vendredi, mars 26, 2010

بلاد الاعتباطية و الانطباعية 2 (ثقافة الطحين)ه

يا سادة يا مادة يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة

كنت بديت نحكي على الانطباعية و الاعتباطية في بلادنا هنا.

و كنت تحدثت عن مدى جدية الاداري التونسي عامتا و الاداري الي لاهي بالحجب خاصتا.

اليوم يا جماعة بش نحكي على قيمة ثابتة و وطنية بمعنى أن لا يختلف تونسيان على وجودها في مجتمعنا و هي قيمة "الطحين" بالفلاقي ... و 'البندير" اذا نحبوا نلطفوا المعاني.

يقول القايل : هل أن الطحين هي شمة من شمات التونسي من دونه من الجنسيات و الهويات الاخرى ؟ يضهرلي لا ... الطحين ظاهرة اجتماعية موجودة و متفشية في كل الثقافات و الحضارات (بقطع النظر على مدى تطورها من تخلفها) و هي ظاهرة و جدت و موجودة في كل الحقبات التاريخية و مش بش تتقطع.

أيه امالا ... علاش الطحين في بلادنا داخل كيف السوس وهارد الدنيا الكل في كل القطاعات ؟ علاش الطحين مش مؤثر في حضارات معاصرة أخرى ... كيف ما على سبيل المثال أماريكيا ؟ علاش بايدن نائب الرئيس أوباما جابها بذراعه و مش دخل للحكم على أسس تطحينية بحتة ؟

أنا يضهرلي ألي المشكلة في بلادنا مش الطحين في حد ذاته (قاعد نتخيل في خيرة الطحانة الوطنييين قاعدين يتنفسوا الصعداء و حامدين ربي من تبريء ذمتهم... نقوللهم لهؤولاء ... و نرمال .. الطحان ديما يقعد طحان) لكن في الهيكلة الي تسمح أن ظاهرة الطحين تتفشى.

شنوة يحب يقول ؟ يعني ,وكيف ما يقول أحد الأصدقاء, أي بلاد موجودة و الا توجدت الي يحكم فيها مش شخص واحد في أعلى الهرم ...

من المستحيل أن أي بلاد تتحكم من سلطان فرديا لأن السلطان مالو الا بشر ...لحم و دم و ما ينجمش يكون حاضر في كل ركن من أركان المعمورة (يعني أركان البلاد ... مش المعمورة الي بحذا نابل) و كيف ما يقول عمر "لو تعثرت دابة في العراق لكنت مسئولا عنها " ... و البهايم ياسر هالايامات حاشاكم ... مش سيادته بش يقعد يتبع فيهم بالبهيم بالبهيم ... فالسلطان بالي يكون يبقى ديما فرد ...

كيف تجي تحلل تلقى البلاد محكومة بأصحاب المصالح الي يكونوا متفرعيين و متغلغلين في كل شبر من هذه البلاد و كل بلدة و كل دشرة و كل زنقة ... هذوما العباد الي يكونوا مواليين للحكم و يكونوا هوما يحافضوا على موالات جهتهم للسلطان, يتلقاوا في اطار علاقة نفعية من السلطان تشريف و حضوة و كرامات مادية و معنوية هذا الى جانب حماية مصالحهم الأقتصادية ... يعني هي علاقة نفعية , ميثاق مش مصرح بيه لا كتابيا و لا شفاهيا لكن موجود.

بطبيعة الحال في بلدان متقدمة هالقاعدة المتضامنة مع السلطان تكون منظمة و مهيكلة و ممكن تمت هيكلتها منذ قرون. و مادامنا خذينا مثال الولايات المتحدة الامريكية ... خلينا نواصلوا معاهم كمثال : وقت الي الديمقراطيين يشدوا الحكم تلقى عندهم قاعدة مهيكلة من رؤساء بلديات و نواب و ناشطين يمثلوا السلطة الرمزية. و سطرلي على كلمة رمزية ...

علاش رمزية ... بمعنى أنهم يمثلوا النظام و يعملوا خدمة الأسونسور ما بين أعلى الهرم و أسفل الهرم لكن ما عندهمش سلطة مادية ...يعني ماكش بش تلقى واحد من الحزب الديمقراطي يفشخ في مواطن لأنه سكران في الشارع ... بينما وقت الي حماس شدت الحكم في فلسطين شاهدنا ناشطي حماس يفشخوا في المواطنين الي رفضوا يصليو وراء الامام الي حطوهولم ... شنوة الفرق هنا ؟ جينهاشي عرفي ؟ هذيكا هي ... الفرق بين التقنين و جعل القانون فوق كل أنسان و بين تشليك القانون و تبجيل الانطباعية ...

صعبتها ياسر ؟ هات نحكيلكم طرفة من صميم الواقع ... صارت في منطقة القطار بالجنوب التونسي في التسعينات... ما نتذكرش الاسامي و التفاصيل بالقدى و لذا بش نتصرف شوية فيها .. أما الساس حكاية واقعة بالرسمي.

قالك عمك العربي ... راجل كبير في العمر ... يادوبو يعرف يقرى ... فلاح عاش حياته الكل حده حد روحوا ...يفلح ... يسقي أرضه , يسرح بالشياه ... و كان انذاك عاملين تقسيم معين لمياه السقى الي ما كنتش برشة و الي كانوا اهل المنطقة متفاهميين في طريقة توزيعها ... أيا يا سيدك, عمك العربي كان عنده أخت عندها هي بيدها أرض و راجلها عندوا أرض ... كبرش ولد أخته ؟ بداشي يكنبس و يحسب فيها ؟ عمل هكة سي التوهامي , ولد أخت عمك العربي, دخل مجال التطحين و بدى يحرك في الشعبة ...حتى لين على رغم صغر سنه ولى رئيس شعبة ... أكاهو .. كيف تولى المنصب هذاكا ولى عمك التوهامي يكبرن و حط العمدة في جيبه و حك رأسه ... و طلعلهم بطلعة جديدة : قالك تقسيم الماء بش يتبدل. و فعلا تبدل ... و ولى سي التهامي يسقى كل يوم في زرعه و ينفع في الفلاحة الي مجاورينه ... و نسى و تناسى الجماعة الأخرين بما فيهم خاله ... عمك العربي .. الي ولى الماء يوصللهم مرة في تبت يدى ... أحتجوا هاك الفلاحة ...طلعوا , هبطوا ... قاللهم طيروا للسماء ... مشاله عمك العربي في يهديك, يصلح رأيك ... شي ... تغششوش الزوز ؟ تنابزوش ؟ تهددوش ؟ تضاربوش ؟ أيا عركة كبيرة و اش كون يحزها ... و وقتها عمك العربي كشاكشه خارجة و هو يتوعد و يتحلف في ولد أخته.

روح عمك العربي الدم طالع و السكر قداش من قرام ... خمم, كنبس ... قال هذه حلها ندخل مع التوهامي ولد أختي في الخط و نرقدله حلفة. و كيف فهم الي التطحين يجيب ... أول حاجة عملها انخرط في الشعبة متاعهم, وبدى عمك العربي يخدم على روحه, و اذا ولد أخته يبندر زوز قرام هو يبندر ميتين قرام, و اذا فما استدعاء للمعتمد و ألا رئيس البلدية و الا رئيس المنطقة عمك العربي تلقاه يستدعي على حسابه و يذبح و يوكل و يصنف ...جاتشي الانتخابات المرتقبة ؟ يعملوا هكة يجيبوا التوهامي على برة و يولي عمك العربي هو رئيس الشعبة.

ولاش عرس في البلاد ؟ و عمك العربي يشطح بالمحارم و العباد تهني و تمجد و توالي ... وحس عمك العربي روحه حاجة كبيرة ... و فهم حلاوة السلطة و أن الناس الكل تولي تخزرلك بهيبة و تقدير و أنك عندك مركز و تنجم تتخذ القرارات الي تحبها ... زغللوا عينه بالدوع و صرح سيادته أن الطرح تقلب على ولد أخته و أن حان الوقت ...بعد أربعة سنين هو يجري و يجري و يصرف و يبندر ... حان الوقت لنيل الثأر.

جرت العادة أن في تنصيب رئيس الشعبة يحضروا كوادر الجهة و مسؤوليها ... و بالزهر متاع عمك العربي سمع الي السيد الوالي و ما أدراك عامل زيارة للمنطقة مما بش يخليه يحضر الأجتماع الي بش يتم فيه تنصيب عمك العربي.

يمشي عمك العربي للكاتب العمومي متاع الجهة و يطلب منه أن يعمله خطاب مضروب بالسفود فيه عبارات هايلة كيما يشوف فيهم في الخطابات في التلفزة من "و قررنا " و "و انما" و خاصة "من المنبر هذا" الي كان يشيخ عليها ... و بدى عمك العربي يتشهى على الكاتب العمومي الي بدى يبرقش و يزين في الشكل و يسأل على المضمون ... جاوبه عمك العربي و بسمة النصر تعلوا محياه "يلزمني نعفس في ولد أختي التهامي و نهنتله قدام الناس الكل" .. وبما أن الكاتب العمومي هو بيده يسال مغرفة للتوهامي ... قاله تهنى و برقشله نص يعمل ستة وستين كيف.

أيا يا جماعة ما نطولش عليكم ... جاء موعد الأجتماع و تقابلو ممثلي الجهة و جماعة الشعبة و من بينهم طبعا عمك العربي الي يكشخ من هنا لهنا ... و التوهامي ولد أخته الي مدنكس رأسه و كانوا مجموعين في طاولة طويلة عريضة.

و بدى رئيس البلدية يرحب و يبارك عاليوم السعيد الي جمعهم بوالي المنطقة و هو قريب يزرف دمعتين تأثرا بالكرمات الي نزلت بحضور سيادته ... من بعد أعلن أن تم أنتخاب سي العربي كرئيس شعبة المنطقة في أطار الشفافية و التعددية و ان دل ذلك على شيء فانما يدل على ...و و و و ... ثم احال الكلمة لسي العربي.

عمك العربي مقربط في كوستيم لبسه مرة نهارة عرسه ... و هذاكا علاش ولى ياسر محزوق عليه. وقف. الناس الكل قعدت تخزرله. بداها بجملة شافها تتعاود ياسر في الخطابات "أيها المواطنون ... أيتها المواطنات" ... من بعد تلفت يمين و يسار ... كيف الي حس الي الوقفة مش هي ... خمم يطلع فوق الكرسي... أما قال تو يمسخه ..عيب قدام الوالي و المعتمد ... تلفت لجماعة الشعبة قاللهم ..بالله هاك البتية ... مشى كركر بتية محطوطة في طرف القاعة و طلع فوقها ... و حس روحه عااااالييييي و فرحااااااان ... عاود جملته المفضلة "أيها المواطنون ..ايتها المواطنات" و هو يدخل في يده في جيب السورية باحثا عن الخطاب ... ما فما شي .. تفتف من هنا و من غادي ... تذكر الي خالتك خديجة شدت الصحيح بش يبدل السورية .. و فهم الي نسى الخطاب في السورية الاخرى

- أيها المواطنون ..عن جد بوك يا خديجة ... تهردت ...

دخل بعضه لوهلة و وجهه حمار .. اما دوب ما شاف ولد أخته التوهامي قاعد في الطاولة و يقحرله ... عاود أسترجع قواه و تذكر غل سنين ... وقال في قلبه .. هذي لا ينفع فيها وراق و لا والو ...و بدى خطابه التاريخي :

- أما الماء ...فلم ثم (يقصد الماء "ما ثمش" كيما يقولوا في الجهة) لأي عربي ... الا أنا ... و زوجتي فقطا (فقط في المثنى)

جاء باش يكمل بالعربية القحة ... لكن فهم الي مش بش ينجم يعبر على الي في قلبه بطلاقة ... تذكر أيامات بورقيبة و أيامات "توجيهات السيد الرئيس" و كيفاش بورقيبة يجيب أمثلة بسيطة و بلغة دارجة ...و هكاكة يفهموه الناس الكل ... خمم لوهلة ... خزر لولد أخته ... تبسم ...سايي لقى المثل و الفكرة المناسبة و عرف كيفاش بش يبلاسي كلمته المفضلة "و أنا من هذا المنبر" و كمل خطبته :

السيد الرئيس ... ربي انشاء الله يشدلنا فيه و يطوللنا في عمره و ربي انشاء الله يحفضهولنا ... السيد الرئيس .... يبول على السيد الوزير .... و السيد الوزير ...صاحب القرارات الرائدة و السديدة ... يبول على السيد الوالي الحاضر لهنا و الي شرفنا بوجوده بيننا ...(يتلفت للوالي) سيدي الوالي ... الوزير يبول على سيادتكم ... وسيادتكم شنوة تعمل ؟ ماك أنت بيدك تبول على السيد المعتمد ... الي بالمناسبة نحب نشكره لمساندته لي لتعييني .... و أنت سيد المعتمد ..بصفتك معتمد الجهة ... على شكون تبول ؟ بطبيعة الحال بش تبول على العمدة الي هو بيدوا ...بطبيعة الحال يبول عليا ...أنا العبد للله .... و أنا ... و بصفتي رئيس الشعبة الجديد ... و من منبري هذا ... نبول على ولد أختي التوهامي.

vendredi, mars 12, 2010

الفنان





عاش يتمنى في عنبة ...كيف مات .. ما علقولوش حتى عنبة ..قبل ما يموت تبسم فرحان ..سألوه ..شنوة الي يفرح ؟ قاللهم عالقليلة أنا عشت و تمنيت ..ابكي على الي لا عاش و لا يعرف اصلا انه يتمنى

jeudi, mars 11, 2010

بلاد الاعتباطية و الانطباعية 1

يا سادة يا مادة يدلنا و يدلكم الخير و الشهادة. كلام الناس قياس و صلي و سلٌم على سيد الخلق و الناس.

مرة اخرى يضرب مقص الحجب الافتراضي و يقطع المدونة الثانية للزميل طارق الكحلاوي. و كيف ما سبق و قلنا, اليات الحجب و لات مشخصنة حيث أن الحاجب ماعادش يحجب أراء أو أفكار أو عبارات تعتبر "مشبوهة" أو" معادية للسلطة" ( بطبيعة الحال أغلبية الأفكار الرائجة أفكار مصلحة لكن الفهم السطحي للنقد يخلي الحاجب يقص فيها خوه على بوه ) لكن ولى خونا الحاجب يشخصن الأفكار بطريقة غبية جدا ... فتجد مثلا أن كل ما يصدر من شخص سفيان شورابي مقصوص, أو زياد الهاني أو توة طارق الكحلاوي و كأني بادارة الحجب ولاو الي يخدموا فيها اشبه بهاك العزيزات الي يتفرجوا في مسلسلهم المكسيكي أو التركي و تقلك ... ألخاندروا يعطيه و باء .. انسان شرير و خوان كارلوا ... الله يرحم والديه, ناس ملاح ... الزوز بحشيشهم بريشهم و كأن فما مصدر الشر المطلق و مصدر الخير المطلق.

هذا الكل يبرز سطحية و غباء العاملين في الحجب ( و بش نتفادى هنا كلمة "مسؤولين" لأنهم غير مسؤولون) و يحطنا زادة أمام أمر هام جدا وهو الهامش المتاح لهؤولاء الاداريون في اخذ القرار و مدى تقنين عملية اخذ القرار بالحجب من عدمه. أنا حسب ما فهمت, ما فما حتى قانون داخلي يقنن عملية الحجب في تونس فيجد الاداري نفسه أمام حقل شاسع للتصرف الذاتي و يبدى يجيب و يجلب من مخه.

و بطبيعة الحال, هالهامش الشاسع للتصرف الذاتي و في غياب لأي تقنين يلقى سي الأداري نفسه سيد الموقف و تطغى على قرارته الاعتباطية و الانطباعية. شنوة يحب يقول ؟


أما عن الاعتباطية فالسيد يولي يحش فيها على بعضه و يتذكر ايامات طفولته و هو يحش في القمح مع السيد الوالد, هاني نخدم على روحي و بره ... و مادام خدمتي هي الحجب, أحجب و لا يهمك .. من غير تكسير الراس و من غير ما تقرى بش تعرف شنوة تحجب و شنوة لا ... انده على بعضه ...

أما عن الانطباعية فالخدمة الي يخدمها هالاداري تولي رهينة برشة عوامل : علاقته بنسيبته, عنده كريدي و الا لا ؟ رقد مع مرته ليلة البارح و الا لا؟ الصغار جابوا معدل و الا لا ؟ العطار خلاله زوز باكوات حليب على جنب و الا لا ؟ وقفه بوليس و خذا من عنده عشرة لاف و الا لا ؟ الخ الخ ... و تلقاه وخينا يحط مشاكله الكل قدام عينيه كيف يشد كرسي بيروه ... و يفش غيضه في العبد لله و في زملائي المدونين.

و كيف ما أي اداري, صحيبنا عنده طموح في ترقيات و زيادات في الشهرية و بونوات مازوط و تيكيات ماكلة, هذا الكل مع عامل الاعتباطية و الانطباعية يخليه يجيب من راسه و يسيء بالبهامة متاعه لصمعة البلاد ... من ما خلانا مهزلة بين البلدان العالمية , ينكتوا علينا و حاطينا في نفس مستوى الحجب مع الصين و ايران ... اذا مش أكثر.

بالله مش عيب ؟ بالله مش شي يحشم أننا بعد قداش من قرون العباد تعطي في دمها لحرية هالبلاد يجي واحد حاشاكم ما يسواش و ما عنده حتى كومبتونس لا في مجال التكنولوجيات و لا عنده ثقافة ملمة .. انسان بهيم مسطك, كركار فنيان ..قمة في البخل, شعاره "ارجع غدوة" و "كعور و اعطي للأعور" ... طموحه "حابسة و تمركي" و "الشهرية هاي تمشي" بش يعملنا ضحكة في العالم أجمع؟

و الله أنا كيف نحكي في الموضوع مع أصدقاء من العالم ...صدقوني نحشم على روحي و ندنكس راسي و وجهي يحمار ... عملتولنا العار يا متخلفين بلادنا.

أنا من خلال هذا المنبر نطالب المسؤوليين (وكيف نقول مسؤولين نحكي عالعباد الي بالرسمي متحملين مسؤولية) بش يتخذوا قرارات صارمة في اتجاه هؤولاء ... و يحجبوا الحاجب على خاطر في بلادنا توة و في القرن الواحد و العشرين ما عادش حاجتنا بوصاية و ماناش نرضعوا في صبعنا .... طيشوا علينا هالجهال ... بل أكثر من هكة .. أنا أدعوا لمحاكمتهم.