديدة و يجيبوه في التلفزة في محاولة بائسة لإعادته للأضواء و إختبار مدى ردة فعل التونسي. زعمة يقبله ؟  أهوكا كان ما قبلوهش دزلهم زريقة " التونسي للتونسي رحمة" و حربوشتين عفى الله عما سلف و إنشاء الله لا باس.
يقول  علاء الأسواني , رضي الله , عنه  إجابة على السؤال  كيف تدحض الثورة في ستة نقاط : "  أولا: احتفل بالثورة والعن الديكتاتور المخلوع, ثانيا: احتفظ بالنظام القديم كاملا, ثالثا: اترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض, رابعا: اضرب وحدة الثوريين وفرق بينهم, خامسا: حاصر الثوريين وشوِّه سمعتهم , سادسا: وجه ضربتك القاضية" و يضهرلي حكاية مدان وجه كيما وجه هالكاذب السفسوف في قناة من القنواة  التونسية قالك زعمة وجه إعلامي عنده الحق بش يتكلم و يعبر عن رأيه , يعتبر دليل على أننا شارفنا على النقطة السادسة و الأخيرة من برنامج الإلتفاف على الثورة و دحضها و إن لم  يستفق شعبنا و لم ينتبه لخطورة ذلك فعلى الثورة السلام . و انشاء الله كيما أحنا "رحمناهم"  كان  يرجعلهم الحكم انشاء الله  يرحمونا . و أنستوا